واصل مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، فضح جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أنه ليس جديدا على تلك الجماعة استغلال الأزمات الداخلية والخارجية للهجوم على الدولة المصرية، ومحاولة إظهار مؤسسات الدولة الوطنية فى موضع الضعيف المقصر، ويستخدمون لأجل ذلك الكذب وترويج الشائعات، محاولين تضخيم الآثار السلبية للأزمة وتهميش دور المؤسسات الوطنية فى تقديم الحل، وهدفهم من ذلك بالطبع الترويج لأنفسهم كبديل يستطيع تقديم الحلول والقضاء على الأزمات.
استغلال الإرهاب فى سيناء لتشويه صورة مصر:
غرقت جماعة الإخوان المسلمين فى دوامة الإرهاب من رأسها إلى قدميها، فمارست الجماعة الإرهاب العنيف مباشرة، ومولت جماعات إرهابية أخرى، وحرضت على الإرهاب بشكل عام، واستغلت كل ذلك فى تحقيق مقاصدها، فلم تدع الجماعة بابًا من أبواب التطرف والإرهاب إلا وطرقته بقوة.
ومن تلك الأبواب استغلال الجماعة للحوادث الإرهابية فى تشويه سمعة مصر، فالوقائع المادية التى تواترت من اتجاهات لا تحصى تؤكد ذلك بشكل قاطع، ومن ذلك على سبيل المثال واقعة اعتراف المتهم أحمد محمد إبراهيم -أحد أعضاء الجماعة الإرهابية منذ عام 2010- بأنه يعمل فى المجال الإعلامي، ومهامه تتمثل فى جمع المعلومات عن الأوضاع الأمنية فى شمال سيناء، ومن ثم إرسالها إلى القيادات فى تركيا وقطر، من أجل استخدامها فى تشويه صورة قوات الجيش والشرطة.
ووفق الفيديو الذى تضمنه بيان وزارة الداخلية، تابع الإرهابى أحمد محمد إبراهيم: «قمنا بجمع معلومات عن الأوضاع الاقتصادية والأحداث التى تمت مثل أحداث مسجد الروضة، والتعدى على الأكمنة، كما جمعنا معلومات عن المؤسسات الحكومية فى شمال سيناء».
جاء ذلك استمرارًا لجهود وزارة الداخلية فى كشف المخططات العدائية لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، فقد رصدت معلومات قطاع الأمن الوطنى إصدار قيادات التنظيم الهاربة بالخارج تكليفًا لعدد من العناصر الإخوانية والمتعاونين معهم فى البلاد بالعمل على تنفيذ مخططهم الذى يستهدف المساس بأمن الوطن والنيل من استقراره من خلال إنتاج وإعداد تقارير وبرامج إعلامية مفبركة مقابل مبالغ مالية ضخمة تتضمن الإسقاط على الأوضاع الداخلية بالبلاد، والترويج للشائعات والتحريض ضد مؤسسات الدولة لبثها بقناة الجزيرة تنفيذًا لتوجهات التنظيم الإرهابي.
ووفق بيان وزارة الداخلية تم تحديد العناصر الإخوانية القائمة على إدارة هذا المخطط الهاربين بدولتى «تركيا وقطر»، وأكدت المعلومات اضطلاع العناصر الإخوانية فى إطار تنفيذ مخططها باستغلال كل من «شركة تيم وان برودكشن للإنتاج الفني»، بمنطقة المعادى بالقاهرة، بالإضافة إلى إستوديو كائن بمنطقة عابدين بالقاهرة تحت اسم «بوهمين»، بالإضافة إلى تعاقدهم مع أحد العاملين بالمجال الإعلامى لعقد لقاءات مع بعض الشخصيات لإعداد مادة إعلامية مصورة وتحريفها بما يسيء للدولة تمهيدًا لبثها عبر قناة الجزيرة.
وأشار البيان إلى أنه تم فى الإطار القانونى ضبط القائمين على هذا التحرك بالداخل وهم كل من: معتز بالله محمود عبد الوهاب مالك شركة «تيم وان برودكشن»، وأحمد ماهر عزت مدير ومشرف إستوديو «بوهمين»، وسامح حنين سليمان «مسئول إنتاج الأفلام»، وهيثم حسن عبد العزيز محجوب «مسئول إعداد المواد الفيلمية»، ومحمد عمر سيد عبد اللطيف «مسئول إعداد المواد الفيلمية».
وأكد بيان وزارة الداخلية على أن تفتيش محال إقامة المذكورين ومقر الشركة والإستوديو أسفر عن ضبط العديد من أجهزة الحاسب الآلى المحمل عليها عدة برامج يتم استخدامها فى أعمال المونتاج، وعدد من الأفلام الوثائقية المعدة تمهيدًا لإذاعتها عبر قناة الجزيرة والتى تتضمن محتوى مفبرك حول الأوضاع الداخلية بالبلاد.
ووفق البيان وفى ذات الإطار أصدرت قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى تكليفًا للإخوانى صلاح إبراهيم مرجونة الذى يقيم بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، لإعداد مادة إعلامية لإنتاج فيلم وثائقى حول الأوضاع بشمال سيناء، والادعاء بتعرض مواطنيها للتضييق الأمني، من أجل إذاعتها عبر قناة الجزيرة، وقد اضطلع بتشكيل مجموعة لتنفيذ المخطط جميعهم من جماعة الإخوان الإرهابية.
ولا شك أن الهدف الحقيقى من كل الدعاية الإخوانية التى تخص الطعن فى مؤسسات الدولة -لا سيما مؤسسة الجيش والشرطة- هو تفكيك الظهير الشعبى الملتف حول تلك المؤسسات وقراراتها ومشاريعها القائمة حاليًا، وتشويه المؤسسة الأمنية على وجه الخصوص التى تمثل حائط الصد ضد الفوضى والانفلات الذى تسعى إليه الجماعة الإرهابية وتسخر له سائر إمكانياتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة