تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن القارة الأوروبية مصدومة مما حدث في الولايات المتحدة، لكن لا يسعنا أن نصاب بالصدمة اليوم وننسى غدنا. الديمقراطية هشة وعرضة للهجمات من الداخل والخارج. نحن، دعاة الديمقراطية، مذنبون بالإهمال والاعتقاد الساذج بأن الديمقراطية مع قيمها وحرياتها قادرة على الدفاع عن نفسها ذاتياً.
حمد الماجد
حمد الماجد: هل أمريكا تغيَّرت للأبد؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، لو أنَّ أحداً قبل ستة أشهر رسم سيناريو اقتحام مقر الكونجرس الأمريكي، أو قال إن رئيس الولايات المتحدة ستُحجب حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" و"سناب" و"إنستجرام" وهي الرئة التي يتنفس منها رئيس الدولة الأعظم ومنها يعيّن ويعزل ويُصدر قراراته ويوضح مواقفه، أو أن آلاف الجنود المدججين بالسلاح سيحمون مقر حفل تنصيب الرئيس، ويغلقون الطرق المؤدية إليه في العاصمة الأمريكية، أو أن تعليمات ستصدر من قيادة عسكرية أمريكية عليا للتدقيق في خلفية الجنود المشاركين في حماية مقر التنصيب الرئاسي، خشية أن يكون من المتعاطفين مع المجموعات المتطرفة التي اقتحمت الكونجرس... لاتَّهمه خبراء السياسة بأنه تحت تأثير خيال الأفلام الهوليوودية. هذه الأحداث التي كرّت هذه الأيام كخرز السبحة وأحدثت صدمة في الداخل الأمريكي وذهولاً خارجه، هي ذاتها التي تَمسّك بها القائلون بنظرية تفكك الولايات المتحدة (وليس سقوطها).
ويتمسك المعارضون لنظرية التفكك بأن الولايات المتحدة، بل والدول الغربية بصورة عامة، دول تحكمها مؤسسات راسخة قوية تضبط إيقاع استقرارها وسيادتها، تماماً كما حصل في أمريكا الأيام الماضية، حين انفلت الأمن في واشنطن، واقتحم الفوضويون من أنصار الرئيس ترمب مقر الكونجرس، حينها تدخلت مؤسسات الدولة القوية، وبدأت تحركات وإجراءات قوية وحازمة لتطبيق القانون وحماية معقل الديمقراطية، واستطاعت أن تحجم الرئيس القوي، وتضعه في موقف هش، جعله يُصدر بياناً يتماهى مع إجراءات مؤسسات الدولة، ويؤكد المعارضون لنظرية التفكك أن مثل اقتحام الكونجرس والأحداث التي تلته، وكذلك الحوادث الكبرى الأخرى التي هزت أمريكا في السابق مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، وتفجير المقر الفيدرالي في ولاية أوكلاهوما، كلها تعامل معها الجسد الأمريكي بطريقة (الضربة التي لا تقتلك تقويك)، أي أن الأحداث الكبرى التي لا تُحدث شروخاً لا تجعل البنيان الأمريكي آيلاً للسقوط، وإنَّما تنبّه دائماً إلى الأخطار المحدقة فيجري علاجها والتعامل معها من الجذور، فيتعافى البدن ويواصل مسيرته.
فيرا جوروفا
فيرا جوروفا: أوروبا والبوصلة الرقمية للديمقراطية
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة الخليج الإماراتية، ما زلنا في القارة الأوروبية مصدومين مما حدث في الولايات المتحدة. لكن لا يسعنا أن نصاب بالصدمة اليوم وننسى غدنا. الديمقراطية هشة وعرضة للهجمات من الداخل والخارج. نحن، دعاة الديمقراطية، مذنبون بالإهمال والاعتقاد الساذج بأن الديمقراطية مع قيمها وحرياتها قادرة على الدفاع عن نفسها ذاتياً.
لدينا دليل ملموس للغاية ولكنه مأساوي على أن هذا ليس صحيحاً وأن الكثير من الناس فقدوا الثقة في المؤسسات الديمقراطية. نحن نعلم أيضاً أن المجال الرقمي يخلق فرصاً ومخاطر هائلة للديمقراطيات، وقد حان الوقت لإعادة ضبط المعنى الرقمي للديمقراطية. فالحقائق ملك للجميع، بينما الرأي ملك للفرد.
لقد تضرر هذا التمييز بين الفكرتين، وما حدث في الولايات المتحدة له بذور في أوروبا أيضاً، ولا يمكن إصلاحه إلا إذا كانت هناك ثقة في العلوم والحكومات والمجتمع.
ينصب الاهتمام حالياً على دور عمالقة التقنية. لقد سمحت هذه الشركات لنظريات المؤامرة بالازدهار، وكسبت الأموال الطائلة من المعلومات المضللة وسمحت للأطراف الخبيثة بالسعي لتحقيق أهداف اقتصادية أو سياسية.
والحقيقة أن القدرة على عزل الرئيس الأمريكي الحالي بناءً على معايير غير واضحة وبدون رقابة، يمكن أن تشكل خطورة على حرية التعبير. على الرغم من أنني أعتقد أن تحريض الرئيس ترامب غير المسؤول على العنف يستحق اتخاذ إجراء ما، فمن الواضح أنه لا يمكننا الاستمرار في هذه الدوامة.
ريل كلير: حان وقت الانسحاب من أفغانستان
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الجريدة الكويتية، إن بعدما اقتحم مناصرو الرئيس دونالد ترامب مبنى الكابيتول، توسّعت التدابير الأمنية هناك استعداداً لتنصيب الرئيس المُنتخب جو بايدن (الذي تم أمس)، حيث تم نشر أكثر من 20 ألف حارس وطني، أي ما يفوق أعداد الجنود المنتشرين في العراق وأفغانستان بأكثر من مرتين.
هذا هو العدد اللازم إذاً لحماية العاصمة واشنطن التي تمتد على مسافة 62 ميلاً مربعاً وتشمل أكثر من 700 ألف نسمة، وفي المقابل تغطي أفغانستان نحو 250 ألف ميل مربّع وفيها أكثر من 36 مليون نسمة، فلماذا يظن بعض صانعي السياسة والنقاد إذاً أن إبقاء وحدة صغيرة من القوات الأمريكية في أفغانستان سيُحدِث فرقاً كبيراً لقمع أعمال العنف هناك؟ لن يتحقق هذا الهدف طبعاً ولا داعي لإبقاء الجنود في أفغانستان لحماية الأمن القومي الأمريكي.
تحققت المهمة الأساسية في أفغانستان خلال أقل من سنة، وانهارت قيادة تنظيم "القاعدة" أو تبعثرت واضطرت للاختباء وسقط نظام "طالبان" بعد إقدامه على حماية أسامة بن لادن وأتباعه، لكن بدل إعلان النجاح، تغيرت المهام وباتت تهدف إلى بناء البلد ومكافحة التمرد.
تكمن المشكلة الحقيقية في الخطأ الاستراتيجي الذي يطبع الاحتلال الأجنبي رغم اعتماد حل عسكري تكتيكي صائب لمكافحة العنف، حيث يرسّخ الاحتلال الأجنبي المفهوم القائل إن الحكومة الأفغانية تخضع لسيطرة الولايات المتحدة وتحظى بدعمها بدل أن تكون حكومة مستقلة لبلد مسلم، ونتيجةً لذلك تصبح قوة الاحتلال في أفغانستان مبرراً لتجدد حملات الجهاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة