أعربت جمهورية مصر العربية، عن تضامنها الكامل مع حكومة وشعب السودان الشقيق، ووقوفها جنباً إلى جنب مع الأشقاء في السودان لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات، التي اجتاحت عدداً من الولايات السودانية وأدت إلى وفاة عدد من المواطنين وتدمير المنازل، يأتي ذلك استنادا إلى الروابط الأخوية الراسخة التي تربط شعبي وادي النيل ووحدة المسار والمصير التي تجمع بين مصر والسودان.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية ، في بيان صحفى، السبت، عن خالص التعازي في ضحايا الفيضانات التي اجتاحت السودان الشقيق، مؤكدة على استمرار استعدادها الكامل للتنسيق مع الأشقاء في السودان اتصالاً بجهود الإغاثة الإنسانية اللازمة لمواجهة تداعيات تلك الفيضانات، معربةً عن ثقتها في تجاوز السودان حكومةً وشعباً لتلك الأزمة.
كان مجلس الأمن والدفاع السودانى قد قرر اعتبار البلاد "منطقة كوارث طبيعية" وإعلان حالة الطوارئ فى كافة أرجاء البلاد لمدة 3 أشهر، وذلك على خلفية السيول والفيضانات التى ضربت البلاد.
وصلت إلى الخرطوم، شحنة من الدعم الإنسانى لمتضررى السيول والفيضانات، مُقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وتشمل الشحنة على نحو 100 طن من مواد الإيواء والخيام والأغطية، فيما تكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشحنها جوا إلى السودان، بعد أن أعدتها المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة.
وعبر "اكسيل بيشوب" ممثل المفوضية السامية فى السودان عن امتنان المفوضية لدولة الإمارات، لافتا إلى أن الشحنة سيجرى توزيعها على المتأثرين بالسيول والفيضانات بشتى أنحاء السودن، بدءا بالمناطق الأكثر تضررا.
ومن جهته، أعرب معتمد شئون اللاجئين بالسودان محمد يس التهامى عن شكره لجهود المفوضية السامية للاجئين فى دعم المتأثرين بالفيضانات، ولدولة الامارات التى ساعدت فى إيصال هذه المساعدات للسودان.
وحسب آخر تقرير للمجلس القومى للدفاع المدنى بالسودان، ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات فى مختلف الولايات، منذ بداية فصل الخريف لعام 2020، إلى 94 وفاة، و 46 مصابا، فيما أنهار 20 ألفا و 975 منزلا بشكل كلي، و 37 ألفا و 516 منزلا بشكل جزئي.
وأكد رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك- خلال اجتماع وزاري برئاسته خاص بدرء آثار السيول والفيضانات- ضرورة تكامل الأدوار الرسمية والشعبية والجهود التي بُذلت في درء آثار السيول والفيضانات وتخفيف حدة الخسائر خلال الأيام الماضية.
من جهته، قال فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، في تصريح صحفي عقب الاجتماع، إن الاجتماع استمع إلى تقارير من عدد من الوزراء تضمنت إحصائيات دقيقة من وزارة الري والوارد المائية حول منسوب النيل، وجهود وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في توفير المأوى للأسر التي تضررت بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني والدفاع المدني وولاية الخرطوم.
وأوضح أن حجم الضرر في ولاية الخرطوم كبير نسبة للكثافة السكانية، ولوجود بعض الأحياء التي تضررت على ضفاف النيل.
وتجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام الرقم القياسي المسجل في العام 1946، وسط توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع مع تسجيل منسوب النيل 17.58 مترا عند محطة الخرطوم.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو بثت عبر شبكة الإنترنت وصول كميات كبيرة من المياه إلى مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم الأوضاع أكثر مع التدهور المريع في البنى التحتية وانقطاع بعض الطرق الرئيسية ومحدودية إمكانيات الحكومات المحلية والدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والأنشطة الخدمية كالكهرباء والمراكز الصحية والأسواق ومواقع الإنتاج.
وبسبب سوء الأحوال البيئية وتوالد الناموس والحشرات، تتزايد مخاوف انتشار العديد من الأمراض خصوصا في أوساط الأطفال وكبار السن.