فى ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، والتى تسببت فى إلغاء وتأجيل عد كبير من معارض الكتب الدولية فى مختلف دول العالم، وهو ما أثر على صناعة الكتاب عالميا، وأصبحت المعارض المحلية، ومعارض الهيئات الحكومية الثقافية، هى ملجأ الناشرين الوحيد للخروج من هذه الأزمة والهروب من شبح الإفلاس.
لكن تبدو فكرة إقامة المعارض المحلية المصرية ليست بالجديدة، بل تعد أقدم من معرض القاهرة الدولى للكتاب ذاته، إذ انطلقت فعاليات الأخير فى عام 1969، بينما سبقت بعقود إقامة المعارض المحلية فى مصر فكرة إقامة أول معرض دولى فى مصر.
ويعود أقدم معرض محلى أقيم فى مصر حسبما جاء فى كتاب "تاريخ الطباعة فى الشرق العربى" أقدَم إشارة لمعرض وطنى للكتاب فى مصر أن بعض التجار فى الإسكندرية فكروا فى إقامة معرض وطنى فى أوائل 1893م، فمولته الحكومة بألف جنيه ودفعت بلدية الإسكندرية 400 جنيه، وافتتح المعرض فى 22 أبريل 1894م، وكان معرضا للمطبوعات عموما وليس للكتب فقط.
فيما أقامت وزارة المعارف معرضا للكتاب العربى فى 30 يونيو عام 1946، بدار الجمعية الزراعية الملكية بالجزيرة لمدة أسبوع، وكان الغرض من إقامته التعريف بعدة موضوعات، منها: تطور حركة التأليف من بداية النهضة الحديثة حتى وقت المعرض، وتطور الطباعة منذ إنشاء مطبعة بولاق، ولم يكن للمعرض غرض تجارى، بل كان عرضا لتاريخ الكتاب العربى المطبوع من بداية الطباعة حتى عهد الملك فاروق، كأنه متحف مؤقت لعرض تاريخ الطباعة.
كذلك أقامت وزارة المعارف فى 20 فبراير عام 1948م، معرضا للكتب المطبوعة سنة 1947م، وهو معرض ملحق بمهرجان الشباب الأدبى وكان مقره بدار خدمة الشباب – شارع سليمان باشا (طلعت حرب حاليا) – واستمر المعرض عشرة أيام.
وفى 19 نوفمبر 1949 أقامت دار الكتب معرضًا للكتاب بمناسبة مهرجان محمد على الكبير، عرضت فيه كتبا عن حياة محمد على بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وعرضت فيه أوائل مطبوعات مطبعة بولاق فى مختلف العلوم، أقيم المعرض فى الطبقة العليا من مبنى دار الكتب بباب الخلق.
كما كانت تقام أيضا معارض إقليمية لتقريب الكتاب لغير مرتادى القاهرة، ففى العام نفسه أقامت دار المعارف معرضًا لكتبها تحت إشراف مؤسسة الثقافة الشعبية، الأول فى مركز طنطا الثقافى بدأ فى 1 ديسمبر واستمر عشرة أيام، والثانى فى المنصورة بدأ فى 15 يناير 1950 واستمر أسبوعًا.
