أكثر من ربع قرن، قضاها رجل الأعمال محمد فريد خميس، على رأس مجلس أمناء الجامعة البريطانية، مؤمنا بأهمية التعليم والبحث العلمى، حيث كان يري الجامعة، بمثابة "المصنع" الأقوى والأهم بين مصانعه وشركاته الصخمة، قبل أن يرحل تاركا من خلفه فراغا يصعب تعويضه، رحلة "فريد خميس" إلى الجامعة البريطانية، بدأت من جمعية مستثمري العاشر من رمضان، حين قرر التكفل بإنشاء معهد تعليمي لتوفير شباب من المهنيين لمصانع المدينة، إلا أنه فوجئ بطلب من عدد كبير من أولياء أمور طلاب هذا المعهد لقائه بمقر النساجون الرئيسي بالشيراتون، وكشفوا له عن تدني مستوى الدراسة بالمعهد، ليقرر "خميس" غلقه وتحمل دراسة الطلاب على نفقته الشخصية بإحدى المعاهد الدراسية، وبعدما فاتح أحد المقربين بما فعله اقترح عليه الاستثمار بقطاع التعليم، وبالفعل اشترى أرضا بمدينة الشروق، وبدأ بإنشاء أكاديمية الشروق، ثم انشأ الجامعة البريطانية، وهي واحدة من أكبر الجامعات الخاصة في مصر.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن، من سيخلف، رجل الأعمال، محمد فريد خميس، فى مقعد رئيس الأمناء بالجامعة البريطانية، وكيف سيكون ذلك.
يجيب الدكتور فاروق الباز، عضو مجلس أمناء الجامعة، فيقول :"أعتقد أن الراحل كان قد اختار من سيخلفه فى منصب الأمناء قبل وفاته"، مضيفا :"رحمه الله رحمة واسعة فقد كان مصريا عظيم الصفات".
وأضاف الدكتور فاروق الباز :"كان المرحوم محمد فريد خميس، من أعظم أبناء مصر المخلصين، فضل أن يضع كل ما تم ادخاره بعد عودته من الكويت فى إقامة أول مصنع للسجاد باسم النساجون الشرقيون، ثم تلا ذلك إقامة الجامعة البريطانية فى مصر التى تعتبر من أرقى الموسسات التعليمية فى الوطن".
بدوره قال الدكتور مصطفى الفقي، عضو مجلس أمناء الجامعة البريطانية، إن الراحل محمد فريد خميس، كان وطنيا من طراز كبير، واهتم بالتعليم فانشأ المدارس والأكاديميات، ثم توج ذلك بالجامعة المصرية البريطانية، ولم يبخل على الجامعة بأى مطالب مادية، وكان حريصا على تقديم أفضل الكفاءات، مضيفا أنه كان نموذجا طيبا للتكافل الاجتماعى والحرص على دعم مصر ثقافيا واجتماعيا وتعليميا.
وعن رئيس مجلس الأمناء القادم، قال:"سيتولى رئاسة مجلس الأمناء من يرشحه المجلس وقد تتولاه إحدى بناته.. لديه ابنتان، هما فريدة وياسمين، وفريدة الأكثر ارتباطا بالجامعة".
كما قالت الدكتورة نادية زخارى، وزيرة البحث العلمى الأسبق، وعضو مجلس الأمناء بالجامعة، إن محمد فريد خميس، كان رجلا عظيما، مثالا للوطنية وكان مهتما بالصناعة الداخلية والخارجية، وكان مهتما بسمعة المنتجات المصرية، ورغم ذلك كان يرى ان "البريطانية" أهم مصانعه، وكان داعما للبحث العلمى،ومستفيدا من خلاله فى تطوير صناعه
وعمن سيخلفه فى مجلس الأمناء، قالت:"لا يوجد أى جديد حتى الآن، ولكن أولاده سيكملون المشوار، وباقى أعضاء المجلس كما هم، ولكن لا يوجد أى اجتماع للأعضاء حتى الآن".
وفى هذا الصدد قال الدكتور أحمد حمد ، رئيس الجامعة البريطانية، إن الدكتور فريد خميس، رغم كونه رجل صناعه من الطراز الرفيع، ودائم الفخر بمصانعه، كان يرى الجامعة البريطانية وأكاديمية الشروق أغلى مصنعين بالنسبه له، وكان مؤمنا بان التقدم بمصر لن يكون إلا من خلال جودة التعليم.
وتابع،:" لقد كان لديه رسالة، وكان حريصا على دعم الطلاب، ويوصيهم بأهمية أنه يحبوا ما يعملوا، وأن لا يتوقفوا عن حد معين من ساعات العمل، بالإضافة لضرورة واهمية البحث العلمى.. كان سخيا قدم منحا مختلفة لأولاد الشهداء ومنح لطلاب وادى النيل، بجانب 300 منحة إفريقية، كما كان يرعى المائة الأولى من طلاب الثانوية العامة".
وحول مصير رئاسة مجلس الأمناء، قال :"الراحل كان يمتلك 75% من أصول الجامعة، وبالتالى ستوزع التركة وستختار جماعة المساهمين رئيس مجلس الأمناء المقبل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة