خالد سنجر

الفنكوش

السبت، 16 يناير 2021 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"صباحكم عسل.. الفنكوش وصل".. جملة حفظها المصريون، وأصبحت متداولة على ألسنتهم، وحاضرة فى مجالسهم وحواراتهم وأحاديثهم اليومية.
 
لمن لا يعرف أصل كلمة "الفنكوش".. هو مصطلح ظهر فى فيلم "واحدة بواحدة"، بطولة الزعيم عادل إمام "صلاح فؤاد"، شاركته البطولة النجمة الكبيرة ميرفت أمين "مايسة توفيق"، حيث يتعرض صلاح فؤاد وهو مدير إحدى الوكالات الإعلانية الكبيرة لمأزق، بعد تدشينه حملة دعائية تليفزيونية ضخمة لمنتج وهمى أطلق عليه إسم "الفنكوش"، وحينما هددته مايسة توفيق وهى مديرة إحدى الوكالات الإعلانية المنافسة بفضح أمره وكشف ادعائه وترويجه لمنتج ليس له أصل، يلجأ صلاح فؤاد لأحد العلماء العباقرة الفنان محمود الزهيرى "الدكتور أيوب"، الذى يصنع نوع من الحلوى أسماها بـ"الفنكوش".
 
ما أكثر الفنكوش فى حياتنا وواقعنا المعيشى اليومى، فنحن أساتذة وخبراء فى إعطاء الوعود، دون النظر إلى مدى إمكانية تطبيقها وتحقيقها أو لا.. الأب يعد ابنه بدراجة حديثة حال تحقيقه درجات مميزة فى عامه الدراسى "فنكوش".. الزوج يعد زوجته بهدية قيمة حال تعاقده على مشروع جديد "فنكوش".. الأم تعد طفلتها برحلة إلى مدينة الملاهى حال التزامها وأداء واجباتها "فنكوش".. المغترب يعد أسرته بتسوية أمور عمله فى الخارج والعودة نهائيا لوطنه "فنكوش".. المدير يعد الموظفين بزيادة فى الراتب حال بذلهم المزيد من الجهد فى عملهم "فنكوش".. وافتح القوسين ولا تغلقهما لأنك لن تستطع إحصاء الفنكوش فى حياتنا.
 
أما إذا أتينا للفنكوش بالمعنى المتعارف عليه، وهو بيع السلع الوهمية وتسويقها للمواطنين، فحدث ولا حرج، الفضائيات المغمورة تفننت فى بيع مساحات إعلانية مفتوحة للراغبين فى التسويق لمنتجات وهمية مجهولة المصدر والمنشأ، تلعب على وتر حاجات المستهلكين، فتغريهم برخص الثمن وتشترى أشخاصا يبدعون فى تعديد فوائد تلك المنتجات وتجربتهم الناجحة مع السلعة السحرية.
 
حقيقة الأمر، لا أجد تفسيرا لشخص يعانى من مرض ما، يهرع للاتصال بالرقم المبين على شاشة التليفزيون، لطلب منتج طبى، يعالج ألامه، دون الرجوع لطبيبه الخاص الذى يتابع تاريخه المرضى، مغامرا بخوض تجربة هو الخاسر الوحيد فيها، حينما يكتشف عدم وجود أى تقدم بعد استخدامه المنتج السحرى الذى اشتراه عبر الشاشة، بل وفى الغالب يتعرض لانتكاسة صحية، يشعر وقتها بوقوعه فريسة مجموعة من باعة الوهم، لا يشغلهم سوى تكديس حساباتهم البنكية.
 
جهز حماية المستهلك والأجهزة الرقابية تبذل قصارى جهدها، لملاحقة هؤلاء الشياطين، ويوميا نطالع أخبار القبض على المروجين لتلك السلع وإحالتهم للقضاء، لكن الحل الأمثل والأفضل هو وعى المواطن، وعدم انسياقه وراء تلك الإغراءات، طمعا فى الحصول على منتج رخيص.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة