تسود حالة من القلق والترقب فى جميع أنحاء العالم مع ارتفاع معدل إصابات كورونا مجددا، مما عزز المخاوف من الموجة الثانية من الوباء مع بدء فصل الخريف وفى ظل تحذيرات بأن الفيروس يواصل التحور وربما يصبح أكثر عدوى، وبعد أشهر من ظهور الفيروس القاتل لأول مرة، يقترب عدد الوفيات من المليون الأول، فوفقا لمؤشر جامعة جونز هوبكينز الأمريكية فإن العدد تجاوز 980 ألف حالة اليوم الجمعة، وقالت صحيفة الجارديان إنه فى ظل حقيقة أن عدد الوفيات المؤكدة يوميا يبلغ فى المتوسط أكثر من 5 آلاف، فإن عدد ضحايا الفيروس ستتجاوز المليون حالة فى غضون أيام، فى الوقت الذى بلغ فيه عدد الإصابات فى جميع أنحاء العالم 32 مليونا.
وأوضحت دراسة أمريكية أن فيروس كورونا المستجد يواصل التحور خلال مسار الوباء، ويعتقد الخبراء أنه يصبح أكثر عدوى على الأرجح مع عودة ارتفاع الحالات المصاب به فى الولايات المتحدة مرة أخرى.
وقامت الدراسة الأمريكية بتحليل 5 آلاف تسلسل جينى للفيروس، والذى استمر فى التحور مع انتشاره بين السكان.
ولم تجد الدراسة أن طفرات الفيروس تجعله أكثر فتكا أو غيرت آثاره، حتى وإن أصبح من الأسهل اكتشافه، ووفقا لتقرير نشر فى صحيفة "واشنطن بوست"، أشار خبراء الصحة العامة إلى أن جميع الفيروسات تحقق طفرات، لكن معظمها ضئيل.
ويقول ديفيد مورينز، عالم الفيروسات فى المعهد الوطنى الأمريكى للحساسية والأمراض المعدية، إنه لا ينبغى المبالغة فى تفسير الدراسة الجديدة، لكنه أضاف أن الفيروس يمكن أن يستجيب لتدخلات الصحة العامة مثل التباعد الاجتماعى.
وتابع قائلا إن كل هذه الأشياء هى حواجز تحول دون انتقال العدوى، ولكن عندما يصبح الفيروس أكثر عدوى، فمن الأفضل إحصائيا الإلتفاف على تلك الحواجز.
وأشار مورينز إلى أن هذا قد يعنى أن الفيروس قد يستمر فى التحور حتى بعد توفر لقاح، مما يعنى أنه سيتعين تعديل اللقاح، تماما كما يتم تغيير لقاح الأنفلونزا كل عام.
وقد سجلت الولايات المتحدة 38.207 حالة جديدة يوم الأربعاء الماضى، مما يرفع إجمالى الإصابات فى البلاد إلى حوالى 6.9 مليون. وتجاوز عدد الوفيات حاجز الـ 200 ألف يوم الثلاثاء، وشهدت ما بين 300 إلى 1000 وفاة فى اليوم.
وفى أوروبا، حذرت مفوضية شئون الصحة الأوروبية تسيلا كيرياكيدس الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بضرورة اتخاذ إجراءات فورية مع ظهور أولى المؤشرات على وجود بؤر جديدة، مشيرة إلى أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب تكرار الوضع فى الربيع الماضى.
وارتفعت الإصابات بشكل كبير فى القارة العجوز مما دفع الكتلة إلى تصنيف سبع دول على أنها مبعث قلق كبير، وسجلت فرنسا رقما قياسيا جديدا من الإصابات اليومية، وأعلنت السلطات تسجيل 16.096 حالة مؤكدة يوم الخميس، فى زيادة كبيرة عن الرقم القياسى السابق 13.498.
وفى الهند، بلغ إجمالى الحالات 5.82 مليون، بعد تسجيل 86.052 إصابة جديدة فى آخر 24 ساعة، وفقا لبيانات وزارة الصحة الهندية.
وتسجل الهند إصابات أكثر من 80 ألف منذ أواخر أغسطس، كما توفى 1141 شخص جراء كوفيد 19 فى البلد الآسيوى فى آخر 24 ساعة، مما يرفع إجمالى الوفيات فيها إلى 92.290.
وفى إسرائيل، التى أصبحت أول دولة فى العالم تعيد فرض الإغلاق الشامل، تم الإعلان عن تشديد الإجراءات بعدما فشلت القيود الحالية فى وقف معدل انتشار العدوى وسجلت البلاد 212.115 حالة بينما يبلغ إجمالى عدد سكانها 9 مليون، مما يعنى إصابة شخص بين كل 23.
وفى البرازيل، تم إلغاء الكرنفال السنوى للسامبا الذى يعقد عادة فى فبراير، وذلك لأول مرة منذ 100 عام مع استمرار ارتفاع حالات كورونا. وقالت وزارة الصحة البرازيلية، إنها سجلت 32817 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الساعات الأربع والعشرين الماضية بالإضافة إلى 831 وفاة بسبب المرض.
ووفقا لبيانات الوزارة، فقد سجلت البرازيل أكثر من 4.6 مليون حالة إصابة بالفيروس منذ بدء التفشي، مما يجعلها ثالث أشد دول العالم تضررا من الجائحة من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة والهند.
وتوفى قرابة 140 ألفا في البرازيل بسبب المرض، لتأتي في المرتبة الثانية بين دول العالم من حيث عدد الوفيات بالفيروس بعد الولايات المتحدة.