منذ ظهورها على الهواء في منتصف تسعينيات القرن الماضي، واعتبرها قادة الاحتلال الإسرائيلي شاشتهم المفضلة على الإطلاق، حيث أصبحت قناة "الجزيرة" القطرية، وسيلة الإعلام العربية الوحيدة والأولى التي منحت الحق لظهور قادة الجيش الإسرائيلي ورموز الحكومة الإسرائيلية والمتحدثين الرسميين الإسرائيليين بحجة السماح بالرأي والرأى الآخر، وكانت قد دافعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن قناة الفتنة والتحريض القطرية "الجزيرة" في عدة مناسبات كان آخرها تقرير منشور مؤخرا بوسائل الإعلام الإسرائيلية ، مؤكدة أنها قدمت للعرب صورة متوازنة عن إسرائيل بفتح منابرها أمام قادة ومسئولى تل أبيب.
الجزيرة
وقال مدير شعبة الوحدة "8200" التابعة لجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وفقا لموقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، إن الأجهزة الأمنية كانت قد أبدت اعتراضها عندما نوت الحكومة الإسرائيلية في وقت ما إغلاق مكتبها بتل أبيب.
نتانياهو يظهر على الجزيرة
وعند ظهور أزمة غلق مكتب القناة منذ عامين، خرج مدير مكاتب قناة الجزيرة فى إسرائيل، الإسرائيلى وليد العمرى، بتصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخرا، أنه لا يصدق أن تغلق إسرائيل إغلاق مكاتب القناة، رغم كل الخدمات التي قدمتها القناة للدولة العبرية.
وأضاف العمرى، أن المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلى ورئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه، والخبراء والمحللين الإسرائيليين يأتون ويعرضون الموقف الإسرائيلى لدى الجزيرة، متسائلا: "أين تجد قناة عربية أخرى تشارك إسرائيليين وتسمح لهم بإجراء لقاءات معهم بالعبرية؟".
تقرير إسرائيلى سابق يمدح الجزيرة
وقبل ساعات من بدء الصمت الانتخابى فى إسرائيل، امتدح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قناة الجزيرة القطرية، مطالباً وسائل إعلام فى إسرائيل الحذو بحذوها فى التغطيات الإخبارية.
وتغزل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلى "جالى تساهل" قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة فى الفضائية القطرية حيث عقد مقارنة مع عدة قنوات فى إسرائيل وبين الجزيرة .
وقال نتنياهو: "قناة الجزيرة القطرية تعطي مزيدا من الاحترام وتمنح مزيدا من الوقت للرد أو الإجابة"، مطالباً شبكات إسرائيلية مثل القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلى ونيوز إسرائيل 13 بالحذو حذوها.
مدح اسرائيلي لقناة الجزيرة فى الاذاعة العبرية
في السياق نفسه، يدافع بعض مذيعى القناة القطرية عن إسرائيل ويمدحون قادة الاحتلال، فقد غرد فيصل القاسم مذيع الجزيرة، من قبل عبر حسابه الرسمي بتويتر، قائلا: "غالبية العرب إذا أرادوا أن يشتموك يصفونك بـ"الصهيونى"، مع العلم أن أنجح مشروع فى القرن الماضى والحاضر هو المشروع الصهيونى، بينما فشلت كل مشاريع العربان وخاصة القومجية العربجية، لهذا يا عزيزى قبل أن تستخدم كلمة صهيونى كشتيمة يجب أولاً أن تصل إلى شسع نعل الصهيونية وبعدين منحكى".
ليرد على تغريدته أوفير جندلمان المتحدث باسم حكومة نتنياهو وغرد :"الحق مع د. فيصل، الحركة الصهيونية حققت طموحات الشعب اليهودى بالعودة إلى وطنه وأقامت دولته القومية من جديد على أرض أجداده، أنا صهيونى وأفتخر، تحولنا خلال 71 عاما من دولة فقيرة عديمة الموارد إلى دولة تحتل المراتب الأولى فى العالم فى الحداثة والإبداع والعلوم والطب والزراعة".
فيصل القاسم يمدح اسرائيل
وردعليه إفيخاى أدرعى، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، وغرد :"عندما ينطق الأستاذ فيصل القاسم بكلمة حق. بالفعل صهيونى ليست شتيمة وإنما كلمة إعجاب... أسألكم التّوبة ولعلّكم تعقلون!"
وكان قد كشف الإعلامى الإماراتى طارق الزرعونى، والمذيع السابق بقناة "الجزيرة" القطرية التي استقال منها منذ سنوات، في حوار خاص مؤخرا لـ"اليوم السابع" إن القناة التى تبث من الدوحة تترجم أجندات المخابرات العالمية وعلى رأسها "الموساد" الإسرائيلى .
وأضاف الزرعونى فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" من أبو ظبى، أن الجزيرة تنشر مخططات جماعة "الإخوان" الإرهابية منذ سنوات، لتدمير الأنظمة العربية المستقرة.
وأكد الإعلامى الإماراتى أن أقنعة قناة الجزيرة بدأت تتساقط الواحد تلو الآخر بعد ثورات الربيع العربى، وتحديدا بعد عام 2010، حيث كان مخططتها هو إثارة الفوضى فى الشرق الأوسط، وفق خطة مستشارة الأمن القومى الأمريكى السابقة كونداليزا رايس والتى كانت تروج له منذ عام 2002 إلى 2010 للخروج بثورات هدفها تخريب الدول العربية.
وأوضح الزرعونى، أن الجزيرة تحيط نفسها بغموض يشبه هالة كهربائية غامضة، حيث تجد اتجاها آخر ما بين إسلامي وشيوعي، فالجزيرة تجمع كوادر إسلامية وإخوانية وملحدين ويهود، فهي تجمع هذه الوجوه، أي أنها مشروع تفريق.
وأضاف الزرعونى المستقيل من الجزيرة بسبب سياستها التخريبية، أن العمل يجرى داخل القناة القطرية، وفق آلية واحدة وهى "الأجندة الخفية"، وأن هناك هيئة تحرير وصياغة أخبار بشكل معين كلها فى سياق التخريب وبث الفتن، مؤكدا أن إدارة القناة خفية، وغير مسموح للعاملين فيها بالسؤال عن من يدير القناة، مؤكدة أن الجزيرة عبارة عن خلية نشطة تستهدف أجندة معينة من يوم إنشائها، وتبع إسرائيل، وتنظيم القاعدة أيضا.
وأكد الإعلامى الإماراتى أن ملفات البرامج التي تذاع على الفضائية القطرية، تأتي من جهة مجهولة لا يعرف مصدرها العاملون داخل القناة نفسها.