مسيلمة الكذاب ليس وحده.. تعرف على مدعى النبوة فى حياة الرسول

الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 09:00 م
مسيلمة الكذاب ليس وحده.. تعرف على مدعى النبوة فى حياة الرسول صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"سيكون فى أمتى كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبى، وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدى"، هكذا أخبرنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى أحد أحاديثه الشريفة رواه أبو داود والترمذى، عن الذين يدعون النبوة.
 
وظهر المدعون، مبكرا، فقد شهد صدر الإسلام، وكان النبى محمد عليه الصلاة والسلام لا يزال على قيد الحياة، العديد من الشخصيات الذين ادعوا النبوة، أمثال طليحة بن خويلد الأسدى، والأسود العنسى، ولقيط بن مالك الأسدى، ومسيلمة الكذاب، ولعل الأخير أشهر الشخصيات التى وردت فى التاريخ الإسلامى ممن ادعوا النبوة.
 
و"مسيلمة" رجل من بنى حنيفة اسمه مسيلمة بن ثمامة، كان قد تسمى بالرحمان فكان يقال له رحمان اليمامة، وكان يعمل كثيراً من أعمال الدجل، وادعى النبوة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وشهد له أحد أتباعه أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أنه أشرك معه مسيلمة فى الأمر، وتبعه كثير من أهل اليمامة، وخاصة من بنى حنيفة، وكان يدعى الكرامات، فأظهر الله كذبه ولصق به لقب الكذاب، وأراد إظهار كرامات تشبه معجزات النبى صلى الله عليه وسلم، فأظهر الله كذبه فيها.
 
لكن هناك آخرون من بينهم امرأة ادعوا النبوة غير مسيلمة الكذاب، أبرزهم:
 

الأسود العنسى 

عبهلة بن كعب بن غوث العنسى المذحجى المعروف باسم "الأسود" و"ذى الخمار" وهو مدعٍ للنبوة، ووردت سيرته فى تاريخ الطبرى للمؤرخ الطبرى وكذلك فى كتاب البداية والنهاية لابن كثير وكتب السيرة النبوية المختلفة.
كان فى قببيلة مذحج فى اليمن فى عام (10هـ/ 631م)، واسمه عبهلة بن كعب العنسي، من قبيلة عنس، ويكنى بذى الخمار؛ لأنه كان دائما معتمًا متخمرًا بخمار رقيق ويلقيه على وجهه، ويهمهم فيه، ويعرف بالأسود العنسى لاسوداد فى وجهه.
 
وتكمن قوة الأسود العنسى فى ضخامة جسمه وقوته وشجاعته، واستخدم الكهانة والسحر والخطابة البليغة، فقد كان كاهنًا مشعوذًا يُرِى قومه الأعاجيب، ويسبى قلوب من سمع منطقه، واستخدم الأموال للتأثير على الناس، وقد واجه الأسود العنسى معارضة تمثلت فى الجماعات المسلمة من مذحج التى انسحبت مع فروة بن مسيك المرادى إلى الأحسية (موضع باليمن)، وانضم إليه من انضم من المسلمين، وكتب إلى رسول الله بخبر الأسود العنسي، وانحاز كل من أبى موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل إلى حضرموت، أما فى منطقة حمير، فقد كان لجهود ذى الكلاع، وآل ذى لعوة الهمدانيين، دور فى الاحتفاظ بالنفوذ الإسلامي، وقد وقفوا ضد عك بتهامة، وقد ظل الأسود العنسى مدعيًا النبوية مدة ثلاثة أشهر، وفى رواية أربعة أشهر، ارتكب خلالها الحماقات، وفضح النساء وأنزل الرعب، والخوف فى قلوب اليمنيين.
 

طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدى 

من قادة حروب الردة بعد وفاة النبى محمد سنة 11 هـ،ادّعى النبوة فى قومه بنى أسد وتبعه بعض طىء وغطفان فى أرض نجد، إلا أنه هزم مع أتباعه على يد خالد بن الوليد فى معركة بزاخة ودخل الإسلام على إثر ذلك.
كان ممن شهد غزوة الخندق فى صفوف المشركين. أسلم سنة تسع، ثم ارتد وادعى النبوة  بعد وفاة النبى، وتبعه بعض القبائل فى أرض نجد. 
وكان طليحة بن خويلد الأسدى من بنى أسد بن خزيمة قد تنبأ فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجه إليه النبى - صلى الله عليه وسلم - ضرار بن الأزور عاملا على بنى أسد ، وأمرهم بالقيام على من ارتد، فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه ، فضربه بسيف ، فلم يصنع فيه شيئا ، فظهر بين الناس أن السلاح لا يعمل فيه ، فكثر جمعه . ومات النبى - صلى الله عليه وسلم - وهم على ذلك ، فكان طليحة يقول: إن جبرائيل يأتينى، وسجع للناس الأكاذيب ، وكان يأمرهم بترك السجود فى الصلاة.
 

سجاح بنت الحارث بن سويد التميمية

كانت سجاح متنبِّئة وعرافة، وهى واحدةٌ من طائفة المتنبِّئين وزعماء القبائل الذين ظهروا فى الجزيرة العربية قبل الردَّة أو خلالها، ونستدلُّ من نسبها الذى اتَّضح من تاريخها بأنَّه صحيح، أنَّها كانت من بنى يربوع أحد بطون تميم، وأمَّها من بنى تغلب فى العراق؛ وهى قبيلةٌ اعتنق معظم أفرادها النصرانية نتيجة احتكاكهم بسكان إقليم الفرات، أقامت سجاح بينهم، وتزوَّجت فيهم، وتنصَّرت مع من تنصَّر منهم.
قادت عدة حروب ضد المسلمين، وتزوجت من مسيلمة الكذاب، وظلت سجاح مع مسيلمة مدَّة ثلاثة أيام، ثم عادت بعدها إلى قومها فى أرض الجزيرة دون سببٍ ظاهر، حاملةً معها شطر النصف ممَّا اتفقا عليه، وتركت وراءها ممثِّليها مع مسيلمة ممن سيحملون لها النصف الآخر، وأقبلت فى غضون ذلك الجيوش الإسلامية فاجتاحت اليمامة وقتلت مسيلمة.
ظلت سجاح فى بنى تغلب تعيش مغمورةً بين أهلها، ثُمَّ دخلت فى الإسلام عندما انتهى رأى أسرتها إلى الاستقرار فى البصرة التى غدت المركز الأوَّل لبنى تميم فى عهد بنى أميَّة، وعاشت مسلمة وماتت فى سنة (55هـ/ 675م).
 

لقيط بن مالك الأزدى

ذو التاج لقيط بن مالك الأزدى، ادَّعى النبوَّة وغلب على أهل عُمان، وطرد منها عمَّال الخليفة أبى بكر، كان الغالب على عُمان الأزد فلمَّا كانت سنة (8هـ=629م) بعث النبى صلى الله عليه وسلم أبا زيد الأنصارى وعمرو بن العاص رضى الله عنهما إلى عبيد وجيفر من بنى جُلَنْدى حُكَّام عُمان، ومعهما كتاب يدعوهما فيه إلى الإسلام، وقال: "إن أجاب القوم إلى شهادة الحقِّ وأطاعوا الله ورسوله، فعمرو الأمير، وأبو زيدٍ على الصلاة". فأسلم عبيد وجيفر، ودخل أهل عُمان فى الإسلام، ولم يزل عمرو وأبو زيد رضى الله عنهما فى عُمان حتى تُوفِّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتدَّت الأزد وعليها لقيط بن مالك ذو التَّاج وانحازت إلى دَبَا، والتجأ عبيد وجيفر إلى الجبال والبحر هربًا منه، وكاتبا أبا بكر الصديق رضى الله عنه بخبر ما حدث.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة