لسنوات طويلة لم يخل بيت مصرى من ذلك الكتاب ذى الورق الأصفر الذى يحمل اسم "أبلة نظيرة" ويضم بين طياته كل أسرار الطبخ من الألف للياء، ربما تمر سنوات دون أن تفتح ربة المنزل صفحاته وترجع إلى وصفاته لكنها فى النهاية تشعر بالطمأنينة لأن هذا الكنز فى حوذتها، وعلى غرار "أبلة نظيرة" قررت سالى سمير رسامة كتب الأطفال أن تبسط "بديهيات" المطبخ المصرى للأطفال، وللكبار المبتدئين من خلال كتاب "أبلة لوليتا" الذى يقدم طريقة عمل الأكلات الأساسية فى المطبخ المصرى بالرسومات لتمزج حبها للمطبخ بموهبتها فى الرسم.
أبلة لوليتا
"تبسيط المطبخ المصري" كان الهدف الأساسى لـ"سالي" حين بدأت فكرتها وقالت لـ"اليوم السابع": "غالبية كتب الطبخ تخلو من الأكلات المصرية البسيطة التى يعتبروها من أساسيات المطبخ المصري، باعتبار أن الكل يعرفها، لكن الأطفال لا يعرفون طريقة تحضيرها وكذلك الكبار المبتدئين جدًا فى الطبخ، وغالبية البدائل المتوفرة هى مقاطع فيديو على يوتيوب لذا فكرت فى شرحها بالصور ليسهل على أى طفل مطالعة الوصفة وتنفيذها".
طريقة عمل الملوخية
بخفة ظل مصرية أصيلة ورشاقة فى التعبيرات قدمت سالى طريقة عمل "الملوخية" ثم طريقة عمل "كيكة البرتقال" من خلال سلسلة رسومات جذابة وبسيطة نشرتها على فيس بوك، وفوجئت برد الفعل الواسع عليها والإشادة، وتعليقات من أصدقاء جربوا الوصفة على طريقتها وآخرين قرروا طباعتها ليستخدمها أطفالهم ومن هنا جاءت فكرة الكتاب فتقول لـ"اليوم السابع": "واحد من التعليقات التى لا أنساها كان من صديقة أخبرتنى أن طفلها لا يمكنه التركيز فى مقاطع الفيديو الخاصة بتعليم الطبخ وأنها كانت تضطر لرسم الوصفات له لأنه يحب المطبخ ويحب أن يتعلم الطهى".
الكيك
تحلم سالى أن يكون كتابها بمثابة قاموسا مصورا للطبخ للأطفال اليافعين الذين يمكنهم دخول المطبخ تحت إشراف بسيط من الأهل والكبار المبتدئين وتقول "كتاب أبلة نظيرة الأصلى لم يعد دارجًا فى الوقت الحالى لأن لغته صعبة وفيه وصفات معقدة جدًا، فضلا عن أنه مخصص لأصول الطهى عمومًا وليس فقط المطبخ المصرى".
روح مصرية
إلى جانب الأكلات المصرية، عززت سالى وصفاتها بالروح المصرية الخالصة من الموروثات المرتبطة بالأكلات مثل "شهقة الملوخية" إلى اللهجة المصرية فى شرح الوصفات وصولاً إلى الأغنيات المصرية القديمة مثل "سحب رمشه ورد الباب" وتقول سالى "أشعر بالحزن حين أجد أن الجيل الجديد من الأطفال تقريبًا لا يتكلم العربية لا فصحى ولا عامية فما بالنا بالموروثات المصرية والتراث، أحببت أن أربطهم من خلال الكتاب والمطبخ باللهجة العامية وموروثاتنا القديمة" وتطمح فى مراحل لاحقة أن يمتد الأمر لتعريف الأطفال بمطابخ أخرى فى العالم ليس فقط المطبخ المصرى.
أبلة لوليتا
ورغم إدراكاها لحقيقة أن هذا الجيل مرتبط بشدة بالعالم الرقمى والشاشات إلا أن سالى لا تفضل أن تحول وصفاتها إلى رسوم متحركة على الإنترنت أو كتاب ديجيتال وتقول "لو خرج من دايرة الكتاب فإحنا كده رجعنا الأطفال تانى للشاشة"، ثم استطردت "من الممكن أن أجذبهم للكتاب من خلال مقاطع قصيرة برسوم متحركة لكن الأساس يظل كتاب ورقى يصحبونه معهم للمطبخ وينفذون خطواته".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة