تناول كتاب صحف الخليج العديد من القضايا الهامة، وعلى رأسها الدور اللبنانى المفقود، بعد انفجار مرفأ بيروت، بالإضافة إلى التداعيات المرتقبة لفيروس كورونا على الانتخابات الأمريكية، وكذلك التعاون الدولى المطلوب للحصول على لقاح كورونا.
حنا صالح
حنا صالح: قلق لبنانى عميق من فقدان الدور
تناول الكاتب حنا صالح، في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، مخاوف ربما من شأنها وضع المزيد من الضغوط على لبنان، في أعقاب الاتفاقات الأخيرة التي وقعتها كلا من الإمارات والبحرين مع إسرائيل برعاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، في البيت الأبيض، في ظل حديث متواتر عن اعتزام ربط مرفأ حيفا ببلدان الخليج، من خلال خط سكة حديد في القريب العاجل، وبالتالي احتمالات تحول حركة السياحة القادمة من هناك.
والمخاوف جراء التحول في حركة السياحة الخليجية لا يرتبط فقط بالاتفاقات الأخيرة، وإنما تعززها الأحداث الأخيرة، وعلى رأسها الانفجار الذى ضرب مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضى، والذى ساهم في تدمير العاصمة، بالإضافة إلى غياب الإحساس بالأمان لدى المواطنين، بالإضافة إلى أحداث أخرى، كان البطل فيها هو حزب الله اللبناني، بعد رفضه الذهاب إلى تحقيق دولي يكشف الحقيقة وطريق العدالة للضحايا وللعاصمة ولبنان، ما أثار علامات استفهام حول التعاطي الاستنسابي مع العدالة.
واعتبر الكاتب أن لبنان كانت قبلة الوافدين من رجال الأعمال والإعلام، والذين اتخذوا منها مقرا لإقامتهم بفضل ما ترسخ في الأذهان حتى زمن قريب، باعتبارها واحة الديمقراطية بفضل نظامها البرلماني الحر، وخدماتها المتطورة في القطاع المالى، بالإضافة لتميزها في مجال الطب، حتى أن حاكم دبى، الشيخ محمد بن راشد، أعرب يوما ما، عن تطلعه لتكرار التجربة اللبنانية في إمارته.
إلا أن الأطماع كانت كبيرة، وامتزجت مع كثير من العوامل المحلية والإقليمية، بحسب ما يرى صالح، وأولها الغياب الرؤيوي لدى الممسكين بالسلطة فتقدمت الانتماءات الطائفية واكتملت الصورة لبدء الحرب الأهلية، يوم 13 أبريل 1975، والتي لم تنته تماما حتى بعد اتفاق الطائف 1990، لتفقد لبنان على إثرها الكثير من دورها.
ويرى الكاتب أن العقد الأخير يبقى الأخطر لجهة فقدان الدور والمكانة ارتبط بأداء منظومة فاسدة تابعة أقل بكثير من قدرات اللبنانيين وإمكاناتهم لتتفشى ظاهرة الفساد مع بروز عالم كارتلات الاحتكار من المصارف إلى الكسارات والنفايات واتساع التلوث، والأخطر اختطاف الدولة، وتحويل لبنان إلى منصة عدوان ضد المنطقة لدعم مخططات الممانعة.
وأشاد الكاتب في ختام مقاله بالثورة التي أطلقها اللبنانيون في نوفمبر الماضى، حيث وحدت الصف، رغم كونها غير قادرة حتى الآن على بلورة البديل المناسب، وفى المقابل بدت السلطة وقد فقدت أهليتها وسقطت شرعيتها، ليأتى انفجار مرفأ بيروت، ليقوضها تماما، لتوافق مضطرة على مبادرة فرنسية لقيام "حكومة مهمة" من خارج كل المنظومة، تدير فرملة الانهيار، سرعان ما انقلب عليها حزب الله تلبية لقرار طهران، وظناً منه أنه تم استيعاب النقمة التي تولدت بعد تفجير المرفأ.
غسان العزى
غسان العزى: كورونا والانتخابات الأمريكية
أما الكاتب غسان العزى، فقد أكد في مقاله، بصحيفة "الخليج" الإماراتية، فتناول تأثير تفشى فيروس كورونا على الانتخابات الأمريكية، والمقررة في شهر نوفمبر المقبل، والتي سوف تشهد حربا شرسة غير مسبوقة بين الرئيس دونالد ترامب، الساعى للحصول على ولاية جديدة، والمرشح الديمقراطى جو بايدن، والذى سبق وأن شغل منصب نائب الرئيس الأمريكي، في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وعلى الرغم من أن تفشى الجائحة يمثل جانبا سلبيا في حقبة ترامب، باعتباره الرئيس المسئول، إلا أن العزى يرى أنه من الصعوبة بمكان الجزم بأن الجائحة سوف تصب في مصلحة بايدن، مبررا ذلك بأن نائب الرئيس الأمريكي السابق لا يستطيع القيام بحملات انتخابية أو مخالطة ناخبيه، مما يساهم في إضعاف أحد أهم الأدوات التي يعتمد عليها المرشحون في مثل هذه المناسبات.
وأضاف الكاتب أن الفيروس اجتاح أمريكا، في الوقت التي لم تكن جاهزة لمواجهته، بالرغم من تحذيرات متواترة، أطلقها أوباما، وبيل جيتس، بينما لم تكن كافية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهته.
وبالرغم من أن ترامب نفسه قلل من شأن الجائحة، مما دفع مؤيديه لعدم التقيد بالإجراءات الصحية، بحسب الكاتب، إلا أن الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة صعبة ومعقدة وجديدة كل الجدة، فلا سابق لها في تاريخ الولايات المتحدة ولا العالم، موضحا أن أخطاء ترامب كانت ستقع فيها أي إدارة أخرى في الولايات المتحدة.
الأزمة الجديدة ألقت الضوء على مشكلة قديمة، هكذا يقول الكاتب، وهى أن الرئيس الأمريكي كل السلطات في الحياة اليومية التي تتيح له فرض تطبيق القرارات في مختلف الولايات المنقسمة حول كيفية مواجهة الأزمة، جراء توزيع السلطات بين الولايات والحكومة المركزية في الجمهورية الفيدرالية، والتي بدا ترامب عاجزاً عن إدارتها.
وأضاف الكاتب أن الجائحة التفاوتات الاقتصادية الاجتماعية وهي بنيوية في الولايات المتحدة حيث لا وجود لنظام صحي عام وشامل، مما يحرم الطبقات الدنيا من الحصول على الرعاية الكاملة، وهو ما يمثل تراكمات جراء أخطاء الإدارات السابقة.
وأما على المستوى السياسى، فيرى الكاتب أنه من الصعوبة بمكان الجزم بأن الجائحة سوف تصب في مصلحة بايدن كونها تمنعه من مخالطة الناخبين والقيام بحملات انتخابية بحضور جسدي مباشر في طول البلاد وعرضها، الأمر الذي يستغله ترامب الذي لا تتوقف حملاته الدعائية وظهوره في وسائل الإعلام وتغريداته في حملة انتخابية جائحة لا تتأثر بكورونا.
أكمل عبد الحكيم
أكمل عبد الحكيم: تضافر دولي في مواجهة الوباء
قال الكاتب أكمل عبد الحكيم إن مبادرة كوفاكس تهدف إلى جمع وحشد جهود الحكومات، والشركات الكبرى المصنعة للتطعيمات الطبية، لغاية ضمان توفر ووصول تطعيم آمن وفعال ضد كوفيد-19 حال توفره، لمن هم في أشد الحاجة إليه، موضحا أنه رغم أن هناك حالياً عشرات التطعيمات التي يتم تطويرها واختبارها، فإن الغالبية العظمى ستفشل في تحقيق حد الأمان المطلوب.
وأضاف أن كوفاكس تهدف إلى ضمان أن تحصل جميع الدول على نصيب عادل ومنصف من التطعيم المؤمل. وهو ما سيتم تحقيقه من خلال ما يشبه وثيقة تأمين، تغطي أكبر عدد ممكن من التطعيمات المؤمل نجاحها في المستقبل، موضحا أن الحاجة أصبحت ملحة لعدم التنافس بين الدول المتقدمة بل العمل على التكامل فيما بينها لتحقيق أكبر فائدة من اللقاح لصالح كافة دول العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة