بعد أربع سنوات حافظ فيها الجمهوريون بشكل كبير على تأييدهم للرئيس دونالد ترامب رغم اختلافهم أحيانا مع سياساته، بدأ أعضاء الحزب بل وقياديوه فى التخلى عن تأييده بعد أن أصبح الثمن الذى يدفعونه مقابل هذا الدعم ليس مجرد انتقادات إعلامية، وإنما خسائر متتالية فى الانتخابات، وتوقف للتبرعات من أصحاب رؤوس المال.
ففى مجلس النواب، قالت النائبة ليز تشينى، ثالثة أرفع مسئولة جمهورية، إنها ستصوت لعزل ترامب بسبب دوره التحريضى فى أحداث اقتحام الكابيتول الأسبوع الماضى.
يأتى هذا فى الوقت الذى يخطط فيه مجلس النواب للتصويت اليوم، الأربعاء، لتوجيه اتهام لترامب بالتحريض على التمرد، والذى سيجعله أول رئيس أمريكى على الإطلاق يواجه المساءلة من الكونجرس مرتين.
وتعهدت تشينى، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشينى، بدعم عزل ترامب فى الكونجرس، وهى المرة الأولى التى يفعل فيها قيادى بحزب الرئيس هذا الأمر منذ ريتشارد نيكسون. وقالت فى بيان إنه لم يكن هناك خيانة أكبر من قبل رئيس الولايات المتحدة لمنصبه ولقسمه للالتزام بالدستور.
وأضافت تشينى، وهى نائبة عن ولاية ويومنيج، أن ترامب قد استدعى الغوغاء وجمعهم وأشعل نيران هذا الهجوم.
كما قال جمهوريان آخران فى مجلس النواب أيضا أنهما سيصوتان لعزل ترامب وهم جون كاتكو وأدام كينزينجر.
كما أن زعيم الجمهوريين بمجلس النواب كيفين ماكارثى، وهو حليف لترامب قال إنه يعارض العزل، قرر ألا يطلب من نواب الحزب التصويت ضد الإجراء، بحسب ما ذكرت بعض التقارير.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن زعيم الجمهوريين بمجلس النواب ميتش ماكونيل أخبر المقربين منه أن مسرور برغبة الديمقراطيين لعزل ترامب لأنه يعتقد أنه هذا سيساعد الحزب الجمهورى فى التخلص منه.
كما أخبر ماكونيل مساعديه أيضا أنه يعتقد أن الرئيس ارتكب جرائم تستوجب العزل، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وتقول صحيفة التليجراف البريطانية إن ماكونيل شخص هادئ لا يتحدث كثيران لكن عندما يفعل يكون قويا ولا يفعل شيئا بدون حساب، فماكونيل لا يفعل أشياء بنصف إجراءات. وحتى الآن لم يكذب مكتب السيناتور ما ورد فى تقارير الصحف الأمريكية.
وحتى المعارضين لعزل ترامب، اقترح بعضهم اتخاذ إجراءات أقل حدة ضد الرئيس، فيما يمثل اعترافا بدوره فى أحداث اقتحام الكونجرس يوم الأربعاء الماضى.
حيث قدم النائب الجمهورى بريان فيتزباتريك مشروع قانون لمراقبة ترامب، وهو توبيخ من الكونجرس أقل شدة من المساءلة. ويتهم هذا الإجراء ترامب بمحاولة الانقلاب بشكل غير قانونى على انتخابات الرئاسة الأمريكية فى نوفمبر، وتهديد فرع متساو للحكم.
وكان مجلس النواب قد وافق، الثلاثاء، على قرار يدعو نائب الرئيس مايك بنس للمساعدة فى الإطاحة بترامب باستخدام التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكى. إلا أن بنس قد رفض طلب الديمقراطيين باستخدام المادة الرابعة من التعديل والتى تسمح للحكومة بالإطاحة بالرئيس لو اعتبر غير قادرا على القيام بواجباته.
وفى خطاب لرئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، قال بنس إنه بموجب الدستور، فإن التعديل الخامس والعشرين ليس الهدف منه أن يكون وسيلة لعقاب أو اغتصاب سلطة. واستخدام التعديل سيكون سلوكا من شأنه أن يمثل سابقة مروعة.
ويعنى رفض بنس أن الديمقراطيين سيمضون فى خططهم للتصويت على مساءلة ترامب، والتى يمكن أن تعنى، بحسب بى بى سى، أن تكون هناك محاكمة للرئيس لمنهه من الترشح للمنصب مجددا.
وكان ترامب قد قال فى أول ظهور علنى له منذ أحداث اقتحام الكونجرس إن ما قاله كان مناسبا تماما. وفى تصريحات للصحفيين قد توجه لتفقد الجدار الحدودى فى ولاية تكساس، لم يبد ترامب أى تراجع عن التصريحات التى أدلى بها لأنصاره قبل اقتحام الكابيتول، وقال إن العزل يسبب غضبا هائلا، ووصفه بالأمر المروع الذى يقوم به الديمقراطيون.