"التنمية المحلية" ومحافظة سوهاج يتصديان لحل مشكلة المياه الجوفية بقرية الكولا

الجمعة، 15 يناير 2021 12:12 م

مشكلة المياه الجوفية بقرية الكولا

سوهاج _ محمود مقبول

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نعيش فى مأساه حقيقية، وسط الحشرات والروائح الكريهة، والمرض يطاردنا فى كل لحظة وكذلك أولادنا، إنتشرت بيننا الأمراض الصدرية، والأمراض المعوية مستمرة معنا، خاطبنا كل الجهات ولكن دون تحرك المسئولين تركونا نواجه خطر المياه الجوفية وحدنا والتى دخلت علينا حتى غرف النوم وامتدت إلى خارج الكتلة السكانية، والمياه تغير لونها وأصبحت مليئة بالطحالب والتعفن هو السمة الغالبة عليها، كميات المياه تخرج علينا من باطن الأرض فى البداية كانت بسيطة ومع مرور الوقت زادت المياه وأصبحت فى الشوارع والمنازل وفى كل مكان.

بهذه الكلمات بدأ أهالى قرية الكولا، التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم، بمحافظة سوهاج، حول المعيشة السيئة التى يعيشون فيها بسبب إرتفاع منسوب المياه الجوفية بالقرية من شهور عديدة، "اليوم السابع" إنتقل إلى القرية ليرصد بالفيديو والصور معاناة الأهالى.

فى البداية يقول محمد حافظ، أهالى القرية، منازلنا قاربت على الإنهيار ومن الممكن أن يحدث ذلك فى أى لحظة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة والذى إنعكس بشكل كبير على المنازل، فالمياه الجوفية بالمنازل قاربت من 50 سم بالجدران مما نتج عنه تأكلها بسبب بقائها لفترة طويلة بالمنازل، وكلما نضع كميات من الرمال والأتربة سرعان ما تمتص المياه وتطفو فوقها، فالمياه موجودة معنا داخل غرف النوم وغرف الجلوس والمطبخ وحتى أحواش المواشى دون توقف.

وأوضح فراج عرامى، أن المياه موجودة بالشوارع أمام مرأى ومسمع من الجميع كبار المسؤلين وصغارهم دون التحرك من أحد ويتخذ إجراء حاسم من شأنه رفع المعاناة عنا، فقد أصبحنا عرضا للمرض بسبب تلك المياه الجوفية التى سرعان ما تتعفن وتمتلئ بالطحالب والبعوض والديدان وأكثر ما يصاب بها أطفالنا النزلات المعوية من ناحية ونزلات البرد من ناحية أخرى من جراء تراكم المياه لشهور متعددة والبيئة أصبحت بيئة خصبة لإنتشار الأمراض فى ظل قيام الدولة بمواجهة فيروس خطير من أخطر فيروسات وهو فيروس كورونا المستجد فى مرحلته الثانية ومع ذلك كما قلنا لم يتحرك أحد.

أما مقبول فتوح، من أهالى القرية، أكد أن الزراعات الخاصة بهم دمرت تماما بسبب إرتفاع نسبة المياه الجوفية بكل مناطق القرية وفى مقدمتها الأرض الزراعية والمحاصيل أصبحت ضعيفة جدا أن نمت وفى أغلب الأحيان لا تنمو وتموت الحبوب قبل خروجها من التربة وبما أننا فى قرية ونعتمد بشكل كبير على الزراعة كمصدر دخل أصبحنا نملك الأرض على الورق ولا نملكها للزراعة بسبب زيادة المياه الجوفية.

وأكد مدحت رشوان 56 سنة، أحد مزارعى القرية، أن 20 فدان أرض زراعية فى طريقها إلى البوار والتلف بسبب المياه الجوفية وإرتفاع نسب الأملاح التى حولت الأرض الزراعية النيلية إلى مستنقعات تكسوها الحشائش وتسكنها الحشرات ومصدر للروائح الكريهة.

أما محمود عثمان، فيشير إلى عدم إهتمام المسئولين بمشكلتهم التى تفاقمت بشكل كبير لدرجة أن بعض المنازل قد أوشكت على الإنهيار من جراء تلك المياه ورغم شكوانا المتعددة ولكن دون جدوى.

وأكدت الوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم بمحافظة سوهاج، أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية ببعض المناطق بقرية الكولا يرجع إلى عدم دخول خدمة الصرف الصحى للقرية، حيث توقف المشروع الذى كانت تنفذه إحدى الجمعيات بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية وبتدخل المحافظ مع وزارة التنمية المالية نجح فى توفير الاعتماد المالى المطلوب لاستكمال المشروع، وتم بالفعل إسناد الأعمال لشركة مياه الشرب والصرف الصحى والتى ستبدأ العمل فى القريب العاجل لاستكمال المشروع والقضاء على المشكلة نهائيا.

يذكر أن قرية الكولا التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة وهى قرية أم تضم قريتى العيساوية والأحايوة.