يقع متحف الفن الإسلامى، فى ميدان باب الخلق، ويضم ما يقرب من 100 ألف قطعة أثرية متنوعة ومعبرة عن مختلف الفنون الإسلامية عبر العصور، بما يسهم فى ثراء دراسة الفن الإسلامى، والمتحف أحد أكبر متاحف الفنون الإسلامية فى العالم، ومنارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر العصور، وما يلفت نظرك ضمن معروضات المتحف قميص داخل فترينة عرض بإحدى قاعات المتحف ، وأول ما يتبادر لذهنك لمن يكون هذا القميص، ونستعرض عبر التقرير التالى حكايته.
يعود القميص السحرى للعصر الصفوى "إيران"، والعصر الصفوى كان فى القرن 12 هـ / 18 م، وزخرف القميص بتقاسيم ومعينات ودوائر بالمداد الأسود والأحمر مملوء بكتابات وآيات قرآنية وأسماء الله الحسنى، وأرقام للتبرك بها ودفع الأذى عن من يرتديه.
وتوجد على القميص آثار دماء مما يدل على أن من كان يرتديه تعرض للجرح أو القتل، وتم وضع القميص السحرى بقاعة الطب بإحدى قاعات متحف الفن الإسلامى، القميص يبلغ طوله 137سم، كما يبلغ عرض الصدر 89 سم، ويبلغ إتساع الوسط 92 سم أما طول الذراع فيبلغ 20 سم واتساعه 30 سم، وفتحة الرقبة تبلغ 16 سم وهو ثوب غير مخيط بكمين ومصنوع من الكتان يتكون من تقسيمات هندسية غاية فى الدقة والإمعان بالتصميم، وتبلغ مقاس الوسط التي تبلغ 92 سم تدل علي أن من كان يرتديه ممتلىء الجسد، وذو بطن بارز، كما يظهر مساحة عرض الصدر التي تبلغ 89 سم أنه عريض الأكتاف وتدل مساحة الكم 30 سم.
يوجد بالقميص أرقام وآيات قرآنية وعبارات نورانية وطلاسم كتبت بالمدادين الأسود والأحمر، كما أن الكتابة بها بهتان ومحو، وبها آثار دماء، أما بجوار الرقبة من الجهة اليسري توجد كتابات وشكل مستطيل مقسم لـ 42 مربع شغلت جميعها بالأرقام المصفوفة من علم الجفر.
فى 28 ديسمبر عام 1903 تم افتتاح المتحف لأول مرة، خلال عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، وكان الهدف من إنشائه جمع الآثار والوثائق الإسلامية من العديد من أرجاء العالم مثل مصر، وشمال أفريقيا، والشام، والهند، والصين، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والأندلس.
بدأت الفكرة فى عصر الخديو إسماعيل وبالتحديد عام 1869م، لكن ظلت قيد التنفيذ حتى عام 1880 فى عهد الخديوى توفيق، وبالفعل بدأ التنفيذ عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التى ترجع إلى العصر الإسلامى فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله.
متحف الفن الإسلامى له مدخلان أحدهما فى الناحية الشمالية الشرقية والآخر فى الجهة الجنوبية الشرقية، وتتميز واجهة المتحف المطله على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية فى مصر بمختلف عصورها.