سجل العديد من الأشخاص حول العالم تجاربهم الخاصة بالتنقل لمسافات طويلة سيرًا على الأقدام خلال الأشهر الماضية، حيث قرر هؤلاء السفر سيرًا لعبور الحدود من أجل العودة للوطن ولم الشمل مع أسرهم وأحبائهم فى ظل توقف الرحلات الجوية بين الدول بعضها بعضًا بسبب تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ومن بين هذه التجارب، طفل "إيطالى - بريطانى" قطع نحو 2800 كيلومتر من جزيرة صقلية إلى لندن، سيرًا على الأقدام، لرؤية جدته.
ولد الطفل روميو كوكس، البالغ من العمر 10 أعوام، فى لندن، لأب بريطانى وأم إيطالية، ثم انتقل قبل بضعة أعوام مع أسرته إلى العيش فى مدينة باليرمو بصقلية بجنوبى إيطاليا، وفقا لصحيفة "leggo" الإيطالية، وفصل الفيروس التاجى روميو عن جدته الحبيبة ومنعه من قضاء الصيف معها كما كان يخطط، لكن الطفل لم يفقد الأمل وأعلن فى يوم من الأيام لوالديه أنه سيذهب لرؤية جدته، بطريقة "بديلة".
وبسبب طوارئ فيروس كورونا المستجد، لم يكن السفر بالطائرة خيارًا قابل التنفيذ نظرًا لتوقف رحلات الطيران، قرر الصبى الصغير، الانطلاق مع والده "فيل" فى مغامرة استغرقت 3 أشهر لعبور ما يقرب من 2800 كيلومتر، للوصول إلى العاصمة البريطانية سيرا على الأقدام، لذلك انطلق الطفل مع والده البريطانى، الذى يعمل صحفيًا وصانع أفلام وثائقية، فى الـ18 من يونيو الماضى، موثقًا مغامرتهما على وسائل التواصل الاجتماعى.
عبر روميو ووالده فيليب طريق فرانشيجينا بين إيطاليا وسويسرا وفرنسا متحديًا برد الفجر والأمطار والرياح، حتى قطعا الـ2800 كيلومتر، وخلال رحلته، التقى روميو بالعديد من الجمعيات التى تتعامل مع الأطفال والصغار اللاجئين، الأمر الذى جعل الأب والابن دعوة متابعيهما على مواقع التواصل أيضا للمشاركة فى حملة لجمع التبرعات لدعم جمعيتين خيريتين فى باليرمو، وذلك وفقًا لما نقلته "العين الإخبارية".
ووصل فيليب وابنه روميو، إلى لندن فى 20 سبتمبر الماضى، ليكون فى استقبالهما فى ترافالجار (الميدان المركزى فى لندن)، تصفيق الناس الذين تابعوا إنجازه على "فيس بوك"، ليصبح بالإمكان أخيرًا مقابلة روميو لجدته ومعانقتها، ولكن بعد أسبوعين من قضائه هو ووالده أسبوعين من العزلة الوقائية، وذلك وفقا لتدابير مكافحة "كوفيد-19" التى اتخذتها الحكومة البريطانية للقادمين من خارج البلاد.