كشف الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة الأسبق وعضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي عن تفاصيل الاستعداد لبدء العام الدراسي الجديد بالجامعات والإجراءات الاحترازية التى يجب إتباعها للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا، مؤكدا في حوار خاص لـ"اليوم السابع" أن كورونا كان له فوائد هامة فى فرض نظام تعليمى جديد سيقلل من الكثافات الكبيرة للطلاب بالجامعات للحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي وهو ما يعرف بـ"التعليم الهجين"، بجانب موقف مصر من سباق اللقاحات العالمى.
وإلى نص الحوار ...
كيف استعدت الجامعات صحيا لمواجهة وباء كورونا في العام الدراسي الجديد؟
الوزارات المعنية وضعت إجراءات احترازية أهمها بوابات التعقيم وقياس درجة حرارة الطلاب واشتراط ارتداء الكمامة ووجود المطهرات والكحول في كافة الأماكن بالكليات، ومن ضمن الإجراءات التي تم التأكيد عليها خلال اللجنة العليا للمستشفيات الجامعية هي ضرورة تطبيق نظام "اسأل نفسك" من خلال أن يسأل كل طالب نفسه كل يوم 6 أسئلة يوميا عن اشتباه إصابته بكورونا، وهى هل هناك رشح أو احتقان في الحلق أو ارتفاع بدرجة الحرارة أو كحه أو أعراض بالجهاز الهضمي، في حاله أن أي من هذه الأعراض تظهرعلى الطالب، يقوم الطالب بإخطار الجامعة أوالكلية لتقديم المشورة الطبية له، أو قيام الطالب بالاتصال برقم 105 الرقم المخصص لطوارئ كورونا وتم تخصيص رقم 3 لاستشارة أستاذ متخصص بالمستشفيات الجامعية، يقوم الطالب بتسجيل أعراضه المرضية وخلال دقائق يقوم أستاذ جامعي متخصص في الأمراض الصدرية أوالحميات أوالباطنة العامة بالاتصال به فورا لتقديم المشورة الطبية وهذه الخدمة مشترك بها أكثر 500 أستاذ جامعي متخصصين في الحميات والأمراض الصدرية والباطنة للرد عن كافة الاستفسارات والاستشارات الطبية الخاصة بجائحة كورونا.
ما هو الفرق بين الدراسة في الجامعات هذا العام عن السنوات الماضية في ظل أزمة كورونا؟
خلال السنوات الماضية كانت هناك محاولات لتجهيز الجامعات للعمل بنظام التعليم عن بعد والمناهج تكون موجوده على الإنترنت أو قنوات تليفزيونية وهو ما تم البدء به بالفعل بعد ظهور وباء كورونا، ولكن العام الجديد سيتم العمل بنظام "التعليم الهجين" جزء منه سيتطلب ذهاب الطالب إلى الكلية خاصة الكليات العملية وهو ما يمثل 20 أو 30 % من الطلاب، والجزء الأخر سيكون تلقى المحاضرات النظرية عبر الانترنت أو قنوات مخصصة لذلك، التعليم الهجين يساعد في تخفيف الزحام والتكدس داخل الجامعات للحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي وتقليل كثافة المحاضرات وأن يكون العدد في المعامل خاصة بالكليات العملية قليل يساعد على وجود مسافر متر ونصف بين كل طالب وأخر للوقاية من انتشار عدوى كورونا.
قائلا " كورونا كان لها فائدة كبيرة في التعليم" لأنها جعلت الجامعات تلجأ إلى نظام التعليم الهجين لتقليل كثافات الطلاب.
كيف يتم حماية الأطفال في سن المدرسة من التقاط عدوى كورونا؟
شدد الدكتور أشرف حاتم على ضرورة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي في وسيله نقل الطلاب للمدارس أو المواصلات لأنها أهم الطرق لنقل عدوى كورونا وارتداء الكمامة خلال التواجد في نقل الطلاب والتلاميذ الى المدرسة.
الأطفال تحت 6 سنوات يجب على الوالدين تعليمهم طرق النظافة الشخصية والطريقة الصحيحة لغسل اليدين، والأهم ضرورة حصولهم على مصل الإنفلونزا هذا العام، ولست متخوف من عودة الدراسة لأن الحياة يجب أن تستمر خاصة وان المشاكل النفسية التي تصيب الأطفال والشباب من عدم ممارسة حياتهم اليومية والذهاب الى المدارس والجامعات لها أثار نفسية خطيرة قد تتخطى الإصابة بالعدوى بالفيروس، مشددا أن أعراض الإصابة بكورونا عند الأطفال بسيطة للغاية لا تتخطى دور البرد العادى ويتم التغلب عليها بمنح الأطفال خافض حرارة.
ما هي أهمية الحصول على مصل الانفلونزا هذا العام؟
في حاله ظهور الموجه الثانية لكورونا ستكون مصاحبه لموسم انتشار الانفلونزا، في حاله أصابه الشخص بالمرض بشكل مشترك وهى التقاط عدوى كورونا بجانب الانفلونزا الأمر يكون خطير للغاية وأكثر صعوبة في العلاج، وهو ما يتطلب حصول الأشخاص الأكثر عرضة وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال الذين يتوجهون الى المدرسة على مصل الإنفلونزا لوقايتهم من العدوى الفيروسية للإنفلونزا خوفا من العدوى المشتركة للفيروسين.
الموجه الثانية بدأت في الظهور في أوروبا وأمريكا وقد تحدث في مصر مع بداية موسم الشتاء، ولكن الأمر المطمئن أن الفيروس أصبح ضعيف ولم تعد هناك أعداد كبيرة من الوفيات، ولكن يجب ان نأخذ حذرنا ولكن بدون ذعر خاصة لأن الفريق الصحي أصبح لديه خبرة كبيرة في التعامل مع حالات كورونا، ولدينا بروتكولات العلاج بوفرة، بجانب أن الفيروس أصبح أقل شراسة عن بداية ظهوره.
هل تحور فيروس كورونا يمثل خطورة على البشر؟
الامل الذى يعيش جميع البشر عليه هو التوصل للقاح أمن لفيروس كورونا، وفى حاله تحور الفيروس مثل الانفلونزا فأن اللقاح نفسه سيتغير كل عام مثل أمصال الانفلونزا التي تتغير كل عام بشكل روتينى بعد الاطلاع على أخر تحور للفيروس وإنتاج لقاحات تناسب شكل الفيروس في كل منطقه من العالم، وهى حاله قد تحدث مع كورونا، ولكن حتى اليوم تحورات كورونا التي حدثت جعلته أقل شراسة ولم يعد يؤدى الى الإصابه بأعراض الجهاز التنفسي الشديدة كما حدث في بداية ظهوره.
ماذا عن السباق العالمي للقاحات المختلفة لكورونا؟
لقاح جامعة أكسفورد أكثرهم تقدمهم في التجارب الإكلينيكية ومن المنتظر أن يتم طرحه في الأسواق في منتصف أكتوبر، ومصر تعاقدت عليه وستحصل على 30 مليون جرعه طبقا للاتفاق مع الشركة المالكة للقاح استرازينيكا عند تصنيعه.
وهناك اللقاح الروسي الذى بدأت عدد من الدول في استخدامه بالرغم من عدم انتهاء التجارب عليه، بجانب اللقاحين الصينين الذين يتم تجربتهم الآن في مصر ، وإذا ثبت أمانهم هناك اتفاق مع الحكومة الصينية أن يتم تصنيعهم في مصر لإمداد المنطقة وأفريقيا باللقاح.
في الاخر من المهم وجود تطعيمات مختلفة للفيروس بعضها سيتم أخذه عن طريق الحقن وأخرى بالاستنشاق لكن مع عام 2021 سيتم التأكد أيا من هذه اللقاحات الأكثر فاعلية والبقاء للأفضل والأقل أثار جانبية.
وهناك امل أخر يحاول العلماء التوصل له هو إيجاد علاج مضاد للفيروسات متخصص لمواجهه كورونا بشكل متخصص بجانب تحسين بروتكولات العلاج للحد من شدة الفيروس في حاله الإصابة.
هل مصر على خريطة تصنيع اللقاحات؟
لدينا 4 لقاحات مملوكين للمركز القومي للبحوث، من بينهم لقاحين في مرحلة التجارب قبل الإكلينيكية ومسجلين في منظمة الصحة العالمية ضمن تحالف اللقاحات، والباحثين انهوا التجارب على الحيوانات وسيتم الإعلان عن نتائج هذه التجارب وخلال شهر أو شهرين على الأكثر سيتم البدء في التجارب على البشر للتأكد من فاعليه هذه اللقاحات.
وتم عرض لقاحين خاصين بالمجلس القومي للبحوث على اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي وجارى استكمال التجارب عليهم.