حصل الكاتب العربى "أمين معلوف" على جائزة تيرزانى الإيطالية عن كتابه "غرق الحضارات"، وذلك فى إحياء ذكرى الصحفى الإيطالى الكبير تيزيانو ترزانى.
والكتاب الفائز صدر بداية بالفرنسية عن دار جراسى في عام 2019 ثم صدرت ترجمته العربية عن "دار الفارابى"، ترجمة نهلة بيضون.
ويحاول أمين معلوف فى "غرق الحضارات" أن يفكّك الأوضاع الراهنة فى العالم الغربى تحديداً، كما يعرّج على دراسة الأوضاع فى الوطن العربي، كعرّاف أو ناظر إلى بلّورة سحرية ليستقرئ التاريخ العربى بوصفه درباً من الظلامية.
يشير معلوف إلى الظلمات التى اكتسحت العالم العربى بدءاً من بلاده لبنان ومصر والعراق وسوريا، لاجئاً إلى الطريق السهل فى التفسير ألا وهو أن العالم العربى اختار "الطريق الخطأ"، بسبب خلل حركة النهضة العربية التى بدأت منتصف القرن التاسع عشر، وهو يعتبر أنّ المجتمعات العربية لم تتمكن من الاستجابة الفعلية لدعوات الإصلاح والتحديث، بل ظلّت مشدودة إلى الماضي، رافضة اللحاق بركب الحضارة الغربية.
وعن الكتاب قال "حسونة المصباحى" فى الكتاب يسلط أمين معلوف الأضواء على أحوال العالم الراهنة، مركزا بالخصوص على العالم الغربى، وعلى العالم العربى، ودارسا بدقة وواقعية "الملاحظ المتشبث بعقلانيته" فى زمن الجنون، والعنف، والإرهاب الأعمى، والمخاطر الجسيمة التى تهدد البشرية، سواء كانت اقتصادية، أم سياسية، أو ثقافية وحضارية.
وعن رفض الشعوب العربية "للتقدم" جاء فى نظر معلوف إبان نيل البلدان العربية استقلالها، وخلاصها من الهيمنة الاستعمارية، واختيارها أنظمة حكم متسلّطة وفاسدة حكمت الشعوب بالحديد والنار، على حد تعبيره. هذا ما ضاعف من تخلف الوطن العربى وأزماته، بالإضافة إلى السماح للحركات الأصولية المتطرفة باكتساح المجتمعات العربية، موهمةً إياها بأنها قادرة على ضمان العيش الكريم لها فى الحياة الدنيا، والجنة فى الآخرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة