أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

عن تامر الذى شارك فى مظاهرة ماحصلتش!

الإثنين، 28 سبتمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان ما فعلته الشركة المتحدة فى قناة الجزيرة وتوابعها نموذجا لكيفية إدارة الجزيرة وتوابعها لما أسميه «حرب المظاهرات»، والتى تستهدف خلق حالة شبه حقيقية وخليطا من الخداع البصرى والتلاعب التقنى، توهم البعض بوجود حالة زحام تسمح بالخروج، والهدف هنا التحريض واختراع مظاهرات افتراضية أو مزيفة أو سابقة من دون التحقق من تاريخها أو مكانها. 
 
 ومن فحص سريع للفيديوهات التى عرضتها الجزيرة وتوابعها فإن أكثر من 90 % منها قديم أو مفبرك أو مزيف أو أنه تم تصويره بسرعة فى حارة وتتم إعادته، ثم أن مئات الحسابات على تويتر وغيرها هى حسابات حديثة وبلا متابعين، والأمر هنا لا يتعلق بنفى وإثبات التظاهر، لكن يتعلق بخلق حالة غير موجودة، مثلما يحاول بعض «العمقاء» تصويرها، والربط بين وجود خلافات فى السياسة أو غضب من تصرفات إدارية، فهى أمور يومية لا ترقى إلى مستوى المظاهرات المفبركة التى تصورها الجزيرة وتعتبرها «حراك».
 
تجربة «المتحدة» فى هذا السياق مهمة وكاشفة، فقد تم تصوير مظاهرة فى مدينة الإنتاج الإعلامى، وتم حبك التمثيل، وبعدها ألقيت الفبركة على الإنترنت فالتقطتها قناة الجزيرة واحتفت بها القنوات التابعة فى إسطنبول، وتلقفتها اللجان الإلكترونية وتم تشييرها آلاف المرات، وبعد يوم تم الكشف عن أن الفيديو مجرد تمثيلية تم تصويرها فى مدينة الإنتاج الإعلامى، لكن المفارقة أن هناك ناشطا اسمه تامر على أعلن على حسابه قبل الكشف عن اللعبة أنه شارك فى المظاهرة، وتحول إلى أضحوكة، لأنه أعلن مشاركته فى مظاهرة لم تتم أصلا،  لكن نظرة على الحساب على تويتر تكشف أنه جاد فى نشر تويتات بالمشاركة وآراء عميقة وشرح لتحركات الحراك الافتراضى، ويبدو أنه لم تصله قصة الفبركة بالرغم من التعليقات الساخرة التى انهالت على حسابه وتويتاته، بما يشير إلى أنه إما حساب لجنة مقيم بالخارج أو أنه حساب مؤجر ومدفوع مثل عشرات ومئات الحسابات المشابهة، خاصة أنه حساب ليس عليه متابعون بعدد كبير.
 
حالة تامر مثل حالة الجزيرة أو غيرها أو بعض أعضاء اللجان المنتشرة على مواقع التواصل، لكن هناك عددا من الحسابات الطبيعية لمثقفين أو ناشطين تعاملوا مع هذه المظاهرات المفبركة على أنها حقيقية وصدقوها، بل وكانت هناك شائعات عن وقوع قتلى فى قرية، اتضح أنها غير حقيقية، لكن اللافت أن بعض المستخدمين اعتبروها حقيقية ولم ينتبهوا إلى أن صورة القتيل المزعوم هى لشاب توفى فى العراق. 
 
هناك من صدّق هذه الشائعات ورددها، بصورها المفبركة، بل وبدأوا فى تحليلها غير منتبهين إلى أنها كلها حدث مفبرك، ومنهم مثقفون وعمقاء، بما يعنى أنه بالرغم من فشل حملات التحريض فى إشعال حدث، فإن هناك مستخدمين وبعضهم متعلم وقعوا فى فخ التصديق، وأعادوا نشر ما هو مفبرك، وهذا يعنى سذاجتهم ولا علاقة له بالتغيير أو التعبير عن وجهات نظر، ولو تأملنا حساب تامر الذى زعم مشاركته فى مظاهرة لم تحدث، وحسابه مشحون مثل مئات الحسابات ضمن اللجان، فقد خدعوا البعض ولو أنهم عدد قليل، ثم أن بعض الناشطين من أصحاب الرأى تعاملوا مع مظاهرات أغلبها مفبرك على أنها تشير لشىء حقيقى، أى أنهم يحللون وهما ويبنون عليه نتائج، ويقرأون الصورة ويفسرونها، بناءً على معلومات أغلبها مفبرك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة