وصل جثمان الأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح إلى أرض الكويت، في الطائرة التي أقلته من الولايات المتحدة الأمريكية، ورافقت 4 مقاتلات حربية الطائرة لدى دخولها الأجواء الكويتية.
فيما أعلنت وزارة الداخلية إغلاق بعض الطرق جزئياً لنقل جثمان الأمير الراحل، وكان فى مقدمة المستقبلين للجثمان فى المطار الأميري، الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح الذى أدى اليمين الدستورية صباح اليوم أمام مجلس الأمة.
وأنهت السلطات الكويتية الاستعدادات لاستقبال جثمانه، وعقب وصول جثمان الفقيد مباشرة، تم آداء صلاة الجنازة ثم اتمام مراسم الدفن، والتي اقتصرت فقط على أقرباء الأمير الراحل، وفقا لما أعلنه أمس الثلاثاء وزير شئون الديوان الأميري الكويتي الشيخ علي الجراح، امتثالا لمتطلبات السلامة والصحة العامة.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتية، آداء صلاة الغائب على الأمير الراحل بجميع مساجد الكويت اليوم الأربعاء، عقب صلاة المغرب، وقدمت (الأوقاف) الكويتية – في تعميم أصدرته اليوم – أحر التعازي إلى الكويت قيادة وحكومة وشعبا على هذا المصاب الجلل، سائلة الله تعالى بمنه وكرمه أن يتغمد الفقيد الأمير الراحل بواسع رحمته، وأن يوفق أمير الكويت الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لما يحب ويرضى، وأن يأخذ بناصيته للبر والتقوى.
كما تم الانتهاء من كافة الاستعدادات داخل المطار الأميري، تمهيدا لاستقبال وفود المعزين من مختلف دول العالم، والمتوقع وصولها ابتداء من صباح اليوم، لتقديم واجب العزاء في الأمير الراحل، فيما أنهت وزارة الداخلية استعداداتها لتأمين مواكب الزعماء ورؤساء الدول المقرر وصولهم لتقديم واجب العزاء.
واتشحت شوارع الكويت بمظاهر الحزن صباح اليوم، فيما نكست الأعلام في مختلف الجهات الرسمية والحكومية في اليوم الأول للحداد الرسمي على الأمير الراحل، فيما بدت الشوارع شبه خاوية من السيارات والمارة، بينما قام عدد من المواطنين والمقيمين بوضع صور للشيخ صباح الأحمد على سياراتهم وأمام منازلهم، بالإضافة الى عبارات العزاء.
الأمير الجديد يعتلى مقاليد الحكم
واعتلى الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح مقاليد الحكم فى الكويت، بعد أداء اليمين الدستوري فى جلسة خاصة وتاريخية أمام مجلس الأمة صباح اليوم، أميراً جديداً لدولة الكويت وفقاً لنص المادة الـ60 من الدستور، ليصبح بذلك الأمير الـ16 للكويت.
وخلال كلمته فى جلسة اليمين التى حضرها رئيسا وأعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية وكبار الشيوخ والشخصيات في دولة الكويت، وعدد كبير من سفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى الكويت، قال أمير الكويت الجديد "إنه قضاء الله وقدره وإنه وحده سبحانه الذي لا يحمد على مكروه سواه نحمده تعالى ونشكره في المحنة والبلاء كما نحمده في الفضل والرخاء".
وأضاف : رحل عنا إلى دار الآخرة رمز شامخ من رموزنا الخالدين قدم الكثير لوطنه وشعبه وأمته ترك إرثا غنيا زاخرا بالإنجازات والأعمال المشهودة محليا وعربيا وإسلاميا ودوليا نستذكر بكل الاعتزاز والاهتمام توجيهاته السديدة ونصائحه الأبوية التي تعكس عشقه لكويتنا الغالية وأهل الكويت الكرام والتي ستظل نبراسا هاديا لنا ونهجا ثابتا".
وأكد :يواجه وطننا العزيز اليوم ظروفا دقيقة وتحديات خطيرة لا سبيل لتجاوزها والنجاة من عواقبها إلا بوحدة الصف وتضافر جهودنا جميعا مخلصين العمل الجاد لخير ورفعة الكويت وأهلها الأوفياء.
فيما شدد على تمسكه بالدستور ولبهج الديمقراطي قائلا "نفتخر بكويتنا دولة القانون والمؤسسات وحرصنا على تجسيد روح الأسرة الواحدة التي عرف بها مجتمعنا الكويتي والتزامنا بثوابتنا المبدئية الراسخة".
وقال "أتصدى لحمل المسؤولية الجسيمة بروح الأمل والطموح لأعاهد الله وأعاهد شعب الكويت وأعاهدكم أن أبذل غاية جهدي وكل ما في وسعي حفاظا على رفعة الكويت وعزتها وحماية لأمنها واستقرارها وضمانة لكرامة ورفاه شعبها متسلحا بدعم ومساندة أهل الكويت المخلصين"
من هو نواف الأحمد ؟
يعد الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح، الأخ غير شقيق للأمير الراحل صباح الأحمد الجابر ، وشغل منصب ولى عهد الأمير الراحل ونائبه منذ 2006.ولد في 25 يونيو عام 1937 في فريج الشيوخ (موقع مجمع المثني حالياً) بمدينة الكويت، متزوج من السيدة شريفة سليمان الجاسم وله أربعة أبناء وبنت واحدة.
وتولى العديد من المناصب المهمة، وبدأت رحلته في العمل السياسي في فبراير 1962، عندما تولى منصب محافظ حولي، وفي مارس 1978، ثم تولى الشيخ نواف منصب وزير الدفاع في يناير 1988.
وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد تحرير الكويت عام 1991 كُلف الشيخ نواف بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم أصبح نائبا لرئيس الحرس الوطني في 1994، قبل أن يتولى منصب وزير الداخلية من جديد عام 2003 .
صحافة الكويت تنعى فقيد الإنسانية
اعلاميا، اتشحت الصحافة الكويتية، بالسواد، حزنا على رحيل الأمير الشيخ صباح الأحمد وأصدرت الصحف أعدادا تاريخية تنعى أمير الإنسانية وتذكّر عطائه وحنكته إنسانيته التى لم تنقطع يوما.
وكتبت صحيفة القبس، تحت عنوان "الكويت تبكى صباح الحكمة والسلام"، فجِعت الإنسانية، بتوقُّف قلب قائدها، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، الذى انتقل إلى جوار ربه عن عمر 91 عاماً، قضاها فى خدمة الكويت وشعبها، باذلاً كل جهده من أجل رقيّها وتقدّمها وازدهارها.
القبس
وعمّت أجواء الحزن أرجاء الكويت، وخيّم الأسى على العالمينِ العربي والإسلامي، بمجرد إعلان الديوان الأميري أمس، نعي الراحل الكبير في بيان إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة، وبينما نُكِّست الأعلام الرسمية في البلاد، أعلنت الكويت الحداد الرسمي لمدة 40 يوماً، وتعطيل الدوائر الرسمية لمدة 3 أيام.
وتصدرت صورة الأمير الراحل غلاف صحيفة الأنباء الكويتية التى كتبت (الكويت تبكى قائدها). فيما كتبت صحيفة السياسة الكويتية مانشيت عددها اليوم (الإنسانية تبكى أميرها).
وتحت عنوان (وداعاً... إلى رحمة الله يا صاحب السمو) كتبت صحيفة الجريدة الكويتية، "بقلوب ملؤها الجراح، ونفوس عنوانها الحزن، تلقينا نبأ وفاة أميرنا وقائدنا ووالدنا.. يصعب الكلام، وتتعثر الأحرف يا سيدي، فماذا نقول كي نوفيك شيئاً مما تستحق، مما يعبر عن أحزاننا وآلامنا بفقدانك... ما أقسى الكلمات وما أصعب التعبير! سيرتك ومسيرتك في العمل والتفاني والعطاء لا تعطيها الكلمات حقها، ولا ينصفها التعبير مهما كانت بلاغته"