أحداث "مذبحة كرداسة" من الوقائع التى تعتبر بمثابة خير شاهد ودليل على جرائم جماعة الإخوان الإرهابية بالتزامن مع فض اعتصامى "رابعة العدوية" و"النهضة" المسلحين، تلك الواقعة الآثمة التي تعود أحداثها إلى صبيحة يوم 14 أغسطس 2013، بالتزامن مع تحرك الجهات الأمنية لفض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسى، بميداني رابعة والنهضة.
الأحداث الإرهابية في كرداسة كشفت الوجه القبيح الإرهابى لاقتحام عناصر جماعة الإخوان المسلحة مركز شرطة كرداسة، والقيام بقتل مأمور المركز، ونائبه، و12 ضابطا، وفرد شرطة، اعتراضاَ واحتجاجاَ على فض الاعتصام الإخوانى المسلح، حيث اُتهم فى تلك الواقعة 188 من العناصر التكفيرية المتشددة، وستظل تلك الواقعة الشاهد الرئيسى على جرائم الإخوان، المُرتكبة ردا على تحرك الأجهزة الأمنية لفض اعتصامهم المسلح.
وفى يوم الرابع عشر من أغسطس 2013 عقب اتخاذ الدولة وعلى رأسها النيابة العامة إجراءات فض الاعتصامين، وبالتزامن مع اشتباكات رابعة العدوية وميدان النهضة، تحركت قيادات جماعة الإخوان وأنصارهم من العناصر التكفيرية بالتجمع والاحتشاد فى ببلدتى ناهيا وكرداسة، من خلال استخدام أجهزة مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد فى تحريض العناصر والأهالى على الاحتشاد، للتصدى إلى أجهزة الدولة المعنية بتنفيذ قرار فض الاعتصامات.
وعبر أجهزة مكبرات الصوت دعت القيادات من جماعة الإخوان العناصر الإرهابية لمحاصرة مركز شرطة كرداسة، وأعدوا درجات بخارية وسيارات، وجميع الوسائل اللازمة لنقل المشاركين فى التجمهر، وفي تلك الأثناء كانت العناصر الإجرامية المسلحة تنتشر فى أرجاء كرداسة لتقويضها، حيث تمكنوا من إغلاق مداخل ومخارج البلدة استعداداً لمواجهة الأجهزة الأمنية حتى الانتهاء من تدمير وتخريب مركز شرطة كرداسة وقتل من فيه من الضباط والأفراد.
وقامت مجموعة كبيرة من الإرهابيين كانت فى ذلك التوقيت تستقل عدد من الدراجات البخارية حاملين أسلحتهم الآلية، والمفرقعات، وقذائف "R B G" متوجهين نحو مركز الشرطة، وبحوزتهم "لودر" لاستخدامه فى عمليات هدم المنشآت والأسوار والحواجز الأمنية التى ربما يواجهونها.
وفور وصولهم مقر مركز شرطة كرداسة أطلقوا القذائف الصاروخية تجاه المدرعة الخاصة بتأمين المركز والسور الخارجي، حتى دمروها وقتل خلال هذا الهجوم فردا شرطة، واستطاعوا تدمير مركز وسرقة الأسلحة الموجودة داخله بعد التعدى على الخدمات الأمنية، واقتادوا مأمور المركز ونائبه وعددا من الضباط والجنود خارجه، واحتجزوهم داخل ورشة لإصلاح الدراجات بجوار المركز، وقاموا بتعذيبهم وإذلالهم وتصويرهم عبر الهواتف المحمولة لنشر الرعب بين الناس، ثم قام المتهم الأول «محمد نصر الغزلاني» بإطلاق النيران على الرهائن من ضباط وأفراد الشرطة، وحاول بعضهم الهروب فاعترضهم المسلحون، وقتلوا 13 ضابطا وفرد شرطة منهم.
وقام الإرهابيين بالتعدى على نائب مأمور المركز بالضرب المبرح، وقطعوا شرايين يده اليسرى وعذبوه حتى قتلوه، ثم حملوا جثمانه بسيارة أحدهم وجابوا بها شوارع البلدة مبتهجين بفعلتهم، حتى ألقوها أمام بيت شخص سبق وأن وافته المنية في أحداث العنف السابقة على الواقعة، وقاموا بالتمثيل بجثث جميع الضحايا وتصويرها لبث الرعب في نفوس رجال الشرطة للحيلولة دون تنفيذ قرار فض الاعتصام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة