قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يضع نفسه فى مأزق فى الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. وأوضحت الوكالة فى تقرير لها عن الدور التركى فى الصراع المتصاعد بين البلدين، أن تحالف المصالح بين أردوغان والرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد نجا من تضارب المصالح فى سوريا وليبيا، لكنه يواجه اختبارا أكثر صرامة فى القوقاز، حيث أدى اندلاع الأعمال العدائية بين أرمينيا وأذربيجان إلى وضع قادة تركيا وروسيا فى مواقف متعارضة. وبعد أن أحرق أردوغان جسوره مع أوروبا وأنفق معظم نقاطه مع الولايات المتحدة، فمن الواضح أن أردوغان لديه اليد الأضعف.
وأشارت بلومبرج إلى أن المنطقة من الناحية التاريخية يتداخل فيها النفوذ الروسى والتركى. وفى العقود الأخيرة كان لموسكو المزاعم الأقوى. ورغم أن جمهوريات القوقاز قد تحررت مع انهيار الاتحاد السوفيتى، فإن روسيا تعتبر نفسها الشرطى الإقليمى. من ناحية أخرى، ترتبط تركيا وأذربيجان ليس فقط بالتاريخ والدين واللغة، ولكن أيضا من خلال خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعى، والتى تعتبر ضرورية لطموح أردوغان فى جعل بلاده ممرا للطاقة لا غنى عنه بين بحر قزوين وأوروبا، وقد انحازت تركيا باستمرار لمطالب أذربيجان بناجورنو كاراباخ وهى منطقة ذات أغلبية أرمينية. وعندما انهار الاتحاد السوفيتى سيطرت أرمينيا على المنطقة الجبلية إلى جانب سبع مناطق مجاورة.
وأشارت بلومبرج إلى أن دعم تركيا لأذربيجان ليس مجرد كلام، فقد أجرى البلدان تدريبات عسكرية مشتركة الشهر الماضى، بعدما مقتل عدة قوات من أذربيجان.
وخلص التقرير فى النهاية إلى القول بأن أردوغان الذى ساند موقف أذربيجان، سيجد صعوبة أكبر فى التراجه، وسيكون أفضل أمل لإنقاذ ماء وجهه أن يمنحه بوتين موعدا على طاولة المفاوضات، لكن هذا قد يتطلب من الرئيس التركى تقديم تنازلات فى أماكن أخرى يتعارض فيها مع الموقف الروسى.