جميعنا استمتع بفيلم شاطئ الغرام للجميلة ليلى مراد الذى غنت فيه لشاطئ مطروح وهى تجلس على صخرة أصبحت معلماً من معالم المدينة الجميلة ، وكأنها حورية أو عروس البحر خرجت لتطل على محبيها وتهديهم بصوتها وطلتها صورة من صور الجنة وآية من آيات الجمال.
ولكن ربما ونحن نشاهد ليلى مراد فى هذه المشاهد الجميلة ونستمتع بصوتها وطلتها لا نعرف حجم المعاناة التى تكبدتها أثناء تصوير هذا الفيلم، والتى روت بعضها فى مقال نشرته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر فى سبتمبر من عام 1958 تحت عنوان :" عندما هددنى أعرابى بالشلل"
وقالت ليلى مراد أنها خلال تصوير مشاهد هذا الفيلم اعتزمت أن تهجر التمثيل، مشيرة إلى أنه تم تصوير مشاهده فى فصل الشتاء بمرسى مطروح وفى عز البرد القارس.
وأوضحت السندريلا الجميلة أن فريق العمل انتقل إلى الشاطئ وبدأت الاستعدادات للتصوير، وكان يجب على الفنانين ارتداء ملابس صيفية خفيفة ، حيث تجرى الأحداث بالفيلم فى فصل الصيف، مؤكدة أنها كانت ترتعش من شدة البرد، حتى أنها أصيبت بقشعريرة جعلتها تفقد تركيزها وتنسى الحوار على غير عادتها فاضطر المخرج لإعاد المشهد 25 مرة .
وحدث نفس الشىء فى خلال تصوير المشهد الذى تغنى فيه ليلى مراد على الصخرة الشهيرة ضمن أحداث الفيلم، على الرغم من أن الأغنية مسجلة وكان عليها أن تحرك شفتيها مع الكلمات، ولكنها كانت ترتعد من البرد فأعيد تصوير المشهد مرات عديدة.
وتابعت ليلى مراد :" أخيراً نجح التصوير وجلست أستريح بعض الوقت، وفى هذا الوقت كان الفنيون والمخرج يتبادلون وجهات النظر لاختيار زوايا التصوير للمشاهد التالية، بينما هبت ريح عاتية وبدأت أطرافى تتجمد وأفقد قدرتى على الحركة من شدة البرد، وحينها شاهدت أعرابى وولده الصغير فأشفقت عليهما من البرد ودعوتها للجلوس حتى تخف الريح".
وأضافت:" شكرنى الاعرابى وجلس يحكى لى مأساة ابنه المصاب بشلل فى أطرافه، وأكد لى أنه اعتاد وهو صغير أن يلهو على البحر فى الشتاء القارس، حتى أصيب بشلل، وأكد الطبيب أن السبب هو جلوسه فى البرد الشديد وأن هذا العرض يصيبه فى الشتاء و يزول فى فصل الصيف".
وأكدت ليلى مراد أنها أصيبت بالرعب من كلام الأعرابى وتجمدت أطرافها أكثر وراودتها خواطر بأنها ستصاب بالشلل مثل هذا الطفل، وفكرت حينها أن تترك التمثيل وتدفع كل ما يطلبه المخرج من تعويضات، ولكنها تراجعت أمام واجبها الفنى وتعهدها باستكمال الفيلم الذى اصبح علامة من علامات السينما المصرية رغم معاناة بطلته الميلة ليخرج للنور.