تواجه منصات التواصل الاجتماعي ما يراه الكثير بمثابة "كابوس مرعب" مع اقتراب ساعة الصفر لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر عقدها في الثالث من نوفمبر المقبل، والتي يأمل الرئيس دونالد ترامب بالفوز بولاية ثانية على منافسه جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي.
وقال رئيس فيس بوك مارك زوكربيرج، إنه قلق منذ ثلاثة أسابيع مضت، وكتب على صفحته الرسمية: "من المحتمل أن تستغرق نتائج الانتخابات أيامًا أو حتى أسابيع حتى يتم الانتهاء منها، قد يكون هناك خطر متزايد بحدوث اضطرابات مدنية في جميع أنحاء البلاد".
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية عادة ما تستغرق الفترة بين إغلاق صناديق الاقتراع والنتيجة المعلنة بضع ساعات لكن هذه المرة من المحتمل أن تستغرق أيام وربما أسابيع لمعالجة ملايين الأصوات البريدية.
وتعتقد شركات وسائل التواصل الاجتماعي، أن الفترة من الادعاء والدعاوى المضادة قد تتسبب في توتر كبير إذا أعلن كل من دونالد ترامب وجو بايدن أنهما الفائز، فهناك مخاوف من العنف بين المجتمعات المستقطبة بالفعل في الولايات المتحدة، وكل هذا يمكن أن يتم على وسائل التواصل الاجتماعي.
عملت العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى معًا "لتخطيط سيناريو" نتائج مختلفة للتصويت ولكن هناك سيناريو واحد يثير القلق أكثر من غيره، حيث من المتوقع أن يتم ترجيح الأصوات البريدية لصالح المرشح الديمقراطي، بينما من المتوقع أن التصويت في صندوق الاقتراع لصالح الجمهوري الحالي.
وذلك لأن ترامب طلب من مؤيديه التصويت شخصيًا. يقول إن عملية التصويت بالبريد مزورة، وعلى العكس لا يواجه الديمقراطيون مثل هذه المشكلة في تشجيع التصويت عبر البريد وإذا أعلن كل من دونالد ترامب وجو بايدن أنهما الفائز، فهناك مخاوف من العنف بين المجتمعات المستقطبة بالفعل في الولايات المتحدة، وكل هذا يمكن أن يتم على وسائل التواصل الاجتماعي.
نتيجة لذلك، أصبحت هاتان الطريقتان في التصويت يسببان توترا سياسيا، وهذا يمكن أن يخلق ما يُطلق عليه "السراب الأحمر" ليلة الاقتراع و"التحول الأزرق" في الأيام التالية.
في هذا السيناريو، سيفوز دونالد ترامب في ذلك اليوم لأن أصوات صناديق الاقتراع سيتم احتسابها على الفور ولكن بعد ذلك، بعد أن ارتفعت الأصوات البريدية ببطء يتغلب بايدن على ترامب مما سيخلق "نتيجة متنازع عليها".
وقالت كل من فيس بوك وتويتر، إنهما لن يسمحا باستغلال منصاتهم للتواصل الاجتماعي التي من المتوقع أن يستخدمها المرشحان للإعلان مسبقا عن فوزهما.
وقالت تويتر، إنها ستقوم بتسمية أو إزالة المعلومات المضللة التي تهدف إلى تقويض ثقة الجمهور في الانتخابات.. على سبيل المثال، ادعاء الفوز قبل المصادقة على نتائج الانتخابات"، بينما قالت شركة فيس بوك إنها سترفض إعلانات الحملات السياسية الأمريكية التي تزعم النصر قبل الأوان قبل إعلان النتائج - وستزيل المعلومات المضللة حول التصويت.
كما أفاد الموقع الإخباري أكسيوس، أن جوجل ستمنع الإعلانات الانتخابية بعد يوم الانتخابات كرد فعل على نفس القلق.
ووفقا للتقرير، فإن جميع السيناريوهات المحتملة قد تخلق أخطر لحظة واجهتها أي من شركات التواصل الاجتماعي هذه، حيث سيتعين عليهم فرض رقابة على آلاف المنشورات المشحونة سياسيًا ومع تصاعد الحماس قد يتعهد المرشحون الرئاسيون بالانتقام من القرارات المتخذة بشأن ما يجب تركه أو إزالته والتى يختلفون معها.
وكرد فعل، قد يسعى الرئيس دونالد ترامب في المستقبل إلى إلغاء القسم 230 - الذي يحمي شركات وسائل التواصل الاجتماعي من أن تكون مسئولة عن المحتوى الذي ينشره الناس لقد أشار بالفعل - من خلال أوامر تنفيذية - إلى أنه مستعد للقيام بذلك.
كما يمكن أن يرفض بايدن أيضًا الاعتراف بالهزيمة - أو يدعي أن الجمهوريين يحاولون "سرقة" الانتخابات.
وفي حال فوز بايدن، الذي يعتقد بأن وسائل التواصل الاجتماعي تسببت في أعمال عنف، فسيكون هناك انتقام من جانب العديد من الديمقراطيين المهتمين بالسلطة التى تتمتع بها هذه الشركات حيث يعتقد البعض أنه يجب تقسيمهم.
وهذا قد يعني مشاكل خطيرة ليس فقط للولايات المتحدة ، ولكن لمستقبل وسائل التواصل الاجتماعي نفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة