أكرم القصاص

«قمصان» وشركاه ولعنة التريند.. النصب بتوظيف «التعاطف»

الخميس، 14 يناير 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لا تكون قصة الشاب محمد قمصان، الذى ادعى إصابته بسرطان الدم، وتحول إلى تريند وجذب الكثير من التعاطف، ليست جديدة وهى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لكنها كاشفة عن تحولات فى عالم النصب والاحتيال، لكنه هذه المرة يستغل «التعاطف» أكثر المشاعر إنسانية، لتحقيق أكثر الأهداف انحطاطا، الشهرة والمال، شاب أقل من 20 سنة، خدع كثيرين على مواقع التواصل، ادعى إصابته بالسرطان، وأنه مقاوم، وحصل على دعم وتعاطف، وتوثيق لصفحته من فيس بوك بسرعة، وهو ما ضاعف من التعاطف والتفاعل معه، ودعمه، وحصل على عشرات الآلاف من المتابعين خلال فترة قصيرة.
حتى مقاومو السرطان الحقيقيون، تعاطفوا معه فى البداية وحاولوا مساعدته، ولكنه تهرب منهم، وواجهوه هاجمهم، وحتى وصيته التى أبكت الآلاف اتضح أنه سرقها من سيدة توفيت بالمرض الخبيث.
وصيته المسروقة نفسها والتى أعلن فيها أنه توقف عن العلاج، تسببت فى إحباط لمرضى بالسرطان، أى أنه لم يتورع وهو يمارس النصب، عن سرقة وصية لمريضة راحلة.
 المدعى المزعوم تطاول على سيدات ورجال مقاومين للمرض، حاولوا مساعدته، وهاجمهم وهددهم، الشاب تحول إلى تريند، وعندما اتهموه بالسعى للشهرة تمسك بكذبته، واستغل والدته بوجهها البرىء ليحبك الكذبة، الشاب «قمصان» استغل أكثر المشاعر إنسانية لتحقيق غرض دنىء، وللأسف فقد ساهمت مواقع وقنوات فى مضاعفة شهرته، وجرت وراء التريند، وحتى «فيس بوك» قد منحه توثيقا لصفحته، فى وقت يرفض الموقع توثيق صفحات لشخصيات معروفة.
ثم إن الكشف عن زيف القصة، أثر بالسلب على مرضى السرطان من عدة جهات، فهو قلب عليهم آلامهم، وأصاب بعضهم باليأس، ولا شك أن المتابعين ربما تنتابهم شكوك تجاه مرضى يحتاجون للمساعدة بالفعل.
نحن أمام جريمة نصب، وسوف ينال عقابه، لكن يقف وراءه شركاء من مواقع التواصل، والمواقع التى جرت وراء الشاب ولم يفكر أى منها فى التحرى وممارسة عمله فى التأكد من القصة، فى تكرار ممل لعملية تدور علنا، لمضاعفة الشهرة والنجومية لمن لا يستحق. 
وإذا كان الشاب مارس النصب، وسوف ينال عقابه، يحتاج الأمر إلى أن تعود القنوات والمواقع لدورها فى العمل الصحفى، وتوقف الجرى وراء كل مشهور قبل التأكد من صحة كلامه ومدى استحقاقه.
مكافحو السرطان فى دسوق وكفر الشيخ حيث يعيش المدعى، قالوا إنها ليست المرة الأولى، وأنها الحالة الثالثة لمدعين تاجروا بالمرض ليحصلوا على تعاطف وأرباح غير مشروعة، وقبل أعوام ظهرت حالات لمدعين نجحوا فى خداع كثير من الناس لبعض الوقت وهربوا بعد جمع أموال، وباستخدام حسابات مزيفة. 
أدوات التواصل أصبحت مجالا لمغامرين ومدعين، مثلما هى مكان للصادقين والمبادرين، وربما يكون الأمر بحاجة إلى ضبط، ووعى وأن يتوقف الجرى وراء كل ما يلمع من تريندات، لا أحد يعلم ما وراءها.
وربما تكون القصة درسا لمن يتابعون ويجرون وراء التريندات، ليفكروا ويطبقوا قواعد مهنية بسيطة قبل أن ينخرطوا فى شهرة لنصابين ومدعين. 
كان يمكن لـ«قمصان» أن ينجح فى كسب التعاطف والفوز بالأرباح، لولا يقظة مكافحى السرطان الذين كشفوه بخبرتهم مع المرض والمرضى، ومن الوارد أن تتكرر القصة، فى زمن أصبح من الصعب فيه التمييز بين الحقيقى والنصاب، وحيث يتم جذب أكثر المشاعر إنسانية لتحقيق أغراض منحطة، وربما يواصل المتعاطفون التعامل مع الجمعيات والمبادرات المعروفة للمرضى، وأن يخففوا من التفاعل مع أى تريند حتى لو كان مجرد نصاب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة