أحمد إبراهيم الشريف

محمد عبد المطلب.. حكايات محب جميل عن "سلطان الغناء"

السبت، 16 يناير 2021 09:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أسمع عن كتاب جديد لـ محب جميل أشعر بسعادة كبيرة، وذلك لأن محب جميل باحث مميز، يسعى بوعى كبير للكشف عن صفحات مهمة فى تاريخنا الفنى، الذى هو أحد أوجه التاريخ الحقيقى والفعلى للثقافة المصرية، وكتابه الأخير كان عن محمد عبد المطلب "سلطان الغناء".
 
نعرف من الكتاب أن محمد عبد المطلب كان مختلفا، وأن لديه تجربة حقيقية فى عالم الفن المصرى، تحكمت شخصيته التى يسكنها فلاح قادم من شبراخيت التابعة لمديرية البحيرة فى الكثير من تصرفاته، فنجده فى البداية يحضر إلى بيت الأمة ويغنى أمام سعد زغلول، ونجد صداقة كبيرة تجمعه بنجيب الريحانى، ونجده يطلب من محمد عبد الوهاب أن يضمه لبطانته، ثم مفارقته لفرقة عبد الوهاب لأنه أخلف وعده معه.
 
كان محمد عبد المطلب واقعا دائما بين أمرين، إما الإعجاب الشديد بصوته أو الهجوم عليه، هكذا أثبتت له البدايات، ومن هنا نقرأ عن صوته المنطلق الذى لا يحد شيء، ونقرأ عن صوته المحتبس الذى لم يخرج من فمه، نقرأ عن أغنياته ونقرأ عن أزماته ومشاكله التى وصلت إلى حد النيابة والمحاكم.
 
بالطبع يحتفظ محمد عبد المطلب بعدد من الأغنيات المهمة، وقد أشار إليها محب جميل، وعلى رأسها "بتسألينى بحبك ليه" من ألحان محمود الشريف، وغيرها من المراحل الفنية المهمة، ففقد غنى من كلمات وألحان العديد من مجايليه ومن تبعهم، ولكن "محب" لم يتوقف كثيرا أمام أغنيته "ساكن فى حى السيدة" وكنت أتوقع أنها فارقة فى حياة عبد المطلب.
 
شىء آخر مهم، وجبت الإشارة إليه، يكمن فى أن محب جميل، يعرف أن الكتب عن القامات الفنية ليست مجرد سرد لسيرة حياته، أو حتى الكشف عن غير المشهور من حياته، ولكنه رصد لعالم كامل من حياة مصر والعالم العربى، واصطياد لكل الظلال السياسية والاجتماعية التى عاصرها، لذا وجدنا علاقة الفنان بجمال عبد الناصر مثالا عن محبة قوية واضحة.
 
كما اجتهد محب جميل فى تقديم عدد من الملاحق المهمة، منها ما يتعلق بأسماء الأغنيات ومؤلفيها وملحنيها، وكذلك عدد من الصور المهمة النادرة، التى تكشف ملامحها عن تغيرات الزمن فى حياة "طلب".
 
وفى النهاية أقول لقد عرف محب جميل طريقه بشكل جيد، وصارت له مساراته التى يتحرك فيها، وهو ما يعنى أننا دائما فى انتظار الجديد من كتبه التى تجمع بين الصيغتين الفنية والعلمية الموثقة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة