بعد فترة طويلة من التهوين من مسألة التطرف فى صفوف العسكريين، أجبرت أحداث اقتحام الكونجرس فى وقت سابق هذا الشهر البنتاجون على تكثيف جهوده لتحديد ومكافحة التطرف اليمينى وأنصار تفوق البيض فى صفوفه مع سعى المحققين الفيدراليين لتحديد عدد الأفراد العسكريين والمحاربين الذين انضموا إلى الهجوم العنيف على الكابيتول.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه منذ أحداث اقتحام مبنى الكونجرس فى السادس من يناير، كان كبار قادة القوات الأمريكية الفاعلة والاحتياطية والبالغ عددها 2.1 مليون، يواجهون مخاوف من أن عناصر الخدمة السابقين أو الحاليين قد يكونوا من بين الحشود التى اقتحمت.
وكان تحقيق الإف بى أى حول حصار الكابيتول، والذى لا يزال فى مراحله الأولية، قد حدد ستة مشتبه بهم على الأقل لهم صلات عسكرية من بين أكثر من 100 شخص تم اعتقالهم على المستوى الفيدرالى أو عدد أكبر من هؤلاء يخضع للتحقيق، ويشمل هذا عقيد متقاعد بالقوات الجوية من تكساس، وضابط جيش من نورث كارولينا وجندى احتياطى من نيوجيرسى، وشخص آخر من الخدمة قتل أثناء الهجوم.
وقالت نيويورك تايمز إن فحص الجيش لصفوفه يمثل حاجة ملحة جديدة للبنتاجون الذى لديه تاريخ فى التقليل من صعود التطرف والقوميين البيض والنشاط اليمينى، حتى فى الوقت الذى تجد فيه ألمانيا ودول أخرى ضغوطا عميقة متأصلة فى قواتها المسلحة.
وقال مارك ميلى، رئيس هيئة الأركان المشتركة فى مقابلة إن هؤلاء الناس لا يمثلون الجيش الأمريكى. وأضاف أن معظم القوات النشطة والمحاربين القدامى يواصلون الخدمة بشرف ويحافظون على قسمهم لحماية الدستور الأمريكى والدفاع عنه.
واستمع الجنرال ميلى لأكثر من أسبوع للمحللين وقرا تقارير وشاهد مقاطع فيديو لأعمال الشغب. وقال إنه كان هناك بعض المؤشرات بأن عدد غير معروف من المحاربين على صلة بالتمرد.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن مكتب التحقيقات الفيدرالية يقوم بفحص آلاف الأفراد العسكريين الذين يحرسون حفل تنصيب جو بايدن غدا الأربعاء، وسط مخاوف من هجوم من الداخل.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكبر عملية أمنية على الإطلاق لتأمين الانتقال الرئاسى قد حولت واشنطن إلى حصن وحواجز وأسلاك شائكة وأسوار بطول 7 أقدام أقيمت لمنع تكرار هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكى من قبل حشد من الغوغاء بتحريض من دونالد ترامب.
وقال كريستوفر ميلر، القائم بأعمال وزير الدفاع، إن البنتاجون يفحص رجال الحرس الوطنى فى واشنطن ووجه الشكر للإف بى أى لمساعدته.
وأشار إلى أن هذا النوع من التدقيق يحدث عادة من قبل جهات إنفاذ القانون للأحداث الأمنية الكبرى.
لكن فى هذه الحالة، يكون نطاق المشاركة العسكرية فريدا. وقال فى بيان إن الحرس الوطنى بالعاصمة يوفر أيضا تدريبا إضافيا لأفراد الخدمة عند وصلوهم إلى العاصمة، إذا رأوا أو سمعوا شيئا غير مناسب.
وشوهد المئات من الجنود يرتدون زيا قتاليا وسترات واقية وخوذات خارج مبنى الكابيتول شديد التحصين ومكتبة الكونجرس والمحكمة العليا بعد ظهر يوم الاثنين. وكان العمال منشغلين بربط لفائف من الأسلاك الشائكة بأعلى السياج المحيط بالمبنى.
وكان البنتاجون قد تلقى 143 إخطارا من تحقيق له علاقة بالتطرف من الإف بى أى العام الماضى، منها 68 يخص عناصر خدمة سابقين وحاليين، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وقد قلل الحرس الوطنى مخاوف التطرف فى صفوفه، وقال قائد الحرس الوطنى ويليام واكر فى تصريحات تلفزيونية إنه ليس لديه مخاوف، لافتا إلى وجود مراجعة متعددة من قبل الإف بى أى والخدمة السرية التى تقدم أوراق الاعتماد ووكالات أخرى تتابع جيدا.
إلا أن واشنطن تظل على الحافة وسط مخاوف من وقوع هجمات من قبل المسلحين المنتمين لليمين المتطرف وأنصار تفوق البيض والجماعات الراديكالية الأخرى التى شجعتها مزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة