تعد غزوة الخندق يوما مهما فى التاريخ الإسلامي، خاصة أن أطرافا عدة كان لها دور كبير فيها، منهم اليهود، فما الذى حدث، وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل نزول قريش بمجتمع الأسيال يوم الخندق"
قال ابن إسحاق: ولما فرغ رسول الله ﷺ من الخندق، أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة، بين الجرف وزغابة، فى عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بنى كنانة وأهل تهامة، وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، حتى نزلوا بذنب نقمى، إلى جانب أحد.
وخرج رسول الله ﷺ والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع، فى ثلاثة آلاف من المسلمين، فضرب هنالك عسكره، والخندق بينه وبين القوم، وأمر بالذرارى والنساء، فجعلوا فوق الأطام.
قال ابن هشام: واستعمل على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم.
قلت: وهذا معنى قوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] .
قال البخارى: حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا عبيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فى قوله تعالى: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار} قالت: ذلك يوم الخندق.
قال موسى بن عقبة: ولما نزل الأحزاب حول المدينة أغلق بنو قريظة حصنهم دونهم.
قال ابن إسحاق: وخرج حيى بن أخطب النضرى، حتى أتى كعب بن أسد القرظى صاحب عقدهم وعهدهم، فلما سمع به كعب أغلق باب حصنه دون حيي، فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له، فناداه: ويحك يا كعب افتح لي.
قال: ويحك يا حيى إنك امرؤ مشؤوم، وإنى قد عاهدت محمدا فلست بناقض ما بينى وبينه، ولم أر منه إلا وفاء وصدقا.
قال: ويحك افتح لى أكلمك.
قال: ما أنا بفاعل، قال: والله إن أغلقت دونى إلا خوفا على جشيشتك أن آكل معك منها، فاحفظ الرجل، ففتح له فقال: ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام.
قال: وما ذاك؟
قال: جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة وبغطفان، على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى، إلى جانب أحد، وقد عاهدونى وعاقدونى على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه.
فقال كعب: جئتنى والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماؤه، يرعد ويبرق وليس فيه شيء، ويحك يا حيي! فدعنى وما أنا عليه، فإنى لم أر من محمد إلا وفاءً وصدقا.
وقد تكلم عمر بن سعد القرظى فأحسن فيما ذكره موسى بن عقبة: ذكرهم ميثاق رسول الله ﷺ وعهده ومعاقدتهم إياه على نصره وقال: إذا لم تنصروه فاتركوه وعدوه.
قال ابن إسحاق: فلم يزل حيى بكعب يفتله فى الذروة والغارب، حتى سمع له - يعنى فى نقض عهد رسول الله ﷺ وفى محاربته مع الأحزاب - على أن أعطاه حيى عهد الله وميثاقه لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك فى حصنك حتى يصيبنى ما أصابك، فنقض كعب بن أسد العهد، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله ﷺ.
قال موسى بن عقبة: وأمر كعب بن أسد بنو قريظة حيى بن أخطب أن يأخذ لهم من قريش وغطفان رهائن، تكون عندهم لئلا ينالهم ضيم إن هم رجعوا ولم يناجزوا محمدا، قالوا: وتكون الرهائن تسعين رجلا من أشرافهم، فنازلهم حيى على ذلك، فعند ذلك نقضوا العهد ومزقوا الصحيفة التى كان فيها العقد إلا بنى سعنة أسد وأسيد وثعلبة، فإنهم خرجوا إلى رسول الله ﷺ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة