يعوض فشله في الترقي بالهجوم على الجامعات الأهلية والمشروعات القومية
حرم من الترقي بسبب سرقة أبحاث علمية.. فاتجه إلى "التلقيح"
حرم من الترقي بسبب سرقة أبحاث علمية.. فاتجه إلى "التلقيح"
«من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام».. البيت الشهير للمتنبي، أعده في رأيي منهجاً علمياً كاملاً يمكننا الاعتماد عليه في التعامل مع تلك الشخصيات التي كتبت شهادة وفاتها بنفسها، ودفنت نفسها في التراب قبل أن يأذن المولى عز وجل بذلك.
الدكتور عبد الله سرور، الأستاذ المساعد المحال إلى المعاش بكلية التربية جامعة الإسكندرية، واحد من الذين باتوا لا يتأثرون بتعاقب سقطاتهم وتتابع نوبات فشلهم واحدة تلو الأخرى، وكأنه بات جثة هامدة، لا تكترث بما يدور حولها.
تناولنا سيرة الرجل في هذه المساحة قبل ذلك عدة مرات في حلقات متتابعة لم نرد منها سوى لفت انتباه الرجل لعثراته وسقطاته المهنية والأخلاقية، التي نقلته من خانة أستاذ جامعي فاضل، لمتهم صادر ضده أحكام قضائية في تهم مخلة بالشرف، بعضها يتعلق بخوضه في أعراض زملائه وسبهم في شرفهم والآخر يتعلق بسرقته لأبحاث علمية قدمها لنيل درجة الترقي، إلا أن ذلك كله لم يجد مع أستاذ التربية نفعاً.
توراى الدكتور عبد الله سرور عن الظهور والخوض في سير زملائه بعض الوقت، بعد نشرنا بالتفاصيل مسيرته الملطخة بأفعال لا تتسق مع كونه مربي يعول عليه في تنشئة أفراد صالحين للمجتمع، لكنه عاد بعدما شعر بأن الأمر مر مرور وبات في طي النسيان، ولذلك عدنا.
عاد الدكتور عبد الله سرور ليهاجم من جديد مشروعات مصر القومية في مجال التعليم العالي، لكنه هذه المرة حقده فضحه وكشف السبب الرئيسي لما شنه من هجوم سابق على كل ما تنجزه مصر في هذا المجال.
قال الرجل في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي: «بمناسبة اختيار أشخاص للقيام بأعمال رئاسة الجامعات الأهلية الجديده ..لماذا لم يتم ذلك بإعلان عام ..وما هي معايير الاختيار ام انها حكر علي المحظوظين ..واين آليات المتابعة والتقييم .. بل ما اسباب اختيار اشخاص بعينهم دون غيرهم .. وهل صحيح ان الحد الادني لسن شاغل الوظيفة ستون عاما».
كشفنا سابقاً أن هجوم الرجل على قيادات التعليم العالي بداية من الوزير مرورا بكافة رؤساء الجامعات مرده أن الرجل فشل سابقاً في نيل الترقي لدرجة أستاذ بسبب ثبوت سرقته ما لا يقل عن خمسة أبحاث علمية، وفي هذا المنشور السابق يؤكد الرجل بلا حرج أو خجل على أنه لازال طامعاً في منصب في أي جامعة حتى لو كانت من بينها، تلك الجامعات التي هاجمها سابقاً وشكك في فائدتها لطلاب مصر بحجج واهية.
للاستفهام في اللغة استخدامات عدة، أقبحها ذلك الذي يستخدمه عبد الله سرور لدس السم في العسل، فيتحدث الرجل مستفهماً وكأنه قاصداً المصلحة العامة وتحقيق النزاهة والشفافية، في حين أنه لا يريد سوى مصلحة ذاتية، ومنصب يكمل ما نقص عنده في مسيرته المهنية بسبب استسهاله وتقدمه بأبحاث مسروقة سعياً خلف الترقي لدرجة أستاذ.
ما نسرده بشأن سرقته لأبحاث علمية، مؤيد بقرارات رئاسة جامعة الإسكندرية، والمحكمة الإدارية، التي أقرت سرقته للأبحاث وحرمته من مميزات إدارية كثيرة، ولم يستطع سرور نفسه نفيه أو الرد عليه في أي مناسبة من المناسبات حتى الآن.
وتأكيداً على قراءتنا لكتابات الرجل في سياق اشتهائه لأي منصب داخل أي جامعة حتى لو كانت جامعة «البربئ القومية النموذجية»، كتب مجدداً عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: «لماذا لم تصدر قرارات تعيين رؤساء الجامعات الجدد حتي الآن ..ولماذا تبقي عديد من الجامعات بلا نواب رئيس جامعة ..هل هي وظائف هامشية ام إن الحكومة تريد إلغاء هذه الوظائف..بعض جامعاتنا يديرها رئيس الجامعة وحده منفردا وبعضها يديرها نائب منفردا فهل هذا دليل عبقرية ونبوغ ام هو الرضا السامي ..هناك مقاعد نواب في الجامعات خالية منذ سنوات..ولا ازيد عن سوء مواقع العمداء ..هذه خطة خبيثة لتخريب الجامعات الحكومية ...ياسادة التعليم العالي في محنة لا تنقذه منها البدل اللامعة ولا المناديل المدلدلة ولا صبغة الشعر المتفحمة ولا التصريحات الإعلامية الفنكوشية».
كل كلمة كتبها الرجل في السطور السابقة يفوح منها رائحة غيظ، سببه الرئيسي والأول والأخير استبعاده من أي منصب إداري في أي جامعة خلال الفترة الماضية، رغم أنه يعرف السبب لذلك وهو تورطه في كل ما سردناه من مخالفات مهنية وأخلاقية، إلا أنه كان يمني النفس بأن يرزقه الله بمسئولين لا ينظرون إلى تلك السقطات على أنها مبرر كافي للاستبعاد، وأن يضع في طريقه رجال ترقوا بأبحاث مسروقة كأبحاثه فيضمونه لفريقهم ويكرمونه بمنصب هنا أو وظيفة هناك.
حقد الرجل لا يتوقف عند حد معين، ولا يمنعه الخجل أبداً من الفوح بما في جوفه من حسد كريه لزملائه من الأساتذة الذين ينتدبون في مهام خارج حدود الوطن، تاركين خلفهم أسرهم وأبنائهم وحياتهم كلها من أجل أداء الرسالة السماوية المكلفين بها.
كتب الرجل من ضمن كاتباته الحاقدة: «اعجوبة المحظوظين في التعليم العالي مثل ان يتصادف كونك رءيس قطاع مكتب الوزير او التعليم او الخدمات ويتصادف ان يصدر قرار انتدابك للمكتب الثقافي في جمهورية الصومال لستة اشهر ..ويتصادف ان تقبض 26 الف دولار شهريا اي حوالي مليونين ونصف لكل منهم ..ويتصادف ان ينتدبوا علي التوالي . .. حذار ان يظن احد انها تكية او عزبة .. لا انه الحظ فقط ..يارب لقد زالت عزبة المنصورة ثم زالت عزبة الشرقية وستزول عزبة عين شمس .. اللهم اجعلنا من المحظوظين في العزبة القادمة».
يكتب الدكتور عبد الله سرور بطريقة لا يمك نأن تفرق بينها وبين تلك التي تستخدمها اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية، فيهاجم المشروعات القومية بعد دقائق من افتتاحها، كذلك التعليق الذي كتبه بعد افتتاح الجامعة اليابانية ببرج العرب.
كتب «سرور» على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي: « المشهد السياسي قبيحة صورته ..كريهة رائحته.. عقيمة مخرجاته .. وحرام ان يكون هذا حالنا».
بغض النظر عن أن الأستاذ الجامعي لم يضبط ممارساً السياسة يوماً ولا دارساً لأي من علومها، ولا مالكاً لمقومات الحكم الموضوعي على أي مشهد سياسي، توقف كثيرون عند السبب الحقيقي الذي أغضب الدكتور سرور لهذا الحد، وما الذي يزعجه بالضبط في المشهد السياسي، هل لأنه لا يلقى اهتماماً من أحد أم أن الأمر له علاقة بوعد تلقاه من الجماعة الإرهابية لأن توفر له عقد عمل في دويلة قطر، فبدأ يقدم قرابين الولاء والطاعة، أم أن القصة كلها، تكمن في اعتقاده أن من يهاجم كثيراً سيحصل على الشهرة سريعاً؟
كل تلك الاستفهامات لا تحتاج لإجابات من سرور نفسه، فمواقفه خلال الفترة المقبلة ستكون كفيلة لوضع النقاط على الحروف وموقف الرجل من التقرب من الجماعة الإرهابية بمنشوراته المسيئة لمصر ورموزها ورجالها في مجال التعليم العالي وخارجه.