امتلأت صفحات الفيس بمحافظة سوهاج بالبروفايل الخاص بالشاب مصطفى حجى الذى وافته المنية بعد 48 ساعة فقط من قيامه بكتابة بعض الكلمات عن الموت على صفحته الخاصة.
منذ عدة أيام كتب الشاب مصطفى حجى كلمات تحدث فيها عن الموت وأشار إلى أن هناك ست علامات تدل على اقتراب الأجل وأن للموت ست مراحل بعد كتابة تلك الكلمات بيومان رحل عن الدنيا وما فيها بهذه الكلمات بدأ مصطفى حجى ابن عم الشاب التوفى حديثة حيث أكد أن أبن عمه كان طيب حسن الخلق يشهد الجميع له بكل ما هو جميل كان ضيفا خفيفا على الدنيا ورحل وكأنه يعلم أنه راحل.
وأشار ابن عم الشاب المتوفى أنه كتب على صفحته قبل وفاته أن هناك ست علامات تدل على إقتراب الأجل وأن للموت ستة مراحل تسمى المرحلة الأولى من هذه المراحل الستة بيوم الموت وهذا هو اليوم الذى ستأتى فيه نهاية الإنسان، وتنتهى حياته ، ويأمر الله الملائكة فى السماء أن يذهبوا إلى الأرض ليأخذوا روحه، حتى يهيئوا الإنسان للقاء ربه.
مع الأسف، لا أحد يعرف شيء عن هذا اليوم ، وحتى عندما يأتى ذلك اليوم ، لا يدرك الإنسان انه يوم وفاته و على الرغم من عدم إدراك الإنسان لهذا الأمر لكنه يشعر بتغييرات فى جسده على سبيل المثال ، ينشرح صدر المؤمن فى ذلك اليوم ويغمره السعادة المفرطة، على العكس الإنسان الذى ارتكب الأعمال السيئة يشعر بضغط كبير فى صدره وقلبه فى هذه المرحلة ، ترى الشياطين والعفاريت نزول الملائكة، لكن الإنسان لا يستطيع رؤيتهم هذه الخطوة موصوفة فى القرآن الكريم على النحو التالي:
﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ..﴾ (سورة البقرة - الآیة 281).
ثم يأتى دور المرحلة الثانية ، وهو اخذ الروح بالصورة التدريجية. تبدأ هذه المرحلة من باطن القدم حتى صعود الروح لترتفع فوق الساقين والركبتين والقدمين ، فوق البطن ، السرة ، والصدر ، لتصل الى منطقة فى جسم الإنسان تسمى "التراقي". هنا يشعر الشخص بالتعب والدوار ، ويشعر بأنه تحت ضغط وغير قادر على الوقوف. قوته الجسدية تتناقص ولا يزال لا يعرف أن روحه تخرج من جسده.
حتى نصل إلى المرحلة الثالثة تسمى هذه المرحلة بالتراقى تم ذكر هذه المرحلة فى القرآن الكريم ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِى (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)﴾ (سورة القیامة).
التراقى عبارة عن عظمان تحت الحلق تمتد إلى الكتفين "وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ" ، ويقال أن من سيحمل روحه ويقبضها. وبعبارة أخرى ، من يريد أن يأخذ روحي، هل ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب المجمتمعين قربه، من راق یعنى من الذى یرقیه. وترى اقاربه من يقول لنستدعى الطبيب و الثانى يقول لنتصل بالأسعاف ، والآخر يقول لنقرأ القرآن عليه. وسط هذه الاجواء لا يزال يأمل فى العودة إلى الحياة ولا يزال لا يعتقد أن روحه تغادر جسده (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ) الى الآن لم يتيقن بالموت لا يزال يكافح من أجل البقاء ، لكن يقول الله تعالى (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)، لقد انتهى الأمر خرج الروح من الساقين.
لكن يقول الله تعالى (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)، لقد انتهى الأمر خرج الروح من الساقين و لم يعد يستطيع تحريكهما. خرج الروح من الجسد و وصل الى التراقى "كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ" ( سورة القیامة - الآیة ٢٦).
ثم تأتى المرحلة الرابعة التى تسمى مرحلة "الحلقوم". هذه هى المرحلة الأخيرة من الموت وهى صعبة للغاية بالنسبة للإنسان والسبب فى ذلك أنه تتم إزالة الحجاب والستارة من امام عينيه ويرى الملائكة الحاضرين من حوله.
تبدأ مرحلة رؤية الآخرة من هنا﴿ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ ( سورة - ق - الآیة ۲۲) لهذا السبب سميت هذه المرحلة بالحلقوم . لماذا ؟ وذلك لقول الله تعالى:
{ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُوم (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) ( سورة الواقعة) يخاطب الله الأشخاص الموجودين حوله، أنتم فى مكان ما وهو فى مكان آخر. انتم ترون شيئا هو يرى شيئا آخر.
إنه يرى رحمة الله ، أو العياذ بالله يرى غضبه وعذابه ان كان مذنبا. لذا تروه يحدق فى مكان معين ونقطة معينة ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ) .
انه من أصعب المراحل عند قبض روح الأنسان. لأنه يجد وعود الله حقيقية ويفهم الله بكل كيانه، يرى الملائكة ويجد كل أعماله فى الحياة تمر أمام عينيه.عند هذه النقطة يحدث "فتنة الممات".
الفتنة التى يدخل فيها الشيطان ويخلق الشك فى الإنسان تجاه معتقداته. الشك بالله ، بالنبى ، بالدين ، بالقرآن ، وما إلى ذلك ، ويحاول بكل قوته أن يجعل الأنسان يخرج من الدنيا وهو كافر. هنا الشيطان مقتنع بأنها اللحظات الأخيرة لهذا الإنسان ويرى ملك الموت يقترب منه، لذلك يبذل جهوده الأخيرة لإحداث الضربة النهائية ضربته أقوى من أى وقت مضى لذلك أخبرنا القرآن أن نلجأ إلى الله من فتنة الممات.
﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ(۹۷) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ(۹۸)﴾ (سورة المؤمنون) لهذا السبب قال النبى الاكرم ( صل الله عليه واله وسلم): "مَن عاش على شيء مات عليه".
اذا عشت حياتك من اجل الاسلام و محبة الله سبحانه و تعالى و النبى (ص) واهل أمته ( الصحابة) فسوف تخرج من الدنيا على هذا الحال .
هنا ، عندما يأتى الوقت الأخير من الموت، يظهر الشيطان للشخص المحتضر على هيئة أحد أقاربه ، الذى مات سابقاً ، وهو يصرخ بصوتٍ عال أنا مت قبلك و الأسلام ليس دين الحق و النبى لم يأتى بدين الحق و سوف يقول لك اكفر بكل شيء، دليل هذا المشهد فى القرآن موجود فى هذه الآية:
﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ ( سورة الحشر - الآية ١٦).
هذا هو المكان الذى تأتى فيه المرحلة الخامسة. المرحلة التى يدخل فيها ملك الموت (عليه السلام) ، وفى هذه المرحلة يفهم الإنسان تمامًا ما إذا كان من أهل الرحمة أو من أهل العذاب عند هذه المرحلة ، يرى نتيجة أعماله. ويطلع على مصيره وقد وصف نبى الرحمة هذه المرحلة بالتفصيل. خاصة لأولئك الذين ارتكبوا العديد من الذنوب و المعاصى ولم يتوبوا والتقوا بالله بحمل من المعاصى والذنوب. يقول الله تعالى:﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾ ( سورة النازعات - الآية ۱) .
هناك قول للنبى بأن مجموعة من الملائكة فى الجحيم، هيؤا كفناً من النار ويقبضون روح الأنسان العاصى بشكل مؤلم نزع الروح بغلظه فيما يتعلق بصعوبة هذه المرحلة جاء فى القرآن الكريم:﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾( سورة محمد - الآیة ۲۷).
بعد هذه المرحلة نصل الى المرحلة النهائيه وهى المرحلة السادسة. فى هذه المرحلة يدخل ملك الموت حيث اصبح روح الأنسان متهيأ ووصل الى اعلى نقطة ممكنة و عبر مرحلة التراقى و استقر روحه فى فمه و انفه وهو مستعد للخروج والتسليم إلى ملك الموت (عليه السلام). اذا كان الإنسان عاصى يقول له: یا ایتها اللروح الخبیثة اخرجی الی نار و نیران و رب منتقم غضبان. هنا يصبح الوجه الباطنى للإنسان أسود ويصرخ : ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾ ( سورة المؤمنون - الآیة ۹۹) ﴿لَعَلِّى أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ﴾ ( سورة المؤمنون- الآية ١٠٠).
لأننى لم اعمل صالحا فى حياتي. لكنه يواجه صوت حضرة الحق الذى يخاطبه: ﴿كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ ( سورة المؤمنون- الآية ١٠٠). و هنا يقول تعالى :
﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ ( سورة ق - الآية ١٩).
ماذا تعنى سكرة الموت؟ أى أنه تم قفل كل شيء. جميع أجهزة وأعضاء الجسم مغلقة ومقفلة، ولا توجد فرصة للحركة. ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ، هذه هى اللحظة التى هربت منها طوال حياتك (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ ( سورة الجمعة - الآية ٨)
الكلمة الأخيرة
سئل مفسر قرآن لماذا نخاف الموت ؟ فاجاب قائلا : لانکم عمرتم الدنیا و خربتم الآخرة إذا أتممت القرآءة صل على محمد صلى الله عليه وسلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة