لم تمر أيام على واقعة مصرع ثلاثة أشخاص تحت أنقاض حفرة نزلوا إليها بحثًا عن الآثار فى عزبة الحدود بمنطقة الشيخ هارون بمدينة أسوان، حتى تكررت واقعة أخرى مشابهة لها فى نفس المنطقة وأدت إلى مصرع شخصين داخل حفرة أثناء التنقيب عن الآثار أيضًا، والذى سول لهؤلاء أن حلم الثراء السريع أصبح قريبًا منهم وتحت أقدامهم وبداخل منازلهم، فقط عليهم أن يحفروا حتى يصلوا إلى غايتهم.
"اليوم السابع" يسلط الضوء على واقعتى التنقيب عن الآثار بمنطقة الشيخ هارون بمدينة أسوان واللتان لم يكن بينهما سوى شهر واحد فقط تقريبًا، راح ضحية الأولى ثلاثة أشخاص والثانية شخصان فى سبيل البحث عن كنز الفراعنة.
أدوات مستخدمة فى الحفر
ففى منطقة جبلية تقع شرق مدينة أسوان يسكنها آلاف الأشخاص توجد منطقة الشيخ هارون بمدينة أسوان، ويحرص بعض راغبى الثراء السريع إلى الاتجاه صوب هذه المنطقة اعتقادًا منهم أن باطن الأرض فيها يحوى من كنوز الفراعنة ما لا يقدر بثمن، فتأتى المحاولات من المنقبين والتى تنتهى تارة بالسجن وتارة أخرى بالموت.
قال أهالى المنطقة لـ"اليوم السابع": "قبل أيام مات شخصان داخل حفرة أثناء التنقيب عن الآثار بأحد منازل المنطقة، مندهشين من هذين الشخصين اللذان لم يعلما بخبر وفاة ثلاثة قبلهم فى واقعة كانت هى الأصعب على المنطقة، حيث ظل البحث عنهم لفترة طويلة تحت الأنقاض حتى تم استخراجهم بعد مرور شهر عبارة عن جثث متحللة".
وأوضح أهالى الشيخ هارون، بأن المنطقة فقيرة جدًا بكنوز الفراعنة لأنها لم تكن فى اعتقاد الكثيرين منطقة إعاشة أو مدافن للقدماء المصريين، معلقين: "لم نكن نعلم على أى أساس يبحث هؤلاء المنقبين"، لافتين إلى أن هؤلاء يهدرون أرواحهم فيما لا طائل منه ويعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية، وطالب الأهالى، بخروج حملات أمنية للتفتيش على المنازل التى يوجد بها أعمال حفر وتنقيب عن الآثار خاصة بعد تزايد وقائع الموت فى هذه المنطقة.
من جانبه، أرجع الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، زيادة هوس البعض بالتنقيب على الآثار وتعريض حياتهم للخطر، إلى وجود بعض رجال الدين يقولون بأن ذلك كنز لا صاحب له ويعد من قبيل أرث الرجل طالما يوجد فى منزله، مشيرًا إلى أن ذلك أدى إلى موت كثير من الشباب وهم يبحثون على الآثار.
البحث عن جثث ضحايا التنقيب
وأشار مدير عام آثار أسوان والنوبة، إلى أن هناك إدارة كاملة تسمى "الوعى الأثرى"، مهمتها المرور على الوحدات المحلية وقصور الثقافة والمدارس من أجل توعية الجميع بالابتعاد عن خزعبلات السحر والدجل وتفنيد الخرافات المتعلقة بالآثار.
ولفت إلى أنه لولا قرار النيابة بهدم منزل الواقعة الأولى بالشيخ هارون ما كنا عثرنا على جثث الثلاثة ولو حتى بعد عام، موضحًا أن الضحايا قاموا بالحفر فى منزل لهم لعمق 12 متر ومن ثم انهارت عليهم وماتوا، وذلك نتاج هوس البحث عن الثراء السريع والسعى خلف الدجالين، مضيفًا: "بعد شهر كامل تم الوصول إلى الجثث وكان بعضها تحلل".
يشار إلى أن الواقعة الأولى بمنطقة الشيخ هارون، وقعت منذ حوالى شهر تقريبًا وتحديدًا فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، عندما تلقى اللواء مصطفى عبد الفتاح، مدير أمن أسوان، إخطارًا من شرطة النجدة يفيد بمصرع عدد من الأشخاص أثناء محاولتهم التنقيب عن الآثار داخل منزل بمنطقة عزبة الحدود بمدينة أسوان، ووجه مدير الأمن بتحرك قوة أمنية إلى موقع البلاغ، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
وبالانتقال والفحص، تبين أنه أثناء محاولة ثلاثة أشخاص التنقيب بحثا عن الآثار فى أول أيام العيد بمنطقة عزبة الحدود بمدينة أسوان، لقى الثلاثة مصرعهم بعد أن تساقط عليهم ردم الحفرة، وظلت محاولات انتشال جثث الضحايا الثلاثة متواصلة لمدة شهر تقريبًا بعد أن اختفوا تحت الأنقاض داخل الحفرة.
انتشال جثث ضحايا التنقيب
وانتقلت قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث، وتبين وجود حفرة بقطر 2.5 مترا تقريبا وعمق 12 مترا داخل المنزل، حيث انهارت الحفرة على ثلاثة أشخاص كانوا متواجدين داخلها مما أسفر عن مصرعهم، وبذلت قوات الحماية المدنية جهودا كبيرا خلال الفترة الماضية، لمحاولة انتشال جثث الضحايا، ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل – خلال الفترة الأولى - نظرًا للعمق الشديد للحفرة وسقوط كميات كبيرة من الأتربة داخل الحفرة على الضحايا، علاوة على صعوبة الاستعانة بمعدات ثقيلة للحفر نتيجة تواجد المنزل فى منطقة جبلية وعرة لا تسمح بدخول المعدات الثقيلة، بينما تم التحفظ على المنزل انتظارا لصدور قرار النيابة العامة.
ومن جانبها، عاينت اللجنة التى شكلتها النيابة العامة فى أسوان، منزل عزبة الحدود، وذلك لبيان كيفية انتشال جثث الضحايا من داخل هذه الحفرة، وتكونت اللجنة التى شكلتها النيابة من كلا من أساتذة من كلية الهندسة وكلية العلوم بجامعة أسوان والوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان وهيئة الآثار بأسوان، وذلك بهدف دراسة كيفية انتشال الجثث الثلاث من داخل هذه الحفرة العميقة وبيان مدى إمكانية إزالة المنزل الذى توجد الحفرة من عدمه خاصة وأن هذا المنزل يقع فى منطقة جبلية وعرة ولا يمكن للمعدات الثقيلة أن تدخل إلى الشارع المؤدى إلى المنزل، كما واصلت قوات مديرية أمن أسوان فرض كردون أمنى حول المنزل الذى شهد الواقعة، انتظارا لصدور قرار النيابة تجاه هذه الحادثة.
وفى المقابل، أكد أهالى الضحايا لـ"اليوم السابع"، أن الضحايا عبارة عن ثلاثة شباب شاركوا فى التنقيب بحثا عن الآثار داخل منزل بمنطقة عزبة الحدود فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، إلا أن حلمهم ذهب سريعا بعد انهارت عليهم الحفرة وكانت هناك صعوبة فى العثور على جثثهم، علاوة على صعوبة إمكانية دخول معدات ثقيلة إلى المنزل المتواجد فيه الحفرة العميقة، بجانب أن المنزل يقع فى منطقة جبلية وعرة، وهو ما دفع النيابة إلى اتخاذ قرار بهدم المنزل لمحاولة الوصول إليهم.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بأسوان، من العثور على جثث الضحايا الثلاثة بعد مرور شهر تقريبًا على الحادث، بعد أن لفظ الثلاثة أنفاسهم الأخيرة تحت ردم الحفرة التى انهارت عليهم أثناء محاولتهم التنقيب عن الآثار داخل منزل بمنطقة عزبة الحدود بمدينة أسوان، حيث تحللت أجزاء من أجسامهم، وتم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى المشرحة، وتبين أن الجثث الثلاثة لـ"م. ر. م، م. ه. ا" وثالث مجهول لا يمتلك أى أثبات للشخصية.
ثم لم يمض أيام على هذه الواقعة، حتى شهدت نفس المنطقة مصرع شخصين أثناء محاولتهما التنقيب والبحث عن الآثار داخل منزل، وتم إخطار الأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
تلقى اللواء مصطفى عبد الفتاح، مدير أمن أسوان، إخطارًا من شرطة النجدة يفيد بمصرع شخصين أثناء التنقيب عن الآثار داخل منزل بمنطقة الشيخ هارون، وبالانتقال والفحص من ضباط مباحث قسم شرطة أسوان أول تبين أنه أثناء قيام شخصين التنقيب عن الآثار داخل منزل بالشيخ هارون تعرضوا للاختناق داخل الحفرة مما ترتب على ذلك وفاتهم فى الحال، وتم نقل الجثتين إلى المشرحة، وإخطار النيابة التى تولت التحقيق فى الواقعة.
حفر التنقيب عن الآثار (1)
حفر التنقيب عن الآثار (2)
حفر التنقيب عن الآثار (3)
حفر التنقيب عن الآثار (4)
حفر التنقيب عن الآثار (5)
سكان الشيخ هارون يتابعون استخراج ضحايا الحفر
سكان المنطقة يراقبون المشهد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة