عانى الدول الأوروبية من انخفاض كبير فى عدد السياح وبالتالى فإنها تواجه كارثة فى قطاع السياحة بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا، وانعكس الانخفاض الكبير فى عدد السياح للدول الأوروبية من الخارج فى العديد من الخسائر.
إسبانيا
انعكس الانخفاض الكبير فى عدد السياح لإسبانيا من الخارج فى خسارة 43 مليار يورو فى الإيرادات بين يناير وسبتمبر، وفقًا لبيانات البنك المركزى الأوروبى (ECB). فى نفس الفترة، كان الناتج المحلى الإجمالى المفقود يقترب من 100 مليار يورو مع الأخذ فى الاعتبار أنه لا يتم تحويل كل الانخفاض فى الدخل السياحى إلى الناتج المحلى الإجمالى - نظرًا لأن بعض السلع والخدمات مستوردة - فإن هذا القطاع مسؤول عن ثلث الانخفاض فى الثروة الوطنية.
وقالت صحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية فى تقرير لها، إن الخسائر التى تقدر بـ 43 مليار يورو تتجاوز تأثير قوتين سياحيتين أوروبيتين أخريين معًا: فرنسا وإيطاليا.
ما الذى يفسر هذه الضربة للاقتصاد الإسبانى؟ أحد العوامل الرئيسية هو أن سياحة "الشمس والشاطئ" فى إسبانيا تتركز فى الأشهر الأكثر تضررًا من الوباء، أى نهاية الربيع والصيف، وفى الوقت نفسه، تتمتع فرنسا وإيطاليا بسياحة موسمية أقل وأكثر ثباتًا على مدار العام، حسبما قالت الصحيفة الإسبانية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن السياحة تسحب الانتعاش الاقتصادى حتى عام 2023 بعد أن قضت أسوأ عام فى تاريخها، حيث أنه خلال عام 2020، أدى إغلاق الحدود إلى الحد من السفر وقضى العديد من الأوروبيين إجازاتهم بالقرب من منازلهم، وقد جعل ذلك إنفاق الأسبان فى الخارج خلال الأرباع الثلاثة الأولى 6 مليار يورو، وهو ما يمثل توفيرًا قدره 12 مليار ونصف مليون، لكن هذا التوفير لا يُقارن بما حققته فرنسا (انخفض إنفاق سكانها على السياحة الدولية بنحو 17 مليا يورو) أو ألمانيا 32 مليار.
وأضافت الصحيفة، أن التأثير السياحى الذى تعانى منه إسبانيا لا يُقارن إلا باليونان، التى تعتمد أيضًا بشكل كبير على السياحة الصيفية وخسرت 12.4 مليار من الدخل من السياحة الدولية وتمكنت فقط من توفير 1.4 مليار يورو فى الخارج.
من ناحية أخرى، تسبب انهيار السياحة فى إسبانيا فى انخفاض الناتج المحلى الإجمالى بمقدار 3.3%، وحدث شيء مشابه فى بقية دول البحر الأبيض المتوسط، حيث تكبدت البرتغال خسائر تعادل 4.1٪ من الناتج المحلى الإجمالى، بينما كانت فى اليونان ومالطا 8٪.
إيطاليا
وصلت خسائر إيطاليا فى قطاع السياحى إلى 20 مليار يورو، وسجل عدد السياح الأجانب الذين زاروا إيطاليا خلال الفترة الممتدة من يناير إلى شتنبر من 2020، وفق المعهد الإيطالى للإحصاء، بنسبة 68,6 % مقارنة بالفترة نفسها من 2019.
وأرجع المعهد، فى تقرير أعده حول "النشاط السياحي"، تراجع عدد السياح الأجانب بهذه النسبة "المخيفة" إلى الآثار السلبية المستمرّة لوباء فيروس كورونا على القطاع.
وأضاف تقرير المعهد الإيطالى للإحصاء أن الألمان يمثلون تقريبا نصف السياح الأجانب الذين زاروا إيطاليا، ومثل السياح الألمان نسبة 47,4 %، يليهم السياح القادمون من سويسرا، بنسبة 8.6 %، ثم هولندا بـ8.0 %، فالنمسا 6.8 % ثم فرنسا بنسبة 5.6 %
وأشار المعهد إلى أن قطاع السياحة يعد دعامة أساسية للاقتصاد الوطنى الذى "أنهكته" تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، الذى أدخل القطاع السياحى الإيطالية، على غرار بلدان العالم، فى ازمة خانقة.
ويدر قطاع السياحة على اقتصاد إيطاليا، بحسب المصدر ذاته، أرباحا سنوية تقدر بما يناهز 146 مليار أورو، لكن القطاع لا يزال يعانى من تداعيات الجائحة، التى دفعت الحكومة إلى اتخاذ تدابير "صارمة جدا" لتجنب ظهور موجة ثالثة للجائحة.
فرنسا
وصلت خسائر فرنسا إلى 22 مليارا و400 مليون فى قطاع السياحة وذلك بسبب أزمة كورونا ويقدر المسؤولون الفرنسيون أن الخسائر التى لحقت بالقطاع السياحى فى 2020 تتراوح بين 70 و80 %، فى تقديرات تبدو أخف من تقديرات نشرت سابقاً.
تسببت قطاعات السياحة والنقل والتجارة معًا فى انخفاض ما يقرب من 60٪ من القيمة المضافة فى إسبانيا بين يناير وسبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. وفى المجموع، تسببت فى خسائر تجاوزت 48 ألف مليون يورو، فى إيطاليا وفرنسا، تسببت هذه القطاعات بأقل من 40٪ من انخفاض الناتج المحلى الإجمالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة