أكرم القصاص - علا الشافعي

المخرج حسنى صالح: الثأر وتجارة السلاح فى الصعيد "أكلشيه" من صنع الدراما

الخميس، 14 يناير 2021 12:00 ص
المخرج حسنى صالح: الثأر وتجارة السلاح فى الصعيد "أكلشيه" من صنع الدراما المخرج حسنى صالح
حوار باسم فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصمة مميزة تركها المخرج حسنى صالح فى الدراما الصعيدية بعد إخراجه لعدد من الأعمال التى تتناول البيئة الصعيدية كان من أبرزها "الرحايا" للنجم نور الشريف، و"شيخ العرب همام" للنجم يحيى الفخرانى، وآخرها "بنت القبايل" للنجمة حنان مطاوع، وكل عمل منها يبرز جانبا مختلفا من جوانب الصعيد وأسراره ويكشف خلال الحوار التالى أسرارا جديدة عن حياة الفنان الراحل نور الشريف لصداقتهما، كما يكشف قصة الصلح بين الشاعر عبد الرحمن الأبنودى والموسيقار عمار الشريعى بعد قطيعة 20 عامًا.
 

ما سر ارتباطك بالبيئة الصعيدة ؟ هل بسبب النشأة أم هناك سبب آخر ؟

 

ليس بسبب كونى صعيديًا فقط، لكن أود أن أقول إننى على دراية بشكل كبير بمعظم أماكن وشخصيات وعوائل الصعيد إن لم يكن جميعها، حتى اختلافهم فى الطباع واللهجة والشكل باختلاف الجغرافيا نفسها، فالصعيد له تفاصيل كثيرة جدا وله أيضا محظورات عديدة، كل تلك التفاصيل تحتاج دراسة من أى فنان وأنا ملم بها بشكل كبير.  
 

كثيرا ما نرى قضايا الثأر والسلاح فى الأعمال الصعيدية، ما رأيك ؟

 

هذا خطأ شائع وأكلشيه استمر لفترة طويلة فى الدراما لكنه مفهوم خاطئ عن بيئة الجنوب، فالصعيد موضوع تانى خالص، فالبيئة الصعيدية لها أسرارها وعالمها الخاص، فمثلا أساليب الترفيه هناك مختلفة عن القاهرة ففى القرى والنجوع الحياة ساكنة تماما فتجد لبيوتهم طبيعة خاصة، فرضت عليهم أن يكون السمر بينهم هو الحكى، وكان الصغار يستمعون لقصص وحواديت الكبار ومن هنا نشأت الأسطورة.
 

ماذا لو عرض عليك نصًا دراميًا عن الثأر وتجارة السلاح فى الصعيد؛ هل توافق على إخراجه ؟

 

بحسب؛ هل يتضمن قضية مهمة؟ سأوافق، أما إن كان يتناول فقط الثأر والسلاح من باب التقليد والفكر الشائع دون أى قضايا أخرى لن أوافق، وسأقولها لك بصراحة: كل من هو لا ينتمى للصعيد لا يصلح أن يكتب عن الصعيد، فتجد أعظم من كتب عن الصعيد عبد الرحيم كمال، لأنه يعايش البيئة الصعيدية فيجلس تحت شجرة الجميز أمام بيتهم ليكتب أعماله.
 
 

لكن علامات الدراما الصعيدية لم يكتبها أبناء الصعيد، ما ردك؟

 
بالتأكيد يعلمون تفاصيل الصعيد بشكل كبير، لكن أعتبر ذلك استثناء، فلابد أن يعرف الكاتب أدق التفاصيل، فمثلا على سبيل المثال العِمة الصعيدية لها قيمة وشكل معين يرمز إلى مستوى اجتماعى معين.
 
 

هل ترى التيمة الصعيدية صالحة لكل الأزمنة، أم أن ذوق الجمهور تغير فى الوقت الحالى ؟

 

الصعيد شكله تغير قليلا على مستوى الشكل خاصة فى المدن والمراكز، لكن ما زال يحتفظ بشكله وعاداته وأصوله فى القرى والنجوع، لكن سواء فى المدن أو القرى الكل يتمسك بصعيديته، فتجد الصعيدى يتولى أرفع المناصب فى القاهرة لكنه حين يعود إلى بيته فى الصعيد يرتدى الجلابية والعمة ويعود إلى أصله.
 

هل تكمل سلسة الأعمال الصعيدية فى عمل جديد خلال الفترة المقبلة؟

 

المخرج لابد أن يكون على قدر كبير من الإبداع بحيث يمكنه إخراج أى عمل ينتمى لبيئات متعددة ومختلفة، فلست مع من يقول إن هذا المخرج يجيد الأعمال الكوميدية وذاك يجيد الأكشن، وآخر يجيد الأعمال الدينية، لكن المخرج الواعى لابد أن يمتلك أدوات تمكنه من إخراج أى عمل، فالأعمال تتنوع لكن منهجها واحد.
 

إذن حدثنا عن عملك المقبل..

عملى المقبل أنتظره منذ سنوات، واخترت له اسمًا مبدئيًا "الحلم" وهو عمل اجتماعى كوميدى، ولا يعنينى متى يعرض سواء فى رمضان أو فى أى موعد، ما يعنينى الرسالة التى يتضمنها العمل وأن يؤثر بشكل عميق فى المشاهد حول العالم، فرسالته حب الوطن وقيادته وسينال إعجاب كل مواطن مصرى شريف يحب هذا البلد، أسعى من خلاله لمحاكاة الأعمال التى عاشت فى تاريخ الدراما المصرية مثل ليالى الحلمية والشهد والدموع.
 

أعلنت عن عمل درامى يتناول السيرة الذاتية للرئيس أنور السادات؛ إلى أى مرحلة وصلت التحضيرات للعمل؟

 

أود أن أوضح أن العمل لا يتناول السيرة الذاتية للسادات بالتحديد، بل يركز على استغلال الفترة بكل ممارستها للقومية المصرية، فالعمل يفتح خطوطا للتعرف على وجه مصر الحقيقى، فمصر سابقة كل الدول على مر العصور.
 

ألا ترى أن إخراج عمل عن السادات مخاطرة، خاصة بعد تجسيد أحمد زكى الشخصية؟

 

الدراما فى حياة السادات والتشابكات التى كانت موجودة فى الحياة السياسية فى ذلك الوقت تصنع عملا ممتازا، لكن تحتاج إلى الوعى والدقة فى الكتابة.
 

ومن ترشح لتجسيد شخصية السادات فى المسلسل ؟

 

حتى الآن لا أتخيل ممثلا بعينه، ودعنى أصارحك حتى لو كان العبقرى أحمد زكى موجودا لاحترت فى اختيار ممثل، لأن شخصية البطل ليست ما يشغلنى لكن همى أن تتشابك دراما المسلسل لإبراز قيمة مصر وتشريح ذلك المجتمع فى هذا الوقت، فأنا أحب بلدى جدا.
 
 

الدراما عادت للأعمال الوطنية من جديد.. هل هذا هو هدفك ؟

 

مسلسل الاختيار كان له تأثير كبير على الصغير قبل الكبير، فأعاد الانتماء من جديد لنفوس الجيل الجديد، بعد سنوات من الشوشرة على الأجيال الصغيرة، وبعد متابعة المسلسل يبكى طفل ويتمنى أن يصبح ضابطا حتى يعيد حق شهدائنا، وهذا دليل على أن الدراما هى البطل وليست الشخوص.
 

نور الشريف أول من رشحك للإخراج.. ماذا رأى النجم الكبير فى موهبتك ليمنحك تلك الفرصة ؟

 

الاحتكاك بيننا هو ما جعله يتعرف على كمخرج، تعاملت معه بمسلسل عمرو بن العاص فى التسعينيات، ففى المسلسل تعاقدنا مع مخرج إنجليزى لإخراج المعارك واعتذر عن استكمال عمله، فالظروف هى ما جعلتنى أخرج تلك المعارك، وخبرة نور الشريف كفيلة بأن يعرف من أول مشهد إن كان هذا المخرج موهوبًا أم لا، بعد المسلسل أصر على إنتاج فيلم من إخراجى، بعنوان "قلب الفيل" لكننى اعتذرت عنه قبل التصوير بـ 3 أيام لارتباطى بمسلسل "حدائق الشيطان" إذ كنت مسئول الإنتاج بالعمل.
 

لماذا لم يستكمل العمل بعد الانتهاء من "حدائق الشيطان" ؟

 

 بعدها بدأنا العمل على فيلم من تأليف أسامة أنور عكاشة بعنوان "الإسكندرانى" لكن العمل توقف بعد أسبوع بسبب التوزيع، لأن العمل ينتمى إلى "أفلام المهرجانات" ذلك التصنيف الذى كان شائعًا فى ذلك الوقت وتوقعنا عدم تحقيق إيرادات، ففضلنا الانتظار وبمرور عام بعد عام توقف العمل على الفيلم .
 

عمل من تأليف أسامة أنور عكاشة لم يخرج للنور أعتبره كنزًا.. لماذا لا تفكر فى تقديمه الآن؟  

 

الفيلم قد يكون غير مناسب للتوقيت الحالى، لكن أعتبره يستحق مهرجان كان، لأن به حالات عديدة بين القسوة والرومانسية، لكنه لا يتناسب مع السينما التى تقدم فى الوقت الحالى، رغم اسم الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وأنا الآن أخطط لتقديم عمل سينمائى فرعونى عن رواية نجيب محفوظ "العائش فى الحقيقة".
 

وإلى أى مرحلة وصلت تحضيرات "العائش فى الحقيقة" ؟

 

انتهينا من كتابة نصف الفيلم، وسيشارك فيه نجوم أجانب، بعد أن عرضت صوت العرب فى أمريكا الفيلم، وكان عبارة عن 600 ورقة لكنى رفضته وبعد سنة تواصلوا معى مرة أخرى، وهو من تأليفى وإخراجى، وسيشارك فيه الممثل الإيطالى لوكا ورد  والعمل ناطق باللغة الإنجليزية، وما زلنا نرشح باقى الممثلين.
 

وما الذى حمسك لتلك الرواية ؟

 

العمل يتضمن نزعة دينية مصرية خالصة إذ يدور حول فكرة التوحيد وفى نفس الوقت يتناول تاريخ مصر، الذى يتعرض للتشويه على يد الأمريكان ويبرزه على أنه خرافات وتخاريف، عندما تناولنا الخرافات فى الصعيد على سبيل المثال نتناولها على أنها أسطورة للتسلية، فهى جزء من الحياة اليومية الحقيقية.
 

لك تجربة فى السينما لم تنل النجاح بعنوان "هو فيه كدة".. ما السبب ؟

 

هذا العمل كنت مجبرا عليه، ولو عرض على فى ظروف أخرى لن أوافق عليه، لأسباب لا أريد ذكرها، لكن ممكن أقولك كان عليا شيك ولازم أدفعه وكان وقتها أيام سوداء وقت حكم الإخوان، وكنت متوقع محدش يشوفه فقلت فرصة أعمل فيلم زى ده .
 

البعض يروج لأن مخرجى الدراما لا يحالفهم النجاح فى السينما.. ما رأيك ؟

 

هذا قول ليس له أساس من الصحة، الأستاذ إسماعيل عبد الحافظ كانت أمنيته إخراج فيلم يثبت من خلاله أن التيمة لا تختلف على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة فالديكوباج وقواعد الصورة لم تتغير منذ نشأتها حتى الآن لأنها عبارة عن حسابات علمية، وكان يراهن على ذلك لكن تلك الخطوة لم تتحقق لانشغاله بالدراما موسما وراء آخر، فكان عبقريًا كلما توقع نجاح عمل بنسبة معينة تحققت توقعاته بالضبط دون زيادة أو نقصان.  
 

كنت شاهدًا على ثنائية أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ.. لماذا نفتقد تلك الثنائيات الناجحة؟

 

لو التقيت مع عبد الرحيم كمال سنكرر تلك الثنائية، لأن فكرنا أقرب إلى بعض، لكن الظروف لم تسمح لنا بذلك حتى الآن ، وكل زمن له نجاحاته، لكن أود أن أقول إننى لم أرَ مخرج يدرك مفاهيم الدراما مثل الأستاذ إسماعيل عبد الحافظ، وصعب أن تجد شبيهه .
 

من خلال صداقتك مع نور الشريف.. ما السر الذى لا يعرفه جمهوره عنه حتى الآن ؟

 

نور الشريف إنسان دمعته قريبة، رغم أنه شخصية قوية جدا، ولا يظهر لحظات حزنه أو يأسه أمام أى أحد.
 
 

وما الذى يبكى نور الشريف ؟

 
نور الشريف كان يتيما، تلك إرادة الله التى شكلت داخله أحاسيس إنسانية صعب أن توجد بهذا الشكل، وتولى عمه تربيته وكان يحبه قدر حبه لأبيه، فكان لديه حرمان من الأب بجانب الحب الفائض من العم، وهذا أثر بشكل كبير فى إنسانياته،  إذ كان بتعامل مع الفقير بشكل إنسانى حتى لا يشعره بالفارق الطبقى، وكان يعلم جيدا وسيلة التعامل مع الآخرين بمختلف طوائفهم، ورغم حزنه كان دائما بشوشا.
 
 

هل بكى أمامك ؟ وما السبب ؟

 
كان حين يبكى أحضنه ولا يتوقف عن البكاء حتى أبكى معه، وكان يبكى مثل الأطفال أو كما يقولون بـ"شحتفة"، أما عن السبب فمصر كانت تبكيه للغاية، وكان يتوقع الخطر فيتصدر له التوتر، ومكانش يفضفض إلا مع المقربين منه.
 

عملت مع نور الشريف ويحيى الفخرانى.. بمَ يتميز كل منهما عن الآخر فنيًا؟

 

كلاهما وصل إلى درجة من الحرفية تجعلهما على مستوى عال من التشخيص والإحساس الصادق، وأود أن أضيف لهما أحمد زكى ومحمود عبد العزيز، فلا تجد أحدا منهم يتصارع على مكان اسمه فى الأفيش أو التتر أو أجره، ومن ضمن نصائح نور الشريف لى: "اوعى يا حسنى تغالى فى أجرك عشان المنتج يلاقى فلوس يصرفها على العمل فتنجح" على عكس مع ما يحدث الآن.
 
أما عن أوجه الاختلاف بين الثنائى، فالدكتور يحيى الفخرانى لا يمكن أن يجسد مشهدا إلا إذا كان مصدقه وخارج من أحاسيسه وتلقائى، ولا يهتم أين توضع الكاميرا، فتشعر أن جسمه كل بيمثل،  ولا يستطيع عمل مشهد بصنعة أو تكنيك دون أن يصدقه، أما نور الشريف كان ممثل حرفى ممكن أن يمثل بوجهه وفى نفس الوقت يضبط إضاءة مشهد بيده التى لا تظهر فى الكادر فيستطيع أن يفصل حواسه عن بعضها.
 

أصلحت بين الأبنودى وعمار الشريعى بعد قطيعة 20 عامًا.. ما كواليس هذا الموقف؟

 

تعاون الأبنودى وعمار الشريعى معى فى مسلسلى الرحايا وشيخ العرب همام بعد أن فشل الجميع فى الإصلاح بينها لمدة 20 عامًا لكنى نجحت فى ذلك، ففى ذات مرة كنت عند الأستاذ عمار الشريعى ورن تليفونى من رقم غريب ورديت قائلا: "أيوة يا خال" وبعد المكالمة سألنى عمار الشريعى: "هو الأبنودى بيتصل بيك ليه"، فوجدتها فرصة للصلح بينهما، فرديت عليه: بيتصل بيا جايلك فى الطريق ومش هينفع نحرجه، فرد الشريعى: هو عمل كدة! .. أنا إنسان وحش خالص، بعدها قلت له العجلة نامت منه فى الطريق واحتمال ميقدرش يجى.
 
فى اليوم التالى ذهبت للأبنوى فى مزرعته بالإسماعيلية، وخليت ابنى يرن عليا من تليفونه على أنه عمار الشريعى، وقلت: "أيوة يا أستاذ عمار، أنت هتيجى.. بس إسماعيلية بعيدة جدا" بعد المكالمة قال لى الأبنودى: "هو عمار جاى لى.. تصدق يا أخى أنا حنيت لأيام زمان.. إزاى هيقدر يجى.. لا أنا اللى هروحله" استغليت الفرصة واتصلت بالأستاذ عمار وقلت له معاك الأبنودى عايز يكلمك، وكلموا بعض عادى بعتاب جميل، لأنهم كانوا بيحبوا بعض جدا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة