أصبح البابا بندكتس السادس عشر، بابا الفاتيكان السابق، اليوم الجمعة، أكبر بابا معمّر في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، حيث أكمل اليوم 4 سبتمبر، 93 عاما و4 أشهر و4 أيام، متخطيا في ذلك عمر البابا ليون الثالث عشر الذي توفي عام 1903 عن عمر يناهز 93 عاما و4 أشهر و3 أيام.
وقد استقال البابا بندكتس السادس عشر، في 28 فبراير 2013، نتيجة تقدّمه بالسن، ليكون أول بابا يستقيل منذ ستة قرون، وقال إن خطوته جاءت "لخير الكنيسة" معلنًا عنها في بداية فبراير مع بداية الصوم الكبير في المسيحية، بعد استقالته، أنه سيقيم في كاستل غاندلفو قبل أن ينتقل إلى دير واقع في حدائق الفاتيكان، حيث سيتفرغ "للصلاة والتأمل"، محتفظًا بلقب "صاحب القداسة" والثوب الأبيض، كما سيحتفظ بلقب البابا بشكل فخري.
وقد انتخب البابا بندكتس السادس عشر لمنصب البابوية عن عمر 78 عامًا وبالتالي يكون البابا الأكبر سنًا منذ البابا كلمنت الثاني عشر عام 1730؛ وهو أيضًا من أطول الكرادلة في منصبهم بعد البابا بندكتس الثالث عشر عام 1724؛ وهو البابا الألماني التاسع، وكان آخر بابا ألماني قبله هو أدريان السادس سنة 1522؛ أما آخر بابا سبقه تسمى باسم بندكت هو بندكت الخامس عشر، الذي انتخب خلال الحرب العالمية الأولى عام 1914.
وولد البابا بندكتس السادس عشر في ماركتل، بافاريا، ألمانيا في 16 أبريل 1927 ودرس اللاهوت والفلسفة عام 1947 وأصبح كاهنًا عام 1951، إلى جانب كونه محاضرًا في اللاهوت في عدد من الجامعات الأوروبية ونشر عدة مؤلفات حول اللاهوت والعقائد المسيحية والكاثوليكية؛ خلال حبرية البابا بولس السادس (1963 إلى 1978) أصبح رئيس أساقفة ميونخ ثم كاردينالاً في 27 يونيو 1977؛ وبعدها بأربع سنوات عينه البابا يوحنا بولس الثاني رئيسًا لمجمع العقيدة والإيمان في الفاتيكان، وظل محتفظًا بمنصبه حتى انتخابه بابا؛ عيّن في 5 أبريل 1993 أسقفًا فخريًا على مدينة فليتري الإيطالية؛ وانتخب في العام 1998 كنائب عميد مجمع الكرادلة المولج مهمة انتخاب البابا عند شغور المنصب، وانتخب في 30 نوفمبر 2002 كعميدًا لمجمع الكرادلة.