سيقف التاريخ عند العام 2020 كثيرا، فالعالم قبله، يختلف تماما عما بعده، فهو العام الذى أجبره مليارات البشر على البقاء في المنزل لعدة شهور، ليمنع اللقاءات والعناق بين الأبناء وأباءهم، وبين الأصدقاء، ليعرف العالم طريقه إلى إجراءات تباعد لم يعرفها منذ عقود طويلة، ولتتغير شكل الحياة وربما للأبد، وجميعها نتائج لانتشار وتفشى فيروس "كوفيد 19"، الذى انتشر في نهاية ديسمبر من العام 2019، وتفشى في كافة أنحاء العالم في عام 2020، ومازال حتى الآن يصيب الملايين، ويحصد حياة الآلاف.
الشرارة الأولى انطلقت من المدينة الصينية ووهان، لتبدأ بعدها رحلة قاسية وصعبة ومؤلمة لدى الكثيرين مع فيروس كورونا، فتحديدا في هذا اليوم من العام الماضى، تم تسجيل أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد.
ورغم الانتشار المرعب للفيروس في آسيا وأوروبا وأمريكا، ثم أفريقيا، إلا أن الصين كانت من الدول التي تمكنت من تحجيم انتشار الفيروس والسيطرة عليه بإجراءات مشددة، ولكن قبل أن يحصد الفيروس حياة 4634 شخص، وبإجمالى إصابات أكثر من 87 ألف إصابة.
ورغم أن كافة الدلائل تشير إلى أن الفيروس طبيعى، إلا أن الصين تعرضت في بداية الجائحة إلى انتقادات بسبب طريقة تعاملها مع الوباء، حيث سجلت أول وفاة في يناير الماضى، لرجل تخطى الستين وكان يقصد احدى الأسواق في وهان للتبضع، حيث كانت هناك حيوانات برية حية معدة للاستهلاك، يرجح العلماء أنها السبب في نقل الفيروس إلى البشر.
يذكر أن الصين وضعت اليوم أكثر من نصف مليون شخص، تحت الإغلاق الشامل في العاصمة بكين، وفرضت السلطات إجراءات وقائية مشددة لمواجهة انتشار فيروس كورونا مجددا.
ورغم سيطرة الصين على الفيروس بشكل كبير، إلا أنها تحاول معالجة ظهور بعض الحالات المحلية الجديدة من خلال الإغلاق وإجراء اختبارات جماعية، وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين اليوم الاثنين، أن خبراء من منظمة الصحة العالمية سيبدأون زيارة ميدانية إلى الصين يوم الخميس المقبل، للتحقيق في منشأ فيروس كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة