وقال أحمد شمس رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية "هيرميس" في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن أداء البورصة خلال العام 2020، لم يكن جيدا مقارنة بأداء غالبية الأسواق الناشئة ولم يعكس أداء بورصة مصر قوة الاقتصاد والمؤشرات الكلية حيث لا تزال القيمة السوقية للبورصة تمثل نسبة ضيئلة من الناتج المحلي الإجمالي لا تتعدى 12 في المائة مقابل أكثر من 100% في 2007.


وأضاف أن مؤشر البورصة الرئيسي سجل تراجعا بنسبة بلغت أكثر من 22 في المائة خلال 2020 ، فيما سجلت الأسواق المتقدمة ،متوسط ارتفاع بلغ نسبته 14%، وبلغت نسبة التراجع في الأسواق الناشئة نحو 12%، و8% في الأسواق المبتدئة .


وشدد رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية "هيرميس" على أهمية الاتجاه إلى الطروحات الجديدة بالبورصة خلال الفترة المقبلة خاصة في مجال الاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا مما سنعكس ايجابيا على أداء السوق وعمقها وجاذبيتها.


وقال إن الأسعار بالبورصة المصرية تقل بنحو 30% عن الأسواق الناشئة ، وإذا ما تم اغلاق تلك الفجوة فإنه من المتوقع إرتفاع البورصة المصرية بتلك النسبة وأن يصل مؤشرها الرئيسي الى مستوى 13 ألفا أو 14 ألف نقطة مقارنة بنحو قرابة 11 ألف نقطة حاليا ، متوقعا أن تكون قطاعات التجزئة والقطاع الطبي والبنوك،والصناعة، والتكنولوجيا من القطاعات البارزة خلال العام الجديد.


وأشار رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية "هيرميس" إلى ان القطاع الاستهلاكي يمثل 75% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، ما يعني أنه يشكل عصب الاقتصاد المصري، ما يرجح التوقعات بإستمرار قوة القطاع.


وبالنسبة للقطاع العقاري ، قال شمس إن القطاع العقاري لن يكون من القطاعات البارزة أو الحصان الأسود في عام 2021 ، مشيرا إلى أن القطاع بوجه عام لن يواجه مشكلات بإستثناء بعض الشركات القليلة ، لأن المركز المالي للقطاع العقاري بشكل عام قوي، لكن حالة الضبابية الموجودة بسبب أزمة كورونا ستؤثر على الطلب على المدى القصير، وبالتالي الطلب الاستثماري العقاري سيتأُثر.لافتا إلى أن إنتقال مقرات الحكومة والبنوك إلى العاصمة الإدارية سيعمل على إحداث رواج عقاري على المدى الطويل.


وحول الرؤية بشأن الاقتصاد العالمي خلال 2021، قال رئيس قطاع البحوث في هيرميس إن نجاح جو بايدن في الانتخابات الأمريكية سيحسن من وضع التجارة العالمية بعد تأثرها بسياسات الولايات المتحدة والحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة دونالد ترامب ، متوقعا حدث نوع من التعاون الاقتصادي بين الدول الكبرى عالميا، وسيتم مراجعة بعض السياسات المالية التى انتهجها ترامب وهو سينعكس ايجابيا على العملات الناشئة، وبالتالي دورة الاستثمار في الأسواق الناشئة التي قد تتعافي ولكن ذلك كله مرهون بتوقيت انتهاء جائحة كورونا .


وبالنسبة لأوروبا في 2021، قال شمس إن عام 2021 لن يكون عام أوروبا التي ستسمر في المعاناة من مشكلات وتدخلات المؤسسات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي ساعد بشكل كبير في استقرار نسبي لموازين المدفوعات في الدول الأوروبية ، وتظل ألمانيا هي الدولة الوحيدة التى تحقق نموا ولديها فائض نقدي ، ولكن مع استمرار اختلاف السياسات المالية لا يمكن الحديث عن أوروبا كوحدة واحدة.


وتوقع أن تكون الصين من أكثر الدول المستفيدة في 2021 خاصة بعد خسارة ترامب للانتخابات وتحسن أداء التجارة العالمية بعد انتهاء جائحة كورونا، حيث ستؤدي تلك التطورات إلى وضع سقف لتراكم الديون الخارجية على الصين منذ 2013 وهو سيؤثر إيجابيا على دول جنوب شرق آسيا والتى تعتمد بشكل اساسي على التصدير إلى الصين كمحطات لاعادة التصدير.


وعلى صعيد دول الخليج .. توقع رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية "هيرميس" أن تكون بورصة الإمارات الحصان الأسود للبورصات في دول منطقة الخليج ، حيث أن أي تحسن في التجارة الدولية والسياحة سيؤدي إلى تحسن أكبر في أسعار أسواق الأسهم في الامارات ،وبالنسبة لباقي اقتصاديات دول الخليج سيستمر الاستقرار الاقتصادي ولكن أسعار البترول لن ترتفع لمستويات مرضية للهيكل المالي والموازنات في تلك الدول.