تتسم العلاقات المشتركة بين مصر والأردن بخصوصية شديدة على كافة المستويات فى ظل تحديات كبيرة تموج بها المنطقة، ما يدفع البلدين نحو المزيد من التنسيق والتعاون الكامل خاصة على المستوى السياسى لتوحيد الرؤى والأهداف المشتركة، فضلا عن أهمية تعزيز التعاون الاقتصادى للمساهمة فى تنمية التعاون الثنائى والإقليمى.
ويعد ملف مكافحة الإرهاب والتطرف أحد أبرز الملفات التى تحظى بجزء كبير من النقاش بين القاهرة وعمان فى ظل انتشار جماعات متطرفة تستهدف مؤسسات الدول الوطنية فى المنطقة، ويعد الأردن أحد أبرز البلدان التى تعانى من هذا الخطر الوجودى لارتباطها بحدود مشتركة مع سوريا والعراق اللتين تعانى من خطر انتشار الجماعات المتطرفة.
وتتطابق الرؤية المصرية والأردنية تجاه الوضع فى سوريا وتأكيد الدولتين على أهمية التوصل لحل سياسى شامل للأزمة والصراع الممتد منذ عقد كامل، وذلك بهدف التوصل لحل ينهى معاناة الشعب السورى الذى يعانى سواء فى داخل البلاد أو فى الشتات، فضلا عن وجود تحديات أبرزها محاولة بعض الأطراف الإقليمية وخاصة تركيا العبث بالأمن القومى العربى وتهديد وحدة وسلامة وسيادة عدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق.
ويعد ملف القضية الفلسطينية أحد أبرز القضايا المحوية والتى تحتاج إلى جهد عربى مشترك خاصة بين القاهرة وعمان باعتبارهما أحد أبرز الدول العربية الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وتعمل على استخدام كافة الأدوات المتاحة لإرساء الأمن والاستقرار، وتسعى مصر والأردن لتفعيل كافة الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل الذى يلبى حقوق الشعب الفلسطينى بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، وفقا لما جاء فى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتتفق مصر والأردن على ضرورة وقف إسرائيل لضم أية أراض فلسطينية وجميع الإجراءات التى تقوض فرص تحقيق السلام العادل، وتستهدف تغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
ويشكل الملفان الليبى والسورى أحد أبرز الملفات التى تعمل القاهرة وعمان على دعم كافة فرص التوصل إلى حل سياسى لهذه الأزمات لاستعادة استقرار سوريا وليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيهما والتأكيد على حل شامل للأزمة الليبية من خلال المسار السياسى وطبقا لما تم الاتفاق عليه فى مؤتمر برلين وإعلان القاهرة وصولا إلى الاستحقاق الانتخابى، وتحقيق التكامل العربى من التعاون والتنسيق بين البلدين مع العراق فى مجالات الطاقة والكهرباء والنفط.
مشروع الشام الجديد
يعد مشروع "الشام الجديد" أو ما يطلق عليه "آلية التنسيق الثلاثى" بين مصر والأردن والعراق أحد أبرز الملفات التى تحرص القاهرة وعمان على التشاور حولها وحشد كافة الجهود لإنجاح هذا التحالف الذى يمثل نموذج يحتذى به فى التعاون العربى المشترك.
ويرتكز المشروع فى جوهره على التعاون الاقتصادى فى مجالات الطاقة والكهرباء، حيث يتم فى مجال الطاقة مد خط أنبوب نفطى من ميناء البصرة جنوب العراق إلى ميناء العقبة فى الأردن ثم إلى مصر، ويقوم العراق باستيراد الكهرباء من مصر والأردن بالإضافة إلى تطوير المناطق الصناعية المشتركة والتعاون فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم الابتكار وريادة الأعمال والتعاون فى قطاعات الصحة والبنية التحتية، بالإضافة إلى زيادة التبادل التجارى.
وتعد "آلية التنسيق الثلاثى" بين مصر والأردن والعراق أحد الآليات التي تحتاج لتنسيق مشترك ومتابعة مستمرة بما يحقق التكامل العربى وهو ما تجسد فى عقد لقاءات بشكل مستمر وآخرها اجتماع القاهرة بين وزراء خارجية الدول الثلاث كخطوة مكملة لما سبقها من لقاءات، وذلك في محاولة للتوصل إلى آلية لتنفيذ مشروعات الربط الكهربائى أو مد خطوط لنقل النفط، بالإضافة إلى مساهمة الشركات المصرية فى إعادة الإعمار فى العراق.
ويمثل قطاع الطاقة أحد أبرز المجالات التى تسعى القاهرة وعمان لتعزيز التعاون الثنائى فيها سواء بالربط الكهربائى أو في مجال البترول والغاز بانضمام العراق لهذا المحور، وذلك لدفع التعاون فى هذا القطاع جنبا إلى جنب كافة القطاعات الأخرى؛ وذلك حتى يتسنى بناء قاعدة قوية لعقد اللجنة الثلاثية بين القاهرة وعمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة