رحل صاروخ الكوميديا الفنان الكبير المنتصر بالله بعد صراع طويل مع المرض استمر لسنوات طويلة، وفى نهاية الرحلة انتصر المرض وفارق الموهوب المبدع الحياة لكن يبقى فنه شاهداً على موهبته وإبداعه.
لم يحصل المنتصر بالله طوال مشواره على أدوار البطولة المطلقة، ورغم ذلك كان دائما بطلا فى أدواره، وهو ما جعله باقيا وحاضرا فى أذهان الملايين رغم ابتعاده عن الفن لسنوات قبل رحيله بسبب المرض.
ولم تقتصر قدراته وإمكانياته الفنية على الكوميديا فقط لكنه أبدع أيضا وأثبت أن لديه إمكانيات لم تستغل حين جسد الشر والاستغلال فى مسلسلات حسن أرابيسك، وأنا وأنت وبابا فى المشمش وغيرها.
عشق المنتصر بالله الفن منذ صغره وحصل على بكالوريوس الفنون مسرحية عام 1969، وحصل على ماجيستير الفنون المسرحية عام 1977 .
وفى حوار للمنتصر بالله عن بداياته تحدث عن دور الفنان فؤاد المهندس في حياته الفنية، مشيراً إلى أنه أكثر من ساعده فى بداية مشواره، حيث قابله بالصدفة لأول مرة فى مسرح الزمالك، وقال له إنه يحب التمثيل، ويريد أن يمثل معه".
وقال المنتصر بالله عن هذا اللقاء: "طلبت من الأستاذ أن أمثل معه ولو دور بنكلة، فقال لى مبتسمًا: "تعالى بكرة المسرح وهديّلك دور بتلاتة تعريفة".
ذهب المنتصر بالله للمهندس في اليوم التالى، فأعطاه دوراً فى مسرحية "النجمة الفاتنة"، وكان الدور عبارة عن جملتين فقط، هما "بكرة العصر هتنهض مصر، ونموت ونحيا فى حضن يحيى"، مشيرا إلى أنها كانت بدايته في التمثيل وبعد ذلك اقتنع به فؤاد المهندس وشجعه، وبالفعل اشترك معه فى مسرحيات كثيرة، وفى الفوازير، وكذلك فى فيلم فيفا زلاطة.
أبدع المنتصر بالله فى العديد من الأعمال التي تجاوز عددها 170 عملا ومنها أفلام : "تجيبها كدة تجيلها كدة هي كدة، أسوار المدابغ، التحدي، الحدق يفهم، الزمن الصعب، الشيطانة التي أحبتني، الطيب أفندي، الفضيحة، المعلمة سماح، المغنواتي، المواطن مصري، حارة الجوهري، ياتحب ياتقب، شفاه غليظة، ضد الحكومة، فقراء ولكن سعداء، محامي تحت التمرين، ممنوع للطلبة، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، يا ما أنت كريم يارب".
وفِي المسرح قدم : استجواب، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جدا، شارع محمد علي، علشان خاطر عيونك، مطلوب على وجه السرعة، العالمة باشا".
وفِي التليفزيون قدم مسلسلات "بدارة ، أنا وأنت وبابا في المشمش، حكايات بناتي، اجري اجري، راجل وست ستات، حقا أنها عائلة سعيدة جدا، شارع المواردي، لن أمشي طريق الأمس، الصحيح ما يطيح، أبناء ولكن، أيام المنيرة، أرابيسك، الشراغيش، آن الآوان،عيون، الدنيا لما تلف".
وفى عام 2008 أثر المرض على الفنان المنتصر بالله، حيث أصيب بجلطة في المخ أبعدته عن الفن لمدة عامين، وعندما تحسن تحامل علي نفسه لتقديم بعض الأعمال التي لا تتطلب مجهودا مثل المسلسلات الإذاعية، وشارك كضيف شرف في مشهد أو حلقة ببعض الأعمال، فظهر في المسلسل التليفزيوني راجل وست ستات، والإذاعي عوام على بر الهوي ولكنه لم يستمر طويلًا لتأثير المرض عليه، وابتعد من جديد عن الساحة الفنية، حتى وافته المنية بعد رحلة طويلة مع المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة