يستمر فيروس كورونا فى الانتشار بشكل كبير فى البرازيل ، ولكنه أصبح أكثر شراسة وقوة خلال الموجة الثانية خاصة فى ظل اكتشاف سلالة جديدة تثير الرعب.
وقالت وزارة الصحة، إن البرازيل سجلت 67758 إصابة جديدة بالفيروس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية و1131 وفاة، وبذلك يرتفع عدد الإصابات فى البلاد منذ بدء الجائحة إلى 8 ملايين و324294 إصابة، ويصل عدد الوفيات إلى 207095، حسبما تشير بيانات وزارة الصحة فى البرازيل، ثالث أكثر دول العالم تضررا بالجائحة بعد الولايات المتحدة والهند.
وتعرضت ماناوس، عاصمة ولاية أمازوناس البرازيلية، لانهيار المستشفيات من جديد بسبب فيروس كورونا، وذلك بعد نفاد أنابيب الأكسجين، فضلا عن نقص المخازن المبردة لحفظ الجثث، حيث أجبر تشبع المستشفيات على تحويل أكثر من 750 مريضا إلى دول أخرى على متن طائرات عسكرية، وإعلان حظر تجول على مستوى المدينة.
مستشفيات البرازيل
وأصدر حاكم ولاية أمازوناس ويلسون ليما قرارًا بحظر التجول بين الساعة 7:00 مساءً والساعة 6:00 مساءً فى أكبر مدينة فى غابات الأمازون، وأضاف ليما فى مؤتمر صحفى: "إننا نواجه شيئًا غير مسبوق، وهو أسوأ ذروة للوباء"، حسبما قالت صحيفة "باخينا 12" الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشاهد التى تُلاحظ فى المراكز الطبية فى المدينة البرازيلية هي أكثر فظاعة مما كانت عليه خلال الموجة الأولى من الإصابات: الممرضات والأطباء والأقارب يصرخون بسبب نقص أنابيب الأكسجين عند أبواب المستشفيات العامة، كما بدأ سوق مواز يُطلب فيه ثروات للأجهزة التى تزود الدم بالأكسجين.
وأرسلت القوات المسلحة 356 أسطوانة أكسجين ليلا، لكن الخدمات اللوجستية لم تكن قادرة على تلبية حالة الطوارئ لمرضى كورونا، وقال جيسيم أوريلانا، العالم من المختبر الفيدرالى فيوكروز أمازونيا: "هناك تقارير تفيد بأن جناحًا كاملاً من المرضى مات؛ بسبب عدم وجود أنابيب هوائية، بالإضافة إلى الوفيات، فإن خطر حدوث مشاكل دائمة فى الدماغ مرتفع".
من جانبه، اشتكى الرئيس جايير بولسونارو من أنه قد تم استجوابه بشأن استخدام ما يسمى بـCovid kit الذى أوصت به الحكومة، فى ماناوس، والذى يتضمن تناول هيدروكسى كلوروكين، وهو مضاد للملاريا أمر هو نفسه الجيش بإنتاجه واستيراده من الولايات المتحدة، على الرغم من عدم وجود دليل علمى عليه، وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس اليمينى المتطرف قال إنه وحكومته بأكملها أخذوها وأنهم يطلقون عليه "العلاج المبكر".
السلالة الجديدة لكورونا تثير الرعب فى البرازيل
ظهرت سلالة جديدة، أصلها من منطقة الأمازون البرازيلية، والتى أعلنت اليابان عن اكتشافها الأسبوع الماضى، ويجرى تحليلها، ويمكن أن تؤثر على الاستجابة المناعية، وفقا لما أكده العديد من الخبراء، كما أن منظمة الصحة العالمية أطلقت عليه "متغير مقلق".
وقال الباحث فيليبى نافيكا، الذي يقود دراسات حول الطفرات الفيروسية فى ولاية أمازوناس (شمال) لوكالة فرانس برس، إن هذا النوع "من المحتمل جدا" أنه أكثر عدوى، مثل البريطانى أو الجنوب أفريقى.
مستشفى
ويشير نافيكا، وهو عضو فى معهد ماريا ديانى، الذى يعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسة فيوكروز، إلى أن البديل الجديد قد يكون موجودا بالفعل فى أجزاء أخرى من البرازيل، ولا يستبعد أنه السلالة السائدة فى ولاية أماناوس.
وقال الباحث نافيكا لصحيفة "الموندو" الإسبانية: "نحن بصدد الانتهاء من تسلسل العينات فى ديسمبر، لمعرفة ما إذا كانت تلك الطفرات الموصوفة فى اليابان تنتشر بالفعل فى منطقة الأمازون، على الأرجح نعم، نحتاج إلى فهم ما إذا كان هذا البديل هو السائد الآن فى الأمازون.
وعن ارتفاع حالات العدوى فى ماناوس أكد أن "الوضع فى ماناوس ليس فقط بسبب متغير، حيث إن لدينا زيادة فى الحالات المتوقعة بالفعل؛ بسبب الاحتفالات فى نهاية العام؛ ولأننا فى فترة انتقال فيروسات "الجهاز التنفسى" فى ولاية أمازوناس، فإن إحدى الفرضيات التى تحدث هنا فى أمازوناس ترجع إلى العدد الكبير جدا من الحالات، ولكن قد تحدث فى مناطق أخرى من البرازيل، كانت هناك مصادفة عندما اكتشف المحققون اليابانيون القضية.
وعن سؤاله عن تأثير السلالة الجديدة على فعالية لقاحات كوفيد-19، قال الخبير: "إن هذا هو السؤال الذى يطرحه الجميع، لقد شاركت فى اجتماع لمنظمة الصحة العالمية، حيث كان ذلك من النقاط قيد المناقشة، وحتى الآن لا يوجد دليل على أن هذا النسب يضعف استجابة اللقاح".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة