يترقب العالم بأسرة المناظرة التليفزيونية التي ستجرى بين المرشحين على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الجمهورى دونالد ترامب والديموقراطي جو بادين، خلال ساعات ، وذلك قبا أسابيع قليلة على انطلاق السباق الرئاسي.
المناظرات التي جرت بين المرشحين على منصب الرئاسة الأمريكية، انطلقت للمرة الأولى في عام 1960، تعثر فيها العديد من المرشحين للرئاسة بعد أن باتت تقليدا إجباريا يتبع.
وسيجلس عشرات الملايين من الأمريكيين أمام شاشات التلفزيون بعد ساعات حتى لا تفوتهم أول مناظرة تنظم بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وخصمه الديمقراطي جو بايدن، قبل أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر، حيث سلط تقرير نشره موقع فرانس 24 الضوء على المواجهات واللحظات الحاسمة في المناظرات الرئاسية المتلفزة في الولايات المتحدة.
1960: جون كينيدي وريتشارد نيكسون
في أول مناظرة رئاسية متلفزة في تاريخ الولايات المتحدة جرت في 26 سبتمبر عام 1960 في شيكاغو، لم يكن ريتشارد نيكسون في أفضل حالاته.
كان التباين بين المرشحين صارخا: يظهر جون كينيدي الشاب الجامح مرتاحًا أمام الكاميرا، ينظر بعمق في العدسات ويقدم إجابات واضحة وموجزة.
بينما يتعرق المرشح الجمهوري وتبدو عليه عدم الجهوزية والاستعداد لهذا التمرين الجديد من نوعه، في هذه المناظرة انكشفت الأهمية الكبرى لتأثير التلفاز، فقد قدرت أغلبية المشاهدين الأمريكيين الذين بلغ عددهم 70 مليون شخص أن جون كينيدي، الذي انتخب رئيسًا للولايات المتحدة بعد عدة أسابيع قليلة من المناظرة، قد خرج منتصرًا.
بينما خلص من استمعوا إلى المناظرة في الإذاعة إلى عكس تلك النتيجة.
1976: خطأ جيرالد فورد الفادح
إن رئيس الولايات المتحدة ليس بالضرورة بمنأى عن ارتكاب أخطاء فادحة في السياسة الخارجية.
وهو ما تعرض له جيرالد فورد بقسوة في عام 1976 في معرض إجابته عن سؤال حول النفوذ السوفييتي في أوروبا الشرقية.
فقد كانت إجابته صادمة وبالأخص لصحفي جريدة نيويورك تايمز ماكس فرانكل الذي كان يدير المناظرة.
رد فورد قائلا: "لا توجد هيمنة سوفيتية في أوروبا الشرقية ولن تكون هناك أبدا تحت إدارة فورد"، بالطبع أقامت الصحافة وليمة عامرة على هذه الإجابة التي أتت في خضم صراع القوتين العظمتين وقد كلفت ربما الرئيس المنتهية ولايته بضعة أصوات في هذه الانتخابات، ما أدى لهزيمته بالضربة القاضية أمام جيمي كارتر.
1984: رونالد ريجان وسؤال محرج
كان رونالد ريجان البالغ من العمر 73 سنة، عام 1984، الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة ولا يزال في منصبه حينئذ.
فعند سؤاله عن عمره وقدرته على القيام بمهام منصبه إذا فاز بولاية ثانية، قلب الممثل السابق الطاولة على خصمه بذكاء عندما رد قائلا: "لن أخوض في مسألة العمر هذه أثناء حملتي الانتخابية، ولن استغل، وذلك لأسباب سياسية، مسألة صغر سن وقلة خبرة منافسي".
في الجهة المقابلة، يظهر المرشح الديمقراطي والتر مونديل، البالغ من العمر آنذاك 56 عامًا، ووجهه مرتسمة عليه ابتسامة صفراء.
وفي مقابلة تلفزيونية مع "بي بي إس" جرت بعد ست سنوات من تلك الواقعة قال مونديل: "أدركت على الفور أن رده على السؤال سيسبب لي أذى كبيرا. إذا أعدت النظر إلى المشهد، سترى أنني أبتسم، ولكن إن اقتربت عن كثب سترى دمعات صغيرة على وجهي لأنني كنت أعرف أنه سجل للتو نقطة حاسمة".
وبالفعل أعيد انتخاب رونالد ريجان رئيسًا للبلاد ليحمل بذلك الرقم القياسي لأكبر الرؤوساء عمرا في تاريخ الولايات المتحدة.
1992: جورج بوش الأب
قد يؤدي سلوك بعض المرشحين إلى استبعادهم في أحيان كثيرة. عندما دعي إلى الرد على أسئلة الجمهور عام 1992، كان للمرشحين بيل كلينتون وجورج بوش مقاربة متعارضة تمامًا للنقاش.
فالرئيس الجمهوري المنتهية ولايته جورج بوش يلاقي الكثير من الجهد في الإجابة على بعض الأسئلة الموجهة من مواطنيه، وبدا نافد الصبر حيال البعض الآخر.
كما كان ينظر في ساعته كثيرا، في الجهة الأخرى كان خصمه يستمع إلى الأسئلة بصبر مظهرا تعاطفا جما. فارق ساهم بلا شك بالكثير في فوز كلينتون بعد أسابيع قليلة.
2000: آل جور يتبع وجورج دبليو بوش
قد تكون الصور في بعض الأحيان كافية من تلقاء نفسها للكشف عن المكنون، ولكن ما فعلهآل غور في عام 2000، وبعد 20 عامًا على حدوثه، يظل غير مفهوم.
بينما كان جورج دبليو بوش يشرح قائلا إن "هذه الحملة لا تتعلق بفلسفتنا أو بموقفنا من بعض المواضيع"، نهض آل جور من كرسيه واقترب من بوش وكأنه يستفزه.
نظر بوش إلى آل جور، وأشار إليه بإيماءة سريعة برأسه مصحوبة بابتسامة، ثم عاد إلى لإكمال عبارته: ".
ولكن بما هو قادر فعلا على الإنجاز". الجمهور يضحك، ونائب الرئيس المنتهية ولايته يشعر بحرج بالغ. لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي موجودة بعد في عام 2000.
لكن ذلك لم يحل دون خسارته الانتخابات، ورغم تقدمه بحوالى 8 نقاط على منافسه في استطلاعات الرأي قبل المناظرات الثلاث التي جرت بينهما، تخلف آل غور عن الركب بفارق 4 نقاط بعد هذه المناظرة الثالثة والأخيرة التي اقترب خلالها من خصمه بطريقة خرقاء.
2016: هيلاري كلينتون ودونالد ترامب
كشف المتناظران دونالد ترامب وهيلاري كلينتون في الدورة الثانية عن أنيابهما، كان ذلك بعد أكثر من 48 ساعة بقليل من انتشار مقطع فيديو لرجل الأعمال يدلى فيه بتصريحات مهينة عن المرأة.
وبدأ الملياردير المناظرة بالدفاع عن نفسه، وقدم المرشح الجمهوري اعتذاره مطولا موجها في الوقت ذاته الاتهامات لبيل كلينتون، قبل ساعة ونصف من بدء المناظرة، كان ترامب في مؤتمر صحفي بأحد الفنادق محاطا بأربع سيدات، اتهمت ثلاث منهن الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون بالاعتداء عليهن في السبعينيات والتسعينيات من القرن المنصرم، واتهمن زوجته هيلاري كلينتون بمساعدته في تشويه سمعتهن.فما كان من هيلاري إلا أن ردت بسرعة.
وقالت إن من ظهر في الفيديو ليس أحدا آخر غير دونالد ترامب "إنه هو تمامًا"، وأكملت هجومها بالإشارة إلى أن قطب العقارات قد تعدى أيضًا على "المهاجرين والأمريكيين الأفارقة وذوي الأصول اللاتينية والمعاقين".
وبتوتر شديد، مصحوبا بالتهديد أحيانا أطلق دونالد ترامب، واحدة تلو الأخرى، كل رصاصاته باتجاه كلينتون: فضيحة استخدام صندوق البريد الشخصي في العمل، وتفجير القنصلية الأمريكية في بنغازي، وخطأ كلينتون الفادح عندما وصفت بعض الناخبين "بالمثيرين للشفقة".
وإذا كان النقاش قد بدأ حاميا وفي جو من التوتر الشديد، حيث لم يتصافح المرشحان، فقد انتهى الأمر وبصورة مفاجئة بمجاملات أكثر سلمية. حيث قالت هيلاري كلينتون إنها تحترم أبناء دونالد ترامب، بينما رد الأخير مشيدا بروحها القتالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة