نجح المسلمون بقيادة خالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، فى مثل هذا اليوم 5 سبتمبر من عام 635 ميلادية، بفتح مدينة دمشق، بعد حصار شديد دافع فيه الروم عن المدينة، ولكن ذلك لم يمنع من سقوطها وطلبهم الصلح، بعد أن اشتد خالد في الحصار، فأجابهم أبو عبيدة إلى الصلح، ولكن كيف تم تعين خالد بن الوليد قائدًا لقوات المسلمين فى الشام من قبل الخليفة أبى بكر الصديق؟
الحكاية تعود إلى أواخر شهر مايو عام 634م، حين تلقى خالد رسالة من الخليفة أبى بكر الضديق، وقرأ ما جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله، ابن أبى قخاقة، إلى خالد بن الوليد. السلام عليك. أحمد الله الذى لا إله إلا هو، وأصلى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام. سر حتى تصل جموع المسلمين فى بلاد الشام، فهم فى حالة كبيرة من القلق".
"وإننى أعينك قائدًا على جيوش المسلمين وآمرك أن تقاتل الروم، وأنت القائد على أبى عبيدة ومن معه، واذهب بسرعة، أبا سليمان، وأتمم عملك بمعونة الله جل شأنه، واقسم جيشك إلى قسمين ودع النصف مع المثنى الذى سيخلفك فى العراق، فإذا قتح الله عليكم بالشام فارجع إلى عملك بالعراق، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل، وإياك أن تتباطأ بعمل، فإن الله عز وجل له المن وهو ولى الجزاء".
وهكذا تم تعيين خالد قائدًا لقوات المسلمين فى الشام من قبل الخليفة أبى بكر، وبدأ خالد بالتحضير للمسير، فشرح تعليمات الخليفة إلى المثنى، حسب ما جاء فى "سيف الله المسلول - خالد بن الوليد" للكاتب أحمد محمد كامل، وقسم الجيش إلى قسمين، حاول خالد فى البداية أن يحتفظ بجميع أصحاب النبى "ص" من المهاجرين والأنصار، وهؤلاء يكن لهم الجنود كل تقدير واحترام، لكن المثنى اعترض بشدة وقال لخالد:"والله لا أقيم إلا على أنفاذ أمر أبى بكر كله فى استصحاب نصف الصحابة أو بعض النصف وبالله ما أرجو النصر إلا بهم".
ورأى خالد أن طلب المثنى هو طلب عادل، فترك معه قسمًا كافيًا من أصحاب رسول الله "ص" وكان من بينهم عدد كبير من خيرة أمراء الجيش. وبعد أن تم ذلك، كان خالد جاهزًا للمسير إلى الشام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة