الواقع يؤكد أن لا شيء في هذه الحياة دون قواعد حتى الحروب المعروف عنها أنها لا مرادف لها إلا - الموت والخراب والدمار – ولكن هذه الحروب أيضاَ لها قواعد تحكمها إلا أن هذه القواعد يتم تجاوزها من الأطراف كافة لتغليبها النصر على الأعداء على أي مطلب آخر، وبغض النظر عن النتيجة كإهمال حياة المدنيين وتدمير البنى التحتية واستخدام الأسلحة المحظورة وغيرها من التجاوزات، إلا أن الأمر الأكثر بشاعة هو تجنيد الأطفال وتدريبهم على حمل السلاح، واستخدامه في القتال كما تفعل جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية.
من هو الطفل في القانون؟
إن تعريف "الطفل" أخذ كثيرا من الأخذ والرد على مستوى الاتفاقات الدولية والقانون الدولي بتحديده بين سن الـ 15 و18 من العمر، وبغض النظر عن العمر المحدد في الاتفاقات الدولية، فإن العمل على تجنيد الأطفال سواء على يد الجماعات والمليشيات أو حتى الجهات الرسمية التي تجندهم بطريقة التفافية ضمن مليشيات تابعة لها، فإن الأمر الأكثر رعباً هو تجنيد الآلاف من الأطفال ممن هم دون سن الـ 15 من العمر.
جماعة الإخوان الإرهابية أول من وضعت اللبنة الأولى لتجنيد واستقطاب الأطفال
جماعة الإخوان الإرهابية أول من وضعت اللبنة الأولى لتجنيد واستقطاب الأطفال وغسل أدمغتهم أيديولوجيا من خلال التعليم الديني، وذلك منذ نشأة الإخوان عام 1928، كجماعة دينية قبل أن تتسلل إلى الحياة السياسية حيث تعتمد جماعة "الإخوان" بشكل كبير على السيطرة الأيديولوجية وذلك من خلال استهداف النشء الأصغر سناً – الأطفال - لتضمن ولاءهم ومناصرتهم عند الكبر، ما ساعدها بشكل كبير على عملية التمكين المجتمعي في مصر وغيرها من الدول في أنحاء أخرى قبل أن تتمكن من ارتقاء السلطة وسدة الحكم في عام 2012 ثم سقطت سريعاً بعد عام واحد في ثورة 30 يونيو.
جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات الإرهابية الموالية لها تستهدف الأطفال لتجنيدهم ابتداء من سن الـ 9 لتلقينهم فكرياً وأيديولوجياً، ليس ذلك فقط بل في الجامعات أيضاَ يستكشف أعضاء الإخوان في الداخل الأعضاء الجُدد في كل جامعة مصرية وعربية تقريباً، ويبدأ هؤلاء المتعهدون – المعروفون بالأُسر - بتجنيد الأعضاء بالتقرب إلى الطلاب الذين يُظهرون أمارات قوية على التقوى، ويقوم بعض أعضاء الإخوان بمقابلة ومصادقة الطلاب الجُدد وإشراكهم في أنشطة عادية غير سياسية، مثل كرة القدم ومساعدتهم في دروسهم، لبناء علاقات مع أهدافهم من أجل التدقيق في تدينهم، ويمكن لعملية التجنيد هذه أن تستغرق عاماً كاملاً.
الذراع العسكري للإخوان يضم أطفال
ومن المعروف من الناحية التنظيمية في الإخوان توجد درجات في الانتساب إلى جماعة الإخوان الإرهابية حسب مستوى الولاء وفترة العمل لصالح أهداف الجماعة وأجندتها وأيدولوجيتها، وكانت الجماعة تنفي وجود ذراع مسلحة لها إلى أن ظهر العرض العسكري لأعضائها من طلاب جامعة الأزهر في ديسمبر عام 2006، ما أثار المخاوف من عودة العمل السري المسلح للجماعة.
وعند وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم عام 2012، وبدأت الجماعة ممثلة في رئيسها تخلف وعودها لدى الشعب حين بدأت الجماهير تخرج في تظاهرات بسيطة جمعة تلو الأخرى حتى وصل الأمر لتظاهر المواطنين سلمياَ أمام مكتب إرشاد الجماعة ومكاتب ومقرات حزب الحرية والعدالة المنحل الذراع السياسى للجماعة، بينما أخذت الجماعة بمعاونة الشباب بالتعدى على المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع ضحايا نتيجة الاشتباكات.
في ذلك الوقت، خرج عصام العريان، الذي كان حينها نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، مبرّرا ذلك بالحاجة إلى دفاعات، قائلاً في مقابلة تلفزيونية: "من حقنا أن يكون لدينا حرس مدرب بطريقة قانونية على حمل سلاح مرخص، فقد تعرض 28 مقراً من مقارنا للاعتداء، أليس من حقنا أن ندافع عن أنفسنا؟"، وفي الوقت نفسه تقريباً هدَّدت "الجماعة الإسلامية" بتشكيل ميليشيا موالية للإخوان "لحماية الممتلكات الخاصة والعامة ومكافحة العدوان على المواطنين" بحسب قول قياداتها وقتذاك.
خبير قانونى: الإخوان جماعة خسيسة تتاجر بالأطفال والنساء بلا خجل
من ناحيته، يقول الخبير القانوني محمود البدوى، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، إن لجوء قيادات الإخوان وأبواقهم الكاذبة مروجة الشائعات والأباطيل، وعملائهم من الخونة المأجورين الين باعوا نفسهم للشيطان بثمن بخس دراهم معدودة من مال تنظيم الحمدين القطري الإرهابي إلى استغلال الأطفال، والدعوة إلى تصفية أي وطني يقف إلى جانب وطنه وجيشه الباسل وشرطته الوطنية، ودعوتهم إلى استخدام السلاح لحرق مدينة الإنتاج الإعلامي وتصفية رجال الدين والقضاء، لهو دليل افلاسهم وفشلهم في جر مصر إلي زمن الفوضى بعد أن ذاق أبناء الوطن حلاوة الاستقرار والبناء والأمن والأمان بعد ثورة الشعب العظيم في 30 يونيه 2013 ، وبعد سقوط القناع الكاذب عن وجههم القبيح وحقيقتهم من أنهم جماعة إرهابية احترفت سفك الدماء وتخريب البلاد .
ووفقا لـ"البدوى" في تصريح لـ"اليوم السابع" - فإن استخدام هذه الجماعة للنساء وللأطفال ودفعهم دفعا إلى ما ينتهك طفولتهم ويغتال براءتهم أمر يجب ألا يمر دون حساب لكل من يثبت تورطه في تجنيد هؤلاء الأطفال أو تحريضهم أو استئجارهم يشكل خطورة داهمة على هؤلاء الأطفال الذين يتم استغلالهم سياسيا بالمخالفة للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل CRC، وكذا بالمخالفة لمواد قانون الطفل 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون 126 لسنة 2008، وكذا بالمخالفة لقانون مكافحة الاتجار بالبشر 64 لسنة 2010 ، وهو الأمر الذي نرى أنه مسلسل مستمر من انتهاك حقوق الأطفال واستخدامهم لعرقلة سير الدولة نحو استراتيجية التنمية المستدامة والنهوض المصري "مصر 2030 ".
الجماعة الإرهابية لم تتوقف عن استغلال النساء والأطفال فى العمل السياسى
وبحسب رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان - فالجماعة الإرهابية لم تتوقف عن استغلال النساء والأطفال فى العمل السياسى بالمخالفة للمواثيق الدولية منذ 2011 وحتى الأن، وهو الأمر الذى يؤكد على أن جماعة الشر الإخوانية لا تتورع عن استخدام أي سلاح مشروع كان أو غير مشروع في حربها المسعورة على الشعب المصري والي سبق وأن لفظهم بعد أن استطاعوا الاستيلاء على حكم مصر في غفلة من الزمان، إلا أن الإرادة المصرية الواعية تجلت في يونيو 2013 واستطاعت إزاحتهم وعزلهم من المشهد السياسي والواقع المصري ككل.
ويضيف "البدوى" - أن جماعة الإخوان الإرهابية تعيش حالة من الهزيمة نتيجة رفض المصريين للاستجابة لدعواتهم الفوضوية، وأن أبناء مصر الشرفاء لا ينصاعون لمثل تلك الدعوات الإرهابية والهدامة، وأن أبناء مصر يقفون في موقف شجاع يعبر عن الإصطفاف الوطني الحقيقي بين الشعب وقيادته وجيشه وشرطته في صورة تاريخية سيضعها التاريخ في سجله المشرق - واختتم "البدوي" قائلاً: "أن تطاول بعض قيادات هذه الجماعة ومجرميها وعملائها من الأبواق المستأجرة على الشعب المصري لهو أكبر دليل على خسة هذه العناصر ولؤمها ودناءتها وأن هذه الجماعة الإرهابية لم تنجح إلا في استقطاب العناصر المنحطة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة