تواصل السلالة الجديدة لفيروس كورونا انتشارها بقوة فى عدد من دول العالم، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل التحور الجديد للفيروس بـ60 دولة حتى الآن، وهو ما دفع شركات تصنيع اللقاحات لإجراء تجارب عاجلة للتأكد من فاعليتها فى التصدى ومواجهة المتغير الجديد للفيروس، وسط حالة من التخبط والتضارب بين عدد من الدراسات التى أجرتها الشركات نفسها والتى أجرتها بعض الجامعات، فبينما تؤكد دراسات أن اللقاحات قادرة على التصدى بفاعلية للسلالة الجديدة جاءت دراسات أخرى وتجارب على متطوعين تؤكد عدم فاعليتها فى مواجهة المتغير الجديد.
ووفقا لتقرير لوكالة "بلومبرج" أكدت شركتا فايزر الأمريكية وشريكتها بايونتك الألمانية أن لقاح كورونا الخاص بهما سيحمى من البديل الجديد لفيروس كورونا الذى ظهر فى المملكة المتحدة بنتائج تجربة معملية أخرى، وهو ما دعمته الأبحاث التى أجراها الشريك الألمانى لفايزر وهى شركة بايونتك بقيادة الرئيس التنفيذي لشركة بايونتك أوجور شاهين، حيث أكدوا أن النتيجة تجعل من غير المحتمل أن تفلت الفيروسات المتغيرة فى المملكة المتحدة من الحماية من اللقاح، وقال إن فريق BioNTech مستعدة مع ذلك لتكييف اللقاح إذا لزم الأمر، وفى المستقبل قد يصبح ذلك ضروريًا للحماية من السلالات الأخرى وسط أدلة على متغير آخر ظهر فى جنوب أفريقيا قد يكون من الصعب التحقق منه.
وكشفت دراسة أجرتها جامعة تكساس الأمريكية أن الأجسام المضادة فى دم الأشخاص الذين تم تطعيمهم باللقاحات كانت قادرة على تحييد نسخة من الفيروس المتحور الذى تم إنشاؤه فى المختبر، وتم نشر الدراسة على خادم ما قبل الطباعة BioRxiv قبل مراجعة الأقران.
لكن أثارت دراسة منفصلة عن تلك السلالة القلق، حيث وجد العلماء أن نصف عينات الدم من حفنة من المرضى الذين أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا لا تحتوى على الأجسام المضادة اللازمة للحماية من البديل الجنوب أفريقى، الذى ينتشر فى جميع أنحاء العالم.
وتشير النتائج، من المعهد الوطنى للأمراض المعدية فى جنوب أفريقيا، إلى أن هؤلاء الأفراد ربما لم يعودوا محميين من إعادة العدوى فى النصف الآخر، وانخفضت مستويات الأجسام المضادة ولا يمكن تحديد خطر إعادة العدوى، ووفقًا للمعهد لم تتم مراجعة النتائج من قبل الأقران وكانت تستند إلى حجم عينة صغير.
وبشكل منفصل أكدت دراسة ثالثة من فريق جامعة روكفلر الأمريكية أيضًا أهمية المراقبة عن كثب لفاعلية اللقاحات ضد المتغيرات، واختبر الفريق الطفرات الموجودة فى المتغيرات التى تم اكتشافها لأول مرة فى المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى ثلثها من البرازيل، فى عينات دم من 20 متطوعًا حصلوا إما على لقاح Pfizer-BioNTech أو لقطة مماثلة من شركة Moderna Inc ، ولم تكن عينات دم المتبرعين فاعلة تمامًا فى تحييد المتغيرات، وكتب فريق روكفلر: "قد تحتاج اللقاحات إلى التحديث بشكل دورى لتجنب الخسارة المحتملة للفاعلية السريرية".
ويستعد علماء جامعة أكسفورد البريطانية لإنتاج نسخ جديدة من لقاح أسترازينيكا بسرعة لمكافحة السلالات الناشئة الأكثر عدوى من فيروس كورونا المكتشفة فى المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل، وأكدت جامعة أكسفورد أن الفريق الذى يقف وراء اللقاح من أكسفورد وأسترازينيكا يجرى دراسات جدوى لإعادة تشكيل التكنولوجيا، وقال التقرير إن العلماء كانوا يعملون على تقدير مدى السرعة التى يمكنهم بها إعادة تكوين منصة لقاح ChAdOx الخاصة بهم.
وقال متحدث باسم أكسفورد إن الجامعة تقيِّم بعناية تأثير المتغيرات الجديدة على مناعة اللقاح وتقييم العمليات اللازمة للتطوير السريع للقاحات كورونا المعدلة إذا لزم الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة