الزعيم المصرى محمد فريد، زعيم حقيقى ورجل وطنى، دفع من حياته الكثير من أجل قضيته، وللأسف لم يأخذ حقه بعد، لقد ألقى الإعلام قديما وحديثا الضوء على شخصيات أخرى، وهى تستحق، لكنه اختصر محمد فريد بشدة، وكأنه مجرد رجل عابر في الطريق، وهو لم يكن كذلك.
ودعونا نشير سريعا إلى بعض فضل محمد فريد المولود في 20 يناير 1868، ورحل فى 15 نوفمبر 1919.
ترأس محمد فريد الحزب الوطنى بعد رحيل مصطفى كامل، وأدخل الكفاح المسلح فى عقيدة الحزب ضد المحتل، افتتح المدارس الليلية فى الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانًا، كما وضع الأساس للعديد من المدارس فى القاهرة والمحافظات النائية، أما معركته الأولى فكانت مع "الدستور" فقدم للخديوى عشرات الآلاف من توقيع المواطنين على صيغة موحدة تم الاتفاق عليها، لذا تعرض للكثير من المضايقات منها أنه تمت محاكمته لكونه كتب مقدمة ديوان شعرى للشاعر (على الغاياتي) بعنوان (وطنيتى) وكان عنوان المقدمة (أثر الشعر فى تربية الأمم) قال فيها "لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد إماتة الشعر الحماسى، وحمل الشعراء بالعطايا والمنح على وضع قصائد المدح البارد والإطراء الفارغ للملوك والأمراء والوزراء وابتعادهم عن كل ما يربى النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال.. كما كان من نتائج هذا الاستبداد خلو خطب المساجد من كل فائدة تعود على المستمع، حتى أصبحت كلها تدور حول موضوع التزهيد فى الدنيا، والحض على الكسل وانتظار الرزق بلا سعى ولا عمل".
وكان محمد فريد فى ذلك الوقت خارج مصر، وقد نصحه أصدقائه بعدم العودة، لكن ابنته فريدة كتبت إليه تقول "أتوسل إليكم باسم الوطنية والحرية، التى تضحون بكل عزيز فى سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن.. فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم"، فاستجاب لها وعاد إلى مصر ليحكم عليه بالسجن ستة أشهر، ولدى خروجه من السجن كتب قائلًا: "مضى على ستة أشهر فى غيابات السجن ولم أشعر أبدًا بالضيق إلا عند اقتراب خروجى، لعلمى أنى خارج لسجن آخر وهو سجن الأمة المصرية الذى تحده سلطة الفرد ويحرسه الاحتلال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة