قطع مسبار الأمل الإماراتى، بعد مرور 71 يوما من إطلاقه، 194.990 مليون كم، من إجمالى مسافة رحلته نحو المريخ، والتى تبلغ 493.5 مليون كم، فيما يواصل رحلته حاليا بنجاح، وظهر المسبار فى البثّ المباشر لتحركاته اللحظية، وهو يسير بسرعة 105.564 كم/ الساعة، قاطعاً 194.990 مليون كم، مع تبقى 298.51 مليون كم لوصوله المتوقع فى 9 فبراير 2021 فى تمام الساعة 11:46، بحسب التوقيت العالمى، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة، باليوبيل الذهبى لتأسيسها.
وكان مسبار الأمل، أطلق بنجاح من مركز تانيجاشيما باليابان، فى 20 يوليو الماضى، لتبدأ مهمة الإمارات التاريخية، لاستكشاف الكوكب الأحمر، كأول مهمة فضائية عربية، والتاسعة عالميا، وأنهى المسبار مرحلة اختبارات ما بعد الإطلاق بنجاح تام، ولكى يقطع المسبار مسافة 493.5 مليون كيلومتر للوصول إلى المريخ، فإنه يحتاج خلال رحلته الطويلة إلى أجهزة وكاميرا تعقب للنجوم والتى من شأنها أن تساعد فى رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب.
وسيحتاج إلى تحديد موقعه بدقة فى الفضاء بشكل دائم، ليتمكن من توجيه اللاقط الخاص به باتجاه الأرض، ولهذا يعتمد على مجسات تعقب النجوم مستخدماً أنماط التجمعات النجمية، فيما يشبه إلى حد كبير الأسلوب الذى اعتاده البدو والبحارة فى قديم الزمان للاستدلال على طريقهم، فيما تساعد أجهزة التعقب هذه فى رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب.
والتقطت كاميرا تتبع النجوم أول صورة لوجهة المسبار نحو المريخ وذلك على مسافة مليون كيلومتر من كوكب الأرض، فيما جاء ذلك ضمن خطط الاختبارات المعيارية والمراجعات للتأكد من عمل أجهزة الملاحة الفضائية ومطابقتها للمواصفات التى وُضعت لها.
وعند وصول المسبار، فسوف يدرس مناخ المريخ، ويعطى نظرة شاملة لنظام الطقس على الكوكب، لذلك ينتظر العالم بفارغ الصبر ليرى نتائج هذه الرحلة، ومن أجل وصول المسبار إلى المريخ، يتعين على المركبة الفضائية إجراء نحو 6 مناورات لتصحيح المسار، نفذ المسبار بالفعل واحدة منها فى وقت سابق من شهر أغسطس الماضى.
ومن جهته، قال عمران شرف، مدير مشروع البعثة، فى بيان: "لقد أنجزنا مناورة تصحيح المسار الأولى، والتى كانت أول اختبار لأنظمة الدفع والتحكم فى المسار، وكذلك المرة الأولى التى تمَّ فيها تنشيط المحركات الست للمركبة الفضائية"، وأضاف: "استغرقت هذه المهمة 21 ثانية وضعتنا على الطريق الصحيح نحو المريخ، فنحن سعداء بأداء المسبار حتى الآن"، وذلك حسب ما نقلته "العين الإخبارية".
وتمَّ تطوير مركبة المريخ المدارية من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء، بالشراكة مع مختبر فيزياء الغلاف الجوى والفضاء فى جامعة كولورادو، وبمجرد وصوله إلى الكوكب الأحمر، سيبقى هناك لمدة عام مريخى واحد تقريبًا، أى ما يعادل عامين على الأرض.
ويعد "مسبار الأمل" رسالة تأكيد للجميع على قدرة دولة الإمارات والعالم العربى على إنجاز مشاريع ضخمة وقفزات علمية مهمة إذا ما توفرت الرؤية والثقة بالقدرات والإمكانات والطاقات البشرية، فهذا المشروع هو استثمار فى المستقبل ومصدر إلهام للشباب بأن لا حدود للإمكانات عند توفر الإرادة والتصميم.
كما أنه رسالة إلى أجيال المستقبل أن لا شيء مستحيل ويمكن لأصحاب العزيمة تخطى الحواجز والتحديات والتطلع إلى اكتشاف المزيد وتحويل التحديات إلى فرص، ويرسخ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ اهتمام شباب الدولة والعالم العربى لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والتخصص فيها، كما يسهم لاستكشاف المريخ فى بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة فى مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية.