تبدو أن لهجة الإدارة الأمريكية الجديدة أقل حدة من سابقتها بشأن التعامل مع إيران، فإدارة الرئيس الأمريكي المنتيهة ولايته دونالد ترامب كانت حادة في التعامل بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وإتباع سياسة العقوبات التي ظلت حتى قبل أيام قليلة من انتهاء فترة حكم ترامب.
على الجانب الأخر تميل الإدارة الأمريكية الجديدة قيادة جو بايدن، للجوء إلى الحواء وهو ما ظهر بشكل كبير من خلال تصريحات أنتونى بلينكن ، وزير الخارجية الأمريكى في إدارة جو بايدن، الذى قال خلال كلمته في الكونجرس إننا ملتزمون بعدم حيازة إيران السلاح النووى، متابعا: سنعمل على اتفاق نووى أكثر تشددا مع إيران، متابعا أن حيازة إيران السلاح النووى سيجعلها أكثر خطورة مما هى عليه الآن، مؤكدا أن حيازة إيران السلاح النووى سيجعلها أكثر خطورة، متابعا: إذا عادت إيران للاتفاق سنعود.
تصريحات بايدن أيضا تسير في نفس الاتحاه، ففي ديسمبر الماضى أعلن جو بايدن أنه سيطلق بسرعة مفاوضات جديدة مع إيران بالتشاور مع حلفاء واشنطن، مؤكدا أن ذلك سيحدث فقط بعد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه دونالد ترامب.
تصريحات إيران تبدو أيضا هادئة في التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة بعدما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في نوفمبر الماضى استعداد طهران لعودة تلقائية إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي في حال رفعت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات التي فرضتها بعد انسحابها الأحادي منه قبل عامين.
وبعد تنصيب جو بايدن مباشرة، قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، إن العالم يعرف أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إصلاح نفسها بالأفعال وليس بالكلام.
وبشأن مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية في عهد جو بايدن، قال طه على، الباحث السياسى، إن السياسة الأمريكية تجاه إيران تتجه نحو الاسترخاء وتخفيف التوتر الذي تميزت به خلال عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، حيث إن الرئيس المنتخب جو بايدن يحمل رؤية مختلفة بشدة مع سلفه ترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط.
وأضاف الباحث السياسى لـ"اليوم السابع"، أن جو بايدن بنفسه عن ذلك في مقال له بمجلة الشؤون الخارجية Foreign Affairs، في أبريل الماضي، والذي عبر فيه عن ملامح سياته الخارجية تحت شعار استعادة دور الولايات المتحدة في قيادة العالم، حيث رأى بايدن ضرورة العودة للحوار مع إيران مع الضغط عليها لضمان التزاماتها تجاه الأمن الإقليمي بالشرق الأوسط.
وتابع طه على: من المتوقع تغير السلوك الأمريكي تجاه إيران واحتمالات عودة واشنطن للاتفاق النووي الذي كان ترامب انسحب منه في مايو 2018، كما أن بايدن نفسه لعب دورا كبيرا في التوصل لهذا الاتفاق وقت أن كان نائب للرئيس بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، كما أنه بمراجعة تصريحات بعض مرشحي بايدن للمناصب الكبرى بإدارته يمكننا التأكيد على ذلك التحول المتوقع في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وأذرعها بالمنطقة العربية.
وأشار الباحث السياسى، إلى أن العقوبات الأمريكية سوف تظل إحدى أدوات السياسة الأمريكية في التعامل مع طهران ودفعها للالتزام بتعهداتها تجاه الأمن الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما عبَّر عنه بلنكن الذي اشترط عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي بتقيد إيران بالتزاماتها، ورغم كل ذلك، إلا أن المؤكد على السياسة الأمريكية تجاه إيران سوف تشهد تغيرات ملحوظة في عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.