حين تسمع صوتها تجذبك نبراتها الماسية، صوت يعود بك للطرب الأصيل يأخذك من عالم الضجيج إلى هدوء الإبداع. وعلى الرغم من صغر سنها، إلا أن "بسملة كمال" صاحبة الـ13 عامًا ابنة جزيرة الوراق شدت بأعذب الألحان لكبار المطربين في مصر والوطن العربي، أمثال كوكب الشرق أم كلثوم، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، ليلي مراد، أسمهان، وردة، وغيرها ممن أثروا في الفن العربي وارتقوا به في عالم الإبداع، وذلك منذ كانت في التاسعة من عمرها وحسب.
بسملة كمال
التقى "اليوم السابع" مع "بسملة" في حوار مطول حول قصتها مع الغناء، فرغم سنوات عمرها الصغيرة إلا أنها مرت بنقاط تحول غيرت مسار حياتها، تقول الطفلة أنها حين كانت في سن التاسعة من عمرها كانت وسط زميلاتها في المدرسة تشدوا بكلمات أغنية قمرُ، فاندهشت زميلاتها بجمال صوتها، فتوجهن إلى المُدرسة المسئولة عن الفصل وأبلغوها، فطلبت منها الغناء وأعجبت بصوتها، ثم ضمتها إلى فريق الموسيقى والغناء في المدرسة وطلبت منها حفظ أغنية القلب يعشق كل جميل لكوكب الشرق، لتلتحق بالمسابقة الغنائية على مستوى المحافظة.
بسملة كمال
وأثناء غنائها كان هناك من يصور الطفلة مقطع فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فلاقى إعجاب الكثير ممن شاهدوه، وكان من بينهم مديرة صاحبة لمدرسة لغات في منطقة المعادى، فتواصلت مع أهل الطفلة كى تلتحق بمدرستها اللغات وقالت نصًا عن لسان الطفلة بسملة "المديرة قالت لازم البنت دى تتعلم تعليم حلو عشان تكون فنانة مثقفة" وبالفعل اتخذت كل الإجراءات لنقل الفتاة من المدرسة الحكومى بالوراق إلى المدرسة اللغات بالمعادى وتكلفت صاحبة المدرسة بكافة التكاليف والمصروفات، وكانت هذه أول نقطة تحول في حياة الفنانة الصغيرة "بسملة" التى لقبتها السوشيال ميديا بـ"أم كلثوم الصغيرة" .
بسملة كمال
وأثناء تلك الأحداث كانت أهل الطفلة في حالة من الذهول لم يتخيل الأب أن ابنته تملك هذه الحنجرة الماسية، فأخذ طفلته وبدأ في إجراءات إلحاقها بدار الأوبرا والندوات الثقافية ولكن لم يحالفها الحظ فقد توفي والدها في بداية مشوارها، ولكن كانت هناك وصية أوصى بها لأمها فقال لها كما تقول بسملة: "بابا قال لماما قبل ما يتوفي، خليكي وراها لحد ما تبقي حاجة، وقالي خليكى قوية وماتستسلميش وحققي حلملك".
بسملة كمال
استلمت الأم المسيرة بعد وفاة الأب، فكانت مع الطفلة الصغيرة أثناء تدريبها في دار الأوبرا والندوات الثقافية التي من بينها ندوة صالون المنارة التي كانت بمثابة نقطة تحول ثانية في حياة الطفلة بسملة رغم صغر سنها، كانت الفتاة في سن العاشرة ودعيت إلى حفلة غنائية في صالون المنارة وشدت بأجمل ما غنت به كوكب الشرق أم كلثوم "حب إيه" فأذهلت الحضور بجمال صوتها وإتقانها للكلمات والمقامات والألحان وكما تقول الصغيرة" رد فعل الجمهور خلانى واثقة من نفسي جدًا، وماكنتش متخيلة وكت سعيدة جدًا وعاوزة أضحك وبعد ما قلت الكوبليه الأول اتسلطنت وكملت الأغنية وكانت حلوة جدًا، ولما نزل الفيديو على السوشيال ميديا عمل انتشار واسع ولاقيت الناس عرفتني وحبتي، ودى نقطة التحول التانية في حياتى، فقررت إنى لازم أدرس الموسيقى واتحمل المسئولية وأكون فنانة ومطربة دارسة ومتعلمة ومثقفة".
بسملة كمال
التحقت الصغيرة بـ المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" وتدرس الآن مواد موسيقية وأخرى ثقافية، واختارت آلتين للعزف هما "القانون" للعزف الشرقي و"القبوة" للعزف الغربي، تقول الفنانة الصغيرة" كتير من الناس بيقولوا أن صوتى زى صوت أم كلثوم وطبعا أنا أتمنى أكون زيها أنا لسه بتعلم" وعن الانتقادات التي قد تواجها فقالت الصغيرة" أنا بشوف أن الانتقادات دى عبارة عن حجر أساس أنا ببنى نفسي عليه اللى بينتقدنى بيشوف فيا سلبية معينة لازم أعدلها وأبني عليها مستقبلي".
بسملة كمال
شاركت الطفلة بسملة في مسابقة رتيبة الحفناوى بدار الأوبرا التي أقيمت في نوفمبر الماضي، وفازت بالمركز الأول تقول الصغيرة عن تلك المسابقة" مش أول أشارك في المسابقة دى، شاركت 3 مرات أول مرة ماحلفنيش الحظ، ثانى مرة حصلت على المركز الثانى، والسنة دى حصلت على المركز الأول، أنا حددت هدفى وسعيت له وتدربت كتير والحمد لله ربنا أكرمني"
بسملة كمال
وأنتهت الصغيرة حديثها لليوم السابع بأمنيتها قائلة: "أنا بشكر كل اللي وقف جنبي، ونفسي في المستقبل أكون مرشدة سياحية لأن آثار بلدنا كلها فن وجمال وإبداع، بجانب الفن والطرب وأكون مشهورة ومعروفة".
بسملة كمال
بسملة كمال
بسملة كمال
بسملة كمال
بسملة كمال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة