نقرأ معا كتاب "حروب الجيل الرابع وتوظيف الميليشيات والمرتزقة" والذى يتحدث عن الطرق الحديثة للحروب التي راحت تجمع بين السلاح والقوة الناعمة من أجل تحقيق الأغراض.
ويقول الكتاب يعبّر مفهوم الجيل الرابع من الحروب عن الصراع الذى يتميّز بعدم المركزية من حيث تغيّر أسس الحرب وعناصرها، ما يعنى تجاوز المفهوم العسكرى الضيّق للحروب إلى المفهوم الواسع، حيث تُستخدم فى هذه الحروب أيضاً "القوى الناعمة" إلى جانب "قوى السلاح"، فهناك وسائل الإعلام والقنوات التى تخدم التنظيمات والميليشيات، أو الدولة التى تواجه الميليشيات، وتعمل هذه الوسائل على إنهاك الخصم وتدميره بشكل منهجى، وتشتيت الرأى العام؛ حتى يتمكّن الطرف التابع للوسيلة الإعلامية من تحقيق أهدافه وتحطيم الخصم تماماً.
حروب
هذه الحروب لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية فحسب، وإنما تعمل على نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلى أيضاً.
وفى تعريف أوضح يمكن القول إنه جيل تسخير إرادات الآخرين فى تنفيذ مخططات العدو.
إن الحاجة إلى دراسة مفهوم الجيل الرابع من الحروب تتعاظم بشكل كبير، وخاصة مع تغيّر طبيعة الصراعات الدولية والإقليمية، واحتدام التنافس الدولى والرغبة فى الهيمنة على العالم، وتضخم شبكة العلاقات الدولية مع ظهور فاعلين جدد يتجاوز تأثيرهم الحدود الوطنية التقليدية، مستغلين تقدّم وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا الدقيقة.
وانطلاقاً من أهمية استخدام مفهوم الجيل الرابع من الحروب، تأتى الأوراق البحثية التى يضمّها هذا الكتاب، والتى ألقيت فى مؤتمر عقده مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية فى الغرض نفسه، لتتناول بالتحليل والدراسة هذا المفهوم، بالتوازى مع ما تشهده الساحتان الدولية والإقليمية من اضطرابات واسعة النطاق أفرزت حالة من عدم الاستقرار فى مجموعة من الدول العربية؛ إذ يستكشف الباحثون عبر فصول الكتاب الوجه المتغير للحرب، ويقلّبون النظر فى نظرية حروب الجيل الرابع، والأبعاد الاستراتيجية لها.
كما يتناول الكتاب ما يجرى اتّباعه من تكتيكات وتقنيات وإجراءات، فى مثل هذا النوع من الحروب. ويتطرّق الكتاب كذلك إلى مسارات الجيل الرابع من الحروب ومستقبلها، ومدى التزامها أخلاقيات الحرب والمعاهدات الدولية.