تمر اليوم الذكرى الـ29 على إعلان مجلس الأمن الأعلى بالجزائر إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بعد الفوز الذى حققته الجبهة الإسلامية للإنقاذ فى الجولة الأولى، وهو الأمر الذى تسبب فى دخول الجزائر فى دوامة من الصراعات الداخلية والحرب الأهلية المسلحة، ما عرفت بالعشرية السوداء.
والحرب الأهلية الجزائرية أو العشرية السوداء فى الجزائر هى صراع مسلح قام بين النظام الجزائرى وفصائل متعددة تتبنى أفكارًا موالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي، وبدأ الصراع فى يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 فى الجزائر.
العشرية السوداء
وبدأت الجماعات الإسلامية المسلحة سلسلة من المذابح تستهدف الأحياء أو القرى بأكملها بلغت ذروتها فى عام 1997، وتسببت المجازر وارتفاع عدد الضحايا فى إجبار كلا الجانبين إلى وقف إطلاق النار وفى عام 1997، وفى هذه الأثناء فاز الطرف المؤيد للجيش بالانتخابات البرلمانية.
وبحسب تقرير أذاعته "العربية" يصف الجزائريون "عباسى مدنى" أحد من أهمّ وجوه التيار الإسلامى فى الجزائر، بأنه "الراعى الرسمى للمجازر التى وقعت فى الجزائر فى عام 1990"، التى أسفرت عن مقتل حوالى ربع مليون جزائرى، والمسؤول الأول عن دخول البلاد فى صراع مع الإرهاب إلى الآن.
العشرية السوداء الجزائر
ووفقا لكتاب "الحرية بلا ثورة" تأليف الحمودى سعد بن محمد، كان اندلاع الحرب الأهلية التى تصاعدت بفعل رد العنيف من جانب الإسلامين، حيث اندلعت اجتجاجات مسلحة مما أدى إلى حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وأودى الصراع إلى سقوط الجزائر فى أعنف صراع دموى فى البلاد بعد التحرير من المستعمر الفرنسي، حيث أودى بحياة من 150 إلى 200 ألف شخص من المدنيين العزل والعسكريين، وذلك بفعل مذابح القتل التى شهدتها البلاد.
العشرية السوداء
أما على المستوى الاقتصادى، فيذكر الكتاب سالف الذكر، أن البلاد تكبدت خسائر اقتصادية فادحة، قدرت بعض الدراسات بـ25 مليار دولار، وتراجع المستوى الاجتماعى للفرد والأسرة الجزائرية بشكل حاد، مع نزيف متواصل للموارد الطبيعية والاقتصادية، وانهيار قطاعات اقتصادية مهمة فى البلاد، مثل السياحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة