هند أبو سليم

الاكتئاب ليس علامة ضعف! بل هو إشارة إلى محاولتك أن تكون قويًا لفترة طويلة جداً !

الخميس، 21 يناير 2021 06:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيغموند فرويد هو صاحب المقولة في عنوان مقالة اليوم..

مرة أخرى:

الاكتئاب ليس علامة ضعف؛

بل هو إشارة إلى محاولتك أن تكون قويًا لفترة طويلة جداً !

إذ لا يحدث الاكتئاب لفاقدى المقاومة، والسائرين مع التيار رغم أنه عكس مبادئهم وقناعاتهم.. فهو شكل من أشكال مقاومة الواقع، فالسير ضد التيار يحتاج لمجهود أكبر وأقوى بكثير من السير معه، بل على العكس.. السير مع طبيعة الأشياء لا يحتاج لمجهود يذكر.

فتهاني وتبريكاتى لك، إذ أن اكتئابك أصبح علامة لقدرة تحملك وقوتك.

لست هنا لاعدد انواعه و اشرح اسبابه، و اقدم طرق علاجه.... فلست بالخبير صاحب الباع في الاكتئاب سواء علماً او حتى ممارسة.

لكني هنا لأنظر لمريض الاكتئاب بعين الرحمة، فمازالت مجتمعاتنا متبلدة الاحساس و العقل تجاه الامراض النفسية باختلافها..... تتعامل معها معاملة التجاهل.

نعم هناك فئة قليلة اصبحت تعترف بمرضها و تسعى للعلاج النفسي..... و لكن هذه الفئة نقطة في بحر.

نرجع للاكتئاب.

عزيزي المكتئب:

- اتفهم تماماً جلوسك بالساعات في مكان واحد دون محاولة التحرك قيد انملة.... و كيف تمر ساعات اليوم برغم ثقلها الا انها تمر بسرعة...

- استوعب اوجاعك التي لا اراها.... ذلك الآلم في الاكتاف، و اوجاع البطن ... و ضيق التنفس... و الغصة في الحلق.

- اتخيل ذلك الثقل الذي يزن وزن انسان و تتحرك و هو ممتطى ظهرك طوال الوقت... حاملاً جاثوماً على كاهلك كل يوم.

- اشعر بثقل انفاسك، و اشعر بمجهودك لتأخذ هذه الأنفاس الثقيلة... فانت تتجرع قصر انفاس فيروس العصر دون الاصابة به.

- اعلم مدى الارهاق الذي تصل اليه بممارساتك اليومية البسيطة... فحتى الذهاب الى دورة المياه، يتطلب مجهوداً جباراً.

و رغم كل ما سبق، لا زلت تستيقظ كل يوم، محملاً بما ذكر اعلاه و اكثر بكثير..... و تنكر على نفسك فضل المقاومة؟؟؟

لو كنت ضعيفاً يا عزيزي لاستسلمت من اول يوم، و لو استلمت لاصبحت اي شيء او لا شيء الا مكتئباً. ( كروبين وليامز- اشهر ممثلي كوميديا عصرنا هذا) كان يحمل لقب مكتئب... الى ان قرر الاستسلام، و اصبح لا شيء.

اكتئابك يا عزيزي درعك الواقي امام الاستسلام، ان تكون محارباً رافضاً الاستسلام فهذا شرفٌ يعلق وساماً على صدر حياتك.

لا اعلم سبل علاجه و لا كيفية التعايش معه، و لكني اعلم ان هذه الحياة هدية من الخالق عز و جل، و نحن نعيش كل لحظة متمتعين ببسيط عطاياه، فما بالك بالعطية الكبرى و هي الحياة ذاتها....

اظنها و الله اعلم ان اصبت او اخطأت انه كما قال محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة." و كان مناشداً وطنه الام، و لكن هنا ما يستحق الحياة هو: انت.

من الممكن ان يكون الاكتئاب هو صرخة طلب المساعدة الاولى و الاخيرة لهؤلاء....

فرحمة بالمقاومين في الخفاء... و رأفة بمحاربين الكوابيس و الاشباح و المخاوف.... و البشر ( و نحن اسوأ كابوس، و ابشع شبح، و اكبر المخاوف) .

و عل الحل يكمن في مقولة اخرى لسيغموند فرويد:

"نحن نسعى لأن نتجنب الألم أكثر من سعينا لأن نجد السعادة."...

عل الحل يكمن في طريقة المقاومة.... و الله اعلم

شكرا

اخر الكلام:

اكتئب كما شئت، فانت لازلت هنا.

 

 

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة