أثار الحادث الارهابى الذى وقع أمس الجمعة قرب مقر صحيفة "شارلى ايبدو" القديم الجدل فى وسائل الإعلام والصحف الفرنسية، والتى أعلنت عن قلقها الحاد من تكرار كابوس العمليات الارهابية والتفجيرات التى شهدتها البلاد عام 2015، فقد عنونت صحيفة لوفيجارو التي صفحتها الأولى بعنوان: "الارهاب يضرب مجددا في قلب باريس" كما تناولت موضوع الهجوم الإرهابي من عدة زوايا حيث تضمنت مقالا آخر بعنوان "من القاعدة إلى تنظيم داعش الارهابى، المتشددون يقومون بتلميع أسلحتهم" في إشارة الى الطرق التي تتبعها هذه الجماعات في عملياتها منذ أن هزمت في العراق وسوريا.
وفي افتتاحيتها لصباح اليوم السبت قالت الصحيفة إن الحرب على الإرهاب يجب أن تتضمن الحرب على الفكر المتطرف، واصفة الساسة اليساريين في فرنسا بالمنافقين حيث ينددون بالإرهاب بينما لا يعترفون بالتداعيات والنتائج الخطيرة لهذا الفكر.
اما صحيفة ليبيراسيون الفرنسية من جهتها فعنونت صفحتها الأولى بـ"هجوم باريس.. الخطر لايزال قائما" وتناولت ليبيراسيون في مقالها الهجوم الإرهابي الذي عاشته باريس قبل خمس سنوات عندما استهدفت مجلة شارلي ايبدو ونقلت شهادات لعدد من سكان الحي الذي اهتز مجددا يوم أمس ليعود بهم المكان وتوقيت الحادث الى كابوس القتل والتفجيرات عام 2015 والتي غيرت مسار الوضع الأمني في فرنسا وأوروبا.
وقالت إن الحادث الارهابي الذى وقع أمس الجمعة أحيا جرحا كبيرا وذكريات أليمة في قلوب الفرنسيين .
وعن صحيفة لوباريزيان الفرنسية، فعنونت غلافها ب"شارلي ايبدو .. وكأنه كابوس" ونشرت الصحيفة أن منفذ العملية الذي ولد في إسلام أباد وصل إلى فرنسا في اغسطس 2018.
وأضافت الصحيفة ذاتها أن منفذ الحادث حصل على الإعانة الاجتماعية بعد أسابيع فقط من وصوله إلى إحدى ضواحي باريس غير أن السلطات المحلية للمدينة طعنت في ملفه آنذاك بعد أن شككت في صحة تاريخ ميلاده، وجاء الحكم القضائي لصالحه في يوليو 2019 ليعود إلى حياته التى وصفها معارفه بالعادية جدا.
ورجح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن يكون الهجوم الذى وقع امس الجمعة قرب مقر شارلى، "عمل إرهابى"، وأوضح الوزير في تصريح لمحطة "فرانس 2" التلفزيونية الفرنسية أن الهجوم وقع "في الشارع الذي كان يضم مقر شارلي إيبدو، وهذا هو النهج المتبع من قبل الإرهابيين، وربما يكون بسبب الرسومات المسيئة التى أطلقتها المجلة الساخرة، ومما لاشك فيه هو هجوم دام جديد على بلدنا".
كانت السلطات الفرنسية، قد أعلنت الجمعة عن إصابة شخصين في هجوم بالسلاح الأبيض في الشارع المجاور للمقر السابق للصحيفة في باريس، في عملية تزامنت مع محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الهجوم الذي استهدف الصحيفة الساخرة قبل خمس سنوات ونصف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة